منذ انطلاقه عام 1998، تحوّل مهرجان كناوة وموسيقى العالم في مدينة الصويرة المغربية إلى حدث موسيقي عالمي يجذب عشاق الموسيقى من مختلف أنحاء العالم. وما بدأ كتجمع محلي يحتفي بتقاليد موسيقى كناوة، بات اليوم أحد أكبر المهرجانات في إفريقيا، يُنظَّم على عدة منصات ويستقطب أكثر من نصف مليون زائر، حتى وصفه البعض بـ"وودستوك المغرب".
مدينة الإلهام واللقاء الموسيقي
لطالما كانت الصويرة ميناءً هادئًا، احتضن على مرّ العقود فنانين عالميين مثل جيمي هندريكس وكارلوس سانتانا، الذين قدموا لاكتشاف موسيقى كناوة العريقة. هذه الموسيقى، ذات الجذور الإفريقية، تُعدّ من أبرز أشكال التعبير الروحي والفني في شمال إفريقيا، ويُقال إنها ألهمت لاحقًا أنماطًا موسيقية مثل البلوز وموسيقى الشتات الإفريقي.
كناوة تلتقي بالعالم
بالتزامن مع المهرجان الرئيسي الممتد من 19 إلى 21 يونيو، أطلقت كلية بيركلي للموسيقى في بوسطن شراكة فريدة من نوعها مع مهرجان كناوة وموسيقى العالم، تحت عنوان "Berklee at the Gnaoua and World Music Festival"، والذي يُقام هذا العام بين 16 و21 يونيو 2025 في الصويرة، ويُعدّ هذا البرنامج التفاعلي فرصة نادرة للموسيقيين الممارسين لصقل مهاراتهم في الارتجال والتفاعل مع التقاليد الموسيقية الكناوية بشكل مباشر، إلى جانب أنماط أخرى مثل البوب، الجاز، الكلاسيك، والروك. وتُقدَّم الدروس من قبل أساتذة من كلية بيركلي، من بينهم أستاذ الساكسفون غودوين لويس، ويُدرّس البرنامج بالإنجليزية مع ترجمة إلى العربية لضمان شمولية التجربة
بين التقنية والتقاليد
يركز البرنامج على موضوعات متقدّمة تشمل التكامل بين الأساليب الموسيقية المختلفة، تقنيات الارتجال، العمل الجماعي الموسيقي، إضافة إلى ورشات معمّقة حول موسيقى كناوة نفسها، خاصة من ناحية استخدام التكنولوجيا الموسيقية في الأداء الحي. ويُشجَّع المشاركون على تطوير أساليبهم الشخصية عبر الحوار الفني مع موسيقيين من خلفيات متعددة، مستفيدين من الإرث الروحي والتقني لموسيقى كناوة.