صدر الكليب الخاص بأغنية "خطية" لبيسان إسماعيل منذ أسبوع، وهو يعد تعاونها الرابع مع المنتج الموسيقي فؤاد جنيد، لكن المفاجئ في الإصدار كان ظهوره كمغني إلى جانبها، في تجربة أولى له. كانت بيسان قد كشفت عن الديو قبل صدوره بشكل حصري لبيلبورد عربية في حوار خاص، وأخبرنا فؤاد حينها عن الكيمياء التي تجمعه ببيسان وكيف يتناغمان في العمل سويًا.
وجد أفراد فريقنا أنفسهم منقسمين حول تلك الكيمياء بين الشريكين الموسيقيين، فهناك من أعجب بـ "خطية"، بينما وجد آخرون أنها تجربة غير موفقة. نستعرض معكم فيما يلي رأيين متناقضين من فريق بيلبورد عربية حول الإصدار.
يوسف علي
استمعت لأغنية "خطية" بتمعن منذ صدورها، خاصةً وأنني من أكبر المتحمسين لتجربة فؤاد جنيد كمنتج موسيقي، استطاع ترك بصمته في وقت قصير بالساحة الموسيقية للبوب ليفانتين مع هيتات أنتجها للشامي. لكن في تعاوناته مع بيسان إسماعيل؛ والتي شهدت انطلاقة قوية مع "يا خلي"، أجد أن موسيقاهما أخدت شكلًا نمطيًا منذ "الحربين" و"هيهات" وتستمر على نفس الخط في "خطية".
يتبع فؤاد أسلوبًا مشابهًا في الإنتاج لأغانيه مع الشامي، حيث الإيقاع المتصاعد المعتمد على البايس الثقيل والدربكة والإيقاعات الشرقية. لم يخصص التجربة لصوت بيسان وأسلوبها، ولم يعر اهتمامًا لكلمات أمجد جمعة التي عكست حالة التعلق والعشق حتى بعد الفقد. ربما كان أنسب لو اتجه أكثر للوتريات (خاصة الكمان) مع المزمار. شعرت بأن الحالة التي وصلتني من الأغنية احتفالية بعض الشيء، وهو ما أضاع إحساس الكلمات في ظني.
أما في الفيديو كليب فلم أفهم أي مبرر لوجود سيارات جيب فارهة يتجول الفنانان على متنها، سواء في لقطات خارجية أو حتى باللقطات المصورة داخل الاستوديو. كان الكليب سيكون أفضل في حالة الالتزام بتوجه الإضاءة المعبر عن التناقض الداخلي بين الهدوء والغضب وبين الأسى الناتج عن الفقدان. الإضاءة بشكل عام كانت مميزة للغاية، ولكن عابها وجود تشتيت متمثل في المشاهد الخارجية، بالإضافة إلى المشاهد الراقصة المبالغة لفؤاد وبيسان.
عمر بقبوق
اختلف مع الرأي أعلاه حول العديد من التفاصيل حول الأغنية، التي أعتقد أنها ستكون واحدة من أبرز هيتات البوب ليفانتين على مدار العام القادم وأتوقع أن تترك أثرًا إيجابيًا على مسيرة بيسان إسماعيل وفؤاد جنيد على حدٍ سواء.
فعلى عكس رأي يوسف، أعتقد أن الكليب أضعف عناصر الأغنية، ولا أعتقد أن الكلمات كانت مميزةً أو استلزمت اهتمامًا خاصًا. ولا أميل إلى الرأي بأن فؤاد جنيد يكرر نفسه في الأغنية، وإنما أعتقد بأنه يصنع أغنية جديدة تنتمي لذات الجنرا التي تألق فيها بتجربته كموزع موسيقي مع الشامي. فلا يمكن مثلًا اعتبار أن فرق الروك تكرر نفسها إن أصدرت ألبوم ينتمي لجنرا الروك، وأن عدم التكرار يقترن بالضرورة بتغيير الجنرا.
النقطة الإيجابية الأبرز في الأغنية هي الجملة اللحنية الأساسية في اللازمة، والتي تجمع بين البساطة والإبداع. بمجرد الاستماع للأغنية تتكرر داخل الرأس وكأنها دودة في الأذن، ليتحول هذا المقطع إلى تريند نسمعه كلما تصفحنا التيك توك. يتشارك بيسان وفؤاد الأداء في اللازمة، فنسمع هذه الجملة اللحنية مرتين، وهي بالتأكيد أجمل بصوت بيسان، التي تُضيف إليها لمستها الخاصة في الأداء.
ولكن ليست هذه الجملة اللحنية ما جعلني أميل إلى كفة الدفاع عن الأغنية، وإنما التوليفة الجيدة والكيمياء بين بيسان إسماعيل وفؤاد جنيد. بيسان، إلى اليوم، لا تلقَ التقدير الكافي لما تحققه بمجال الموسيقى. لا تزال خلفيتها كيوتيوبر قدمت محتوى طفولي غير ناضج منذ أن كانت في الخامسة عشر من عمرها، يقف عائقًا أمام نجاحها في مجال الموسيقي. فهي تعمل وتجتهد بشكل واضح، لتحقق المكانة التي ترغب بالوصول إليها، كنجمة غناء.
أما فؤاد جنيد الذي كان غارقًا في ظل نجاحات الشامي، فمنحته بيسان إسماعيل الفرصة للظهور، ولتضعه تحت بقعة ضوء بأول أعماله كمغني. وهو بالمقابل قدم لها مجددًا أغنية تناسب مقاييس الأغنية التجارية الناجحة في الموجة الجديدة بالبوب ليفانتين، وجعلها تبرز إمكانياتها وتميزها بالموسيقى في هذه الأغنية. ما يجعل التعاون بينهما صفقة مثالية.
*مع أم ضد زاوية خاصة، يختار فيها نقاد من فريق بيلبورد عربية إصدارًا انقسمت آراؤهم حوله، بين من أحبه ومن لم يقتنع به، ليحلله كل منهم حسب رأيه الخاص، لأن الفن فيه جانب ذاتي، يتأثر بالذائقة الشخصية، ولا يمكن الإجماع عليه.