وسط ترقب جمهور إليسا أخبار اقتراب صدور ألبومها المنتظر، فاجئت إليسا جمهورها بإصدار درامي مكثّف بعنوان "متخذلنيش". طُرحت الأغنية في فيلم "السلم والثعبان - لعب عيال" المقرر طرحه في دور العرض بمصر يوم 11 نوفمبر المقبل.
الأغنية من كلمات منة عدلي القيعي وألحان عزيز الشافعي وتوزيع نادر حمدي، وهي أول إصدار لإليسا منذ غنائها لتتر مسلسل "وتقابل حبيب" في رمضان الماضي. الملفت أن التعاون الجديد يحمل نفس الفريق الفني ولكن هذه المرة ينتقل من الشاشة الصغيرة إلى السينما.
إليسا في عودة درامية مليئة بالأحاسيس
"متخذلنيش" أغنية تنبض بالمخاوف والرغبات، تسرد لحظة إنسانية قاسية تتمثل في رجاء بسيط ألا يخذلنا من نحبهم. برعت منة القيعي كعادتها في تحويل موقف درامي حاد إلى نص غنائي يفيض بالواقعية والخصوصية. واصلت تشكيل ثنائية ناجحة مع عزيز الشافعي الذي قدم لحنًا يتصاعد بهدوء ويرافق إحساس إليسا خطوة بخطوة.
منذ افتتاحية الأغنية بالبيانو الرقيق، ندخل في عالم داخلي ترويه إليسا بصوتها الرقيق، بين الرجاء والخوف من الانكسار. تهمس كأنها تتحدث إلى ذاتها. تتوسل ثم تذكر حبيبها مجددًا من خلال لازمة الأغنية بمدى تخليها عن حرصها بسببه: "وقابلتك بعد ما قولت يادوب بالعافية أنا اتلصمت/ أنا كنت كفرت بالحب خلاص ورجعت آمنت"
حكم أولي
إليسا في هذه الأغنية لا تكتفي بالغناء والطرب، بل تحكي عن مشاعرنا، يبدو كلامًا على لحن هاديء كأنه حديث حميمي مع صديق، نستمع إليها، كأننا نعيش معها نفرح لفرحها ونحزن حين تنكسر ونتمسك معها بالخيط الأخير من الأمل.
اللافت في الكلمات أيضًا مفرداتها اليومية القريبة من القلب، مثل "اتلصّمت" و"اتعشمت". هذه المفردات تنتمي لمعجم المصطلحات المصرية الأصيلة التي تمنح الأغنية واقعية مؤثرة دون تصنّع.
في المقطع" على قد ما بيك فرحانة أوي/ أنا خايفة أوي، أنا خايفة أوي". بدا صوت إليسا كأنه يتأرجح بين الخوف والرجاء، بين انفتاح القلب على حب جديد وهاجس الخذلان الذي يسكن أعماقها من القديم.
أما التوزيع الذي قدمه نادر حمدي رغم بساطته كان محمّل بالتوتر الداخلي، كأن الموسيقى تحاول تهدئة ارتباك داخلي في مرحلة ما قبل الانهيار.
"متخذلنيش" جرعة من المشاعر الدافئة و"تصبيرة" صادقة لجمهور إليسا المشتاق إلى إحساسها وجديدها. رسالة قصيرة مفادها أن كل ما نشعر به مسموح، وليس كل رجاء يُعد ضعفًا بل هو طبيعة إنسانية خالصة، كما أنها تذكير جديد أن صوت إليسا حتى حين يهمس يوجع.
