لم يعتقد أحد من الجمهور أن الفنان حسام حبيب سيتلزم بإصدار أغاني جديدة كما وعد. فمنذ سنوات وهو يخرج في مقابلات، ليتحدث عن طليقته شيرين عبد الوهاب، ينسب نجاحاتها الأكبر لنفسه ولرؤيته الفنية في فترة زواجهما، ويتحدث عن أغاني وألبومات موعودة عمل عليها ستكسّر الدنيا حالما تصدر.
في الواقع لم تحظ أغنية "سيبتك" التي صدرت أخيرًا بضجيج كبير بين الجمهور، لكنها أنتجت آراءً متضاربة من أفراد فريقنا كلما أعادوا سماعها خلال الأسبوع الماضي، تعرفوا عليها فيما يلي:
نورهان أبوزيد
"سيبتك" هل هذا ما كنا ننتظره من حسام حبيب؟
حالة من الترقب والتشويق فرضها حسام حبيب حول ألبومه المقبل، الذي طال انتظاره بعد تأجيله أكثر من مرة. ومع كل تصريح أو تلميح كانت التوقعات ترتفع، خصوصًا من جمهور لا يزال يحمل في ذاكرته أغاني قليلة لكنها راسخة مثل "لسه" و"قلبي سألني عليك" و"فرق كتير"، لكن حين صدر تراك "سيبتك" كانت الخيبة للأسف أكبر من الحماس.
الأمر الغريب الذي تبع صدور الأغنية، كان ظهور نسختين، واحدة على قناة حسام الرسمية والأخرى على قناة الشركة المنتجة روتانا، فقد خرج حسام يعتذر للجمهور بعد النسخة الأولى بسبب "خلل تقني" ويعدهم بإصلاحه في خلال ساعات. لكن حتى النسخة الثانية لم تحمل فرقًا كبيرًا يُذكر، بل كشفت ضعفًا في التوزيع الذي بدا سطحيًا ومكررًا، وكأنه مأخوذ من مكتبة إيقاعات جاهزة على الإنترنت.
أما الأداء الصوتي فكان أكثر ما يدعو للاستغراب، فقد بدا صوت حسام خاليًا من الحياة، كأنه سُجل في لحظة إرهاق أو لا مبالاة، ووصل هذا الإحساس بالفعل إلى المستمع. الأخطاء التقنية في الميكس والماستر لم تكن لتمر مرور الكرام على فنان مبتدئ، فما بالك حين تصدر من فنان له تاريخ ومكانة، وكان من المفترض أن يكون أكثر حرصًا على عودته خاصة بعد غياب أي ألبومات أو إصدارات له منذ عام 2016، ومحاولته الوحيدة كانت من خلال أغنية "كدابة" التي لم تحقق أي نجاح يُذكر بل حُذفت لاحقًا بسبب تشابه لحنها مع أغنية أخرى طُرحت قبلها بوقت قليل.
كنت أُمني نفسي بأغنية تليق باسم حسام حبيب، تلامس ما قدمه سابقًا من أعمال ضاربة في بدايات الألفية التي شهدت صعوده بقوة، لكن "سيبتك" للأسف خرجت بلا ملامح، بلا هوية ولم تترك لدي سببًا واحدًا يدفعني لإعادة الاستماع لها في أي وقت.
هلا مصطفى
كفاية خوف من المجتمع.. الأغنية حلوة.
ولو أنها صدرت بمعزل عن الجدل الذي يلاحق حسام حبيب، فأصدرها مثلًا قبل خمس سنوات، أو لو صدرت اليوم بصوت محمد حماقي أو رامي صبري لكانت ستضرب بالتأكيد.
ولكي لا يفهمني أحد غلط -لا سمح الله- فأنا من جمهور شيرين عبد الوهاب المتعصب جدًا لها، ولي رأي مختلف تمامًا حول شخصية حسام حبيب الفنية ونشاطه وتصريحاته وعلاقته بجمهوره وأدائه عبر مسيرته ككل. لكننا هنا نتحدث عن أغنية "سيبتك" تحديدًا.
كتب الأغنية أدهم معتز، ولحنها تامر علي، ملحن الهيتات لإليسا وحماقي وأصالة وعمرو دياب، والذي لا يخيب تسديده في إصابة وتر الإحساس. وقد منح الملحن حسام حبيب في هذه الأغنية فرصة ذهبية للتذكير بهيتاته الأولى، فصنع له أغنية تشبه "خليني معك"، وكأنه يقول: هل تذكرون حسام الذي أحببتموه في الماضي؟
حتى التوزيعات لم تكن سيئةً، نسمع لمسة وتريات في منعطفات الأغنية تنضم إلى الإيقاع الإلكتروني الثابت، فتضفي المزيد من الجاذبية. المشكلة الأبرز كانت سوء تنفيذ الميكس والماستر، وكأن الصوت ركب تركيبًا في وقت لاحق بعد الانتهاء من تنفيذ الأغنية، وغُلفت النتيجة النهائية على عجل. أظهر ذلك كل عيوب أداء حسام الذي جاء باهتًا وعلى مستوى واحد. ولربما لو صدرت نسخة أكوستيك للأغنية، مصحوبة بشيء من الأداء الانفعالي ليعكس إحساسها، لكان ناسب اللحن والكلمات أكثر.