يجتمع موسكو وناصر -اسمان من السين المصري- سويًا للمرة الأولى، في إصدار لم نمتلك أية توقعات حوله. قدم موسكو في الماضي العديد من تجارب الراب عبر أكثر من خمس سنوات، عبر تراكات متفرقة وألبومين قصيرين. فيما بقي أكبر نجاح له في تراك "دولي" الذي جمعه بالمنتج الموسيقي الوايلي.
أما ناصر فمال أكثر للغناء، خلال مسيرته القصيرة التي بدأت قبل عامين فقط، وافتتحها بتقديم كوفرز لأغاني بوب.
لكن الإصدار الجديد "مين يطفي ناري" أكّد لنا أن السين المصري بات يختبر في مساحات جديدة خارج تصنيفات الجنرا الواحدة. ليست هذه أغنية بوب ولا إندي، وهي حتمًا لا تقع في مساحة الراب، لكنها تضم فلو مميز تشارك الاثنان أداءه.
الخارج عن التقليدي في تجارب كهذه أيضًا، هو أن المؤدي يكتب كلماته بنفسه. ما يمنحنا أغاني ببصمة شخصية خاصة، لا تقبل الكلمات العمومي، ولا تكرر تعابير مستهلكة. يؤدي موسكو وناصر مقاطع ثيمتها الأساسية هي التبجح والتفاخر، لكنها في الوقت نفسه مكتوبة بحساسية ورقّة: "مكنش حد فارق أنا مخدتش منكو غير كلام/ ومهما أقول وأعاتب بيحن القلب مهما شال/ مانا تهت في الليالي وأنا بسأل نفسي مية سؤال/ العيب مكنش فيا بس اتأثرت في الكلام".
حكم أولي
الإنتاج الموسيقي في "مين يطفي ناري" كان النجم بلا منازع. صنع كاي ميوزك للأغنية بيت شديد الجاذبية رغم كونه في منتهى البساطة واستند في معظم الأغنية على خط إيقاعي واحد. وفيما يتبادل الطرفان الأداء بانسجام، تطالب مباشرةً بتكرار الاستماع على نحو يصعب الاكتفاء منها.
طوال هذا الصيف، سمعنا من السين المصري تجارب شديدة الخصوصية، مع ظاظا وليجي-سي وتوو ليت وغيرهم. وتعاون موسكو وناصر الأول هو امتداد طبيعي للروح التجريبية ذاتها، التي تحاول الخروج من الصندوق، واكتشاف مساحات جديدة غير مألوفة لدى المستمع، وغير مستهلكة لدى الصناع.