عتاب بلا ضجيج من حودة في أغنية "خيبت توقعاتك"

أصدر الفنان حودة منذ أيام أغنيته الجديدة "خيّبت توقعاتك" لتكون أولى إصداراته من ألبوم قصير  من 4 أغنيات أعلن عنه سابقًا يحمل اسم الأغنية نفسه.

شهد هذا العام نشاطًا فنيًا من حودة بعد أن غيّر اسمه من "حودة بندق" إلى "حودة". شارك في مسلسل "العتاولة 2" بأغنية "إسكندراني أنا" بالتعاون مع حودة شيبة، إلى جانب النجاح اللافت في أعمال منفردة بعيدًا عن الدراما مثل مهرجان "سور الجدعان" و"خطر" الذي صدر بالتعاون مع مسلم، وأغنيته "الجاي بتاعي" الصادرة منذ نحو ستة أشهر وما زالت تحافظ على حضورها في قائمة هوت 100 للأسبوع الـ22 على التوالي محتلة المرتبة 69 هذا الأسبوع.

أغنية "خيّبت توقعاتك" من كلمات محمود عادل كلازا وألحان كريم نيازي وتوزيع يحيى يوسف. وهي أغنية هادئة نسبيًا يستعيد بها جُملًا طالما وُجّهت إليه من الطرف الآخر: خيّبت توقعاتك/ دمّرت خلاص حياتك/ بتراجع في حساباتك/ طيب الله المعين.

يستمر حودة في السرد من موقع الشخص الذي كان الداعم والأقرب، ليجد نفسه في النهاية مُتَّهَمًا في رواية الآخر، وهو ما يولّد إحساسًا واضحًا بخيبة الأمل. قبل أن يدعو محبوبته إلى مراجعة كل ما جمعهما بحلوه ومرّه مؤكّدًا حضوره الدائم إلى جانبها ودعمه لها في لحظات نجاحها. 

يقود اللحن وتريات تنسجم بهدوء مع طبيعة العتاب الصامت، بقدر ما يحمل نبرة إنكار ومرارة. 

صدرت الأغنية مصحوبة بفيديو كليب مُنتَج بالذكاء الاصطناعي إلى جانب عرض الكلمات، وهي خطوة باتت معتادة لدى العديد من الفنانين مؤخرًا، لكنها تعاني من نقطة ضعف رئيسية، كما في حالة حودة هنا؛ إذ تظهر الشخصية الرئيسية في عدة مشاهد بملامح بعيدة عن شكله الحقيقي، ما يخلق شعورًا متناقضًا لدى المشاهد ويُضعف الارتباط البصري بالفنان.

رغم ارتباط اسم حودة في أذهان الجمهور بالأغنية الشعبية والمهرجانات، تلك المساحة التي حقق من خلالها انتشاره الأوسع، فإنه يحرص بين الحين والآخر على تقديم تجارب مختلفة تُبرز موهبته خارج القالب المعتاد. ويُعد اختيار أغنية شتوية هادئة تقودها الوتريات خطوة جريئة، خاصة في عام يشهد ذروة نجاحه مع أغنية مهرجانات مثل "الجاي بتاعي".

تقدّم"خيّبت توقعات" نموذجًا لعتاب غير تقليدي يحمل استنكارًا ممزوجًا باستسلام واعٍ من البطل الذي إدرك تزييف صورته في عين الطرف الآخر، قدّمه حودة بنبرة صوت صادقة منحت الأغنية ثقلها العاطفي، كما ابتعدت الكلمات عن المصطلحات المستهلكة التي تُقال عادة في مثل هذه الموضوعات.

على مستوى اللحن يبدأ الخط الموسيقي بهدوء قبل أن يتصاعد تدريجيًا وصولًا إلى اللازمة التي تمثل الذروة العاطفية للأغنية وفيها تتجلى جماليات صوته بوضوح خصوصًا بحته المميزة، مع ارتفاع نسبي في الطبقة الصوتية وتكثيف شعوري وهو يردد:"أنا نور طريقك / يا اللي كنت / صعب تمشي في الطريق"

بينما توزيع الأغنية لا يحمل تجديدًا لافتًا ضمن إطار أغنيات البوب التي تتناول الهجر والخذلان، لكنها تُحسب كخطوة في مسار التجريب، ومحاولة واعية للخروج من منطق النجاح المضمون إلى مساحات موسيقية مختلفة قد لا تُحدث ضجّة لكنها تُراكم نضجًا فنيًا واضحًا.