عادةً ما تمر تعاونات الشعبي والراب في تونس دون جلبةٍ كبيرة، خاصة مع زخم هذه الإصدارات التي أصبحت دارجة منذ فترة ولم تعد مفاجئة، لكن "ما تعرفنيش" التي جمعت وليد الصالحي بالرابر بلينغوس اقتحمت التريندات مؤخرًا وكسبت استماعات مهمة في الأيام التي تبعت صدورها.
الإصدار فاتحة لموسم الهيتات الصيفية بنكهة الأفرو. خفيف في إيقاعاته ونصوصه، ويجمع بين غناء وليد الصالحي الدافئ وأسطر بلينغوس الواثقة، في حلّةٍ لحنيّة تتخللها تلوينات إلكترونية مشرقة وإيقاعات راقصة.
رغم أن بلينغوس كان صاحب المبادرة منذ الصيف الماضي، إلا أن المشروع الغنائي المفترض تعطّل ودفع بوليد الصالحي إلى طرح تصور جديد. نجح الأخير في رهانه على نفس الحاضنة التي تسعُ صوت الشعبي والراب، بما أن جمهور الراب كبر وترعرع في نفس البيئة التي خرجت منها موسيقى المزود والشعبي، حسب تصريحه في برنامج نجوم على راديو موزاييك. وقد سبق للصالحي أن اتّجه إلى الراب لتطعيم تعاونات مثمرة مثل "مشتاق حضنك" التي جمعته بِطاطي جي 13 و"مازال الليل" مع أرماستا.
يفاجأ المتأمّل في مسيرة وليد الصالحي منذ "دقّيت باب البخت" إلى آخر إصداراته "ما تعرفنيش"، بحجم التنوّع والتجريب الذي ميّز إصداراته وتوجهاته الإنتاجية. صنع الصالحي من نفسه ماكينة نجاحات، يدير إنتاجاته بذكاء ويختار تعاوناته بعناية، وعرف كيف يصطاد شرائح جمهور جديدة في كل مرة وفي الاستمرار والتجدّد بعد نجاحاته القديمة مثل "هكا نعيش".