أصدر عمرو جابر أغنيته الجديدة "بتاعتي أنا" التي كتبها ولحنها بينما وزعها مؤمن ياسر. تأتي الأغنية بعد نحو ثلاث أشهر فقط من أغنية "كله قالي اشمعنى هو" الأغنية التي حققت نجاحًا واسعًا، وفرضت اسمه على قوائم بيلبورد عربية لأول مرة. وذلك بعدما بقيت في قائمة هوت 100 لـمدة 12 أسبوعًا متتاليًا بينما تحتل حاليًا المرتبة 11، فيما يحتل عمرو جابر المرتبة 33 على قائمة 100 فنان هذا الأسبوع.
تبدو الأغنية تصريحًا بالحب واضحًا وصريحًا، لكنه حب خانق نوعًا ما يرعب في التملّك الذي يظهر في تكرار جملة"بقيتي بتاعتي أنا"، التي تثير جدلًا لدى من يرى فيها تلميحًا غير مريح عن العلاقة.
"بتاعتي أنا" أغنية لطيفة وتناسب أجواء الفرح والاحتفال خصوصًا للثنائيات التي تستعد لعرسها أو توثيق حبها, إلا أن المقارنة تظل قائمة مع "كله قالي اشمعنى هو" والتي كانت أكثر تفردًا سواء من ناحية الإيقاع الذي كان أكثر تميزًا أو من حيث البُعد الحواري للكلمات بين القلب والعقل، إلى جانب الجانب الشخصي المؤثر الذي أضفاه الفيديو كليب.
عمرو جابر بأغنية عاطفية جديدة
لا شك أن عمرو جابر ينجح مجددًا في تقديم عمل بوب عاطفي مفعم بالحب والطاقة الإيجابية وهي سمة تتكرر في إصداراته الأخيرة وتعكس على الأرجح استقراره العاطفي. وقد أشار في لقاء سابق معنا إلى تفضيله إبقاء حياته الخاصة بعيدًا عن الأضواء وهو ما يفسر ميله لتقديم مشاعر صادقة ولكن دون مبالغة بصرية.
تبدأ الأغنية بإيقاع شرقي مطعّم بلمحات إلكترونية حديثة تتسلل خلالها أصوات الآهات في الخلفية، قبل أن يدخل جابر بكلمات قريبة من لهجة الشارع المصري ليعبر عن تمسكه العاطفي بحبيبته التي يرى فيها عالمه كله قائلا: "خلاص انتهى/ تمشي ده عندها/ ده أنا جبتها/ قاعدلها فضيتلها".
حكم أولي
اختار عمرو لحنًا بسيطًا وسلسًا يتماشى مع طبيعة الكلمات وطبقاته الصوتية، بينما جاء التوزيع متنوعًا مع حضور لافت للكيبورد في الفواصل وفي النصف الثاني حيث بدا الإيقاع مستلهمًا من توزيعات التسعينيات.
يحسب لجابر قدرته على التعبير الصادق والبسيط عن مشاعره ومواصلة خلق هوية غنائية واضحة المعالم تجمع بين روحه الخفيفة ونبرته العاطفية، هذه الهوية التي باتت مألوفة لجمهوره تمنحه خصوصية في المشهد الغنائي وتجعله أقرب إلى شريحة واسعة من المستمعين الذين يفضلون الأغاني المباشرة غير المتكلفة
لكن في الوقت نفسه قد تصبح هذه البساطة سلاح ذو حدين إذا تحولت إلى تكرار،فغياب التنوع أو التجديد الجريء سواء على مستوى التوزيع الموسيقي أو طرح الأفكار قد يجعل الأغاني القادمة عرضة للتشابه مما قد يُضعف تأثيرها بمرور الوقت
تبقى "بتاعتي أنا" خطوة مقبولة في مسار فنان يسعى لترسيخ مكانته بثبات، أغنية تبث طاقة إيجابية وتُظهر الجانب الرومانسي في شخصيته لكنها في الوقت ذاته تضع أمامه سؤال مهم، ما الخطوة القادمة التي ستضيف إلى هذه الهوية وتمنعها من أن تتحول إلى قالب مكرر؟






