بين طموح الهجرة ورفاهية التجوّل بجواز سفرٍ مليء بالأختام، يقدّم بلطي في "طريق المطار" مرآةً لحلمٍ تحوّل إلى واقع. لكن، هل الاحتفال بالوصول يُغني عن الحاجة لتجديد التعبير؟
في أغنيته الجديدة، يعود بلطي إلى ثيمة لطالما شكّلت صوته الفني: السفر، الغربة، وتحقيق الذات. إلا أن نبرة هذه المرة بدت أكثر خفة وانفتاحًا، مصحوبة بهوية بصرية لافتة وموسيقى مألوفة. فكيف استقبل كتاب فريق بيلبورد عربية تجربة بلطي الجديدة؟
نورهان أبو زيد
أعجبتني أغنية بلطي الجديدة من جوانبها كافة: الكلمات، الموسيقى والهوية البصرية التي أبدع في إخراجها يانيس طلال، جميعها جاءت متناسقة لتُقدم في قالب خفيف محبب للاستماع. لطالما تناول بلطي في أغنياته قضايا الهجرة والغربة وحلم السفر لكن نبرته هذه المرة بدت مختلفة، احتفالية وكأنه استطاع تحقيق أحد أحلامه، وأصبح من المعتاد له التنقل والسفر بين الدول لإحياء الحفلات، وهو ما عكسه الفيديو كليب من خلال مشاهد مصورة في مدن مختلفة من بينها دبي وستوكهولم وباريس.
الأغنية تنتمي إلى نمط الراب الكلاسيكي وتحمل في طياتها روح الفخر بالنفس وبالنجاحات المادية التي حققها والدولارات التي جناها، إضافة إلى انفتاحه على العالم عبر رحلاته المتعددة.
يمكن القول - في رأيي- إن الأغنية من الناحية الموسيقية لا تقدم جديدًا يُذكر مقارنة بما قدمه بلطي في السنوات الأخيرة، لا سيما منذ بدء تعاونه مع المنتج الموسيقي جيمي حداد. ورغم ذلك لا أرى في هذا تراجعًا، بل تأكيدًا على بصمة خاصة نجح هذا الثنائي في ترسيخها ويحاولان اليوم الحفاظ عليها بثبات وذكاء.
هلا مصطفى
دخل بلطي عالم الموسيقى من بوابة الراب، ثم عرف نجاحات تجارية هائلة أخرجته من هذه التصنيفات في أغاني مثل "ليلي" و"ألو". في صوته وغنائه دفء يجعله محببًا، يتجاوز حدود الجنرا واللون الواحد، ويقع على الأذن بخفة.
لكن مؤخرًا، بات هناك نوع من التكرار في مواضيع الأغاني التي يختار بلطي الغناء عنها، وكأنه فقد البصمة الشخصية على مستوى الكلمة، والتي عادةً ما تكون أقوى أدوات الفنان الذي يكتب لنفسه.
"طريق المطار" مثال عن الثيمة الاجتماعية التي باتت محور معظم أغانيه الأخيرة، أغاني تتناول مواضيع عامة قد تناسب المستمع من مختلف طبقات المجتمع، وكأن موسيقاه وفنه صار متمحورًا حول الوصول إلى الجمهور الأوسع. وإن ساعده ذلك في تحقيق النجاحات التجارية، فإنه يبقيه في المقابل على السطح، حيث لا يغوص في حكايات أعمق، ولا يستند إلى مكاشفات شخصية.
حتى موسيقيًا، شعرت في التوزيعات وأسلوب الأداء أن الأغنية لا تختلف في الاستماعات الأولى عن أغاني بلطى الأخرى، مثل "ألو" و"أنا"، فلربما حان الوقت للقليل من التجديد.
*مع أم ضد زاوية خاصة، يختار فيها نقاد من فريق بيلبورد عربية إصدارًا انقسمت آراؤهم حوله، بين من أحبه ومن لم يقتنع به، ليحلله كل منهم حسب رأيه الخاص، لأن الفن فيه جانب ذاتي، يتأثر بالذائقة الشخصية، ولا يمكن الإجماع عليه.