أصدر وائل جسار أولى أغنياته مع شركة روتانا، بعد الإعلان عن تعاقده الرسمي معها في يونيو / حزيران الماضي. تحمل الأغنية عنوان "حب زمان"، وجاءت باللهجة المصرية من كلمات أحمد أبو زهرة، وألحان أحمد زعيم وتوزيع أحمد علي.
وائل جسار يستعيد أجواء الماضي
من اللحظة الأولى، تنقلنا الأغنية إلى أجواء رومانسية ناعمة، حيث يفتتح وائل جسار التراك بآهات حالمة تسبق الغناء، كأنها استدعاء لشعور وجداني قديم. يتدفق صوته على لحن متصاعد، يروي فيه معاناة البعد والاشتياق، قبل أن يتحول إلى لحظة عتاب وندم، قائلاً على إيقاع المقسوم: "هو أنا غلطان إني بحبك، هو أنا غلطان / طب ليه الهوى ودع قلبك، فين حب زمان؟"
يتجلّى التناقض اللافت بين الكلمات التي تعبّر عن انكسار قصة حب، والإيقاع الحيوي الراقص، ما يخلق توازناً فنياً بين الألم والحركة، وكأن الأغنية تؤكد أن الألم يمكن التعبير عنه بالرقص وليس بالبكاء.
ورغم أن الأغنية لم تُطرح على شكل فيديو كليب، بل عُرضت عبر جلسة تصوير مصاحبة للكلمات، إلا أنها تحمل طاقة بصرية ضمنية تنبع من توزيعها وإيقاعها.
من ناحية الأداء، قدم وائل جسار ما يبرع فيه دائمًا، من إحساس عالٍ وقدرة على نقل الشجن في جملة لحنية قصيرة. ومع ذلك، كان من الممكن أن يدفع بعض طبقات الجواب بأدائه أكثر لتبلغ ذروة تأثير المقطع. ورغم ذلك، يذكّرنا أداؤه هنا بأغنية "كل وعد" التي جمعته سابقًا بالملحن نفسه أحمد زعيم، من حيث الرقة والصدق.
تحمل الأغنية بصمة وائل جسار المعتادة، وتمزج بين الكلمة الرقيقة واللحن العاطفي في توليفة تُعيد إلى الأذهان أغانيه في أواخر الألفية، مثل "مليون أحبك".
حكم أولي
قدّم وائل جسار في "حب زمان" أغنية لطيفة تُرضي محبيّه وتُثير شعورًا مألوفًا ومحببًا من الماضي، لكنها لم تحمل عناصر المفاجأة أو الكثافة الشعورية التي تجعلها تُعاد مرارًا.
حافظ وائل على هويته الموسيقية الواضحة، دون الانصياع للتريندات أو الموجات العابرة. دمج الغناء الكلاسيكي الطربي مع لمسات معاصرة، وأثبت إيمانه بقوة الكلمة واللحن والصوت، ما منح أغانيه طابعًا خاصًا حتى وإن لم تكن كلها من النوع الذي يُدمن سماعه.
أيقظت الأغنية فينا شعورًا قديمًا بالحنين إلى بساطة المشاعر ودفء العتاب وهدوء اللحن، حتى في لحظات البُعد، دون أن تحاول أن تبهرنا.