لم يدخل محمد رمضان عالم الموسيقى بخطوات تدريجية أو تجريبية، بل اقتحم المشهد مباشرة عبر فيديو كليب "نمبر وان" عام 2018، الذي تصدّر المشهد الصيفي حينها، وأسس لظاهرة فنية مثيرة للانقسام: جمهور ضخم من المؤيدين، ونقد لا يقل صخبًا. رغم قِصر مسيرته الغنائية، إلا أن رمضان استطاع فرض نفسه كأحد أكثر الفنانين المصريين إثارةً للجدل في العقد الأخير.
فيما يلي أبرز المحطات الجدلية في مشواره الموسيقي — من "نمبر وان" إلى آخر أزمة أثارت الرأي العام بعد حفل بورتو مارينا في الساحل الشمالي.
"نمبر وان": الشعار الذي أربك الوسط الفني
إطلاق أغنية "نمبر وان" ترافق مع تغيير قواعد اللعبة، إذ لم يسبق لفنان أن لقّب نفسه بالأول بهذه الصراحة. تحوّل اللقب إلى سؤال دائم في المؤتمرات الصحفية للنجوم: من هو "نمبر وان" الحقيقي؟ البعض سخر، آخرون دعموا، وكثيرون التزموا الصمت أو أجابوا بعبارات دبلوماسية. كان أبرز ردين من أحمد الفيشاوي الذي أصدر أغنية "نمبر تو" سخريةً من الشعار، وباسم سمرة الذي تحداه في "مباراة تمثيلية".
إيقاف من النقابة بسبب الأزياء والعروض المسرحية
في عام 2021، قررت نقابة المهن الموسيقية برئاسة هاني شاكر تعليق تصريح إقامة الحفلات لمحمد رمضان بعد تكرار ظهوره عاري الصدر في تلك المناسبات.
القرار جاء بعد عدة تحذيرات رسمية وتعهدات لم تُنفذ، ما أشعل الجدل حول حدود حرية الأداء الفني في مقابل "الكود الأخلاقي" المجتمعي. حفلات رمضان اشتهرت بالاستعراضات الجريئة والأزياء غير التقليدية، ما فسره البعض على أنه "تباهي زائد" و"خروج عن الذوق العام".
فيديو كليب "فيرساتشي بيبي": فخ البذخ والتباهي
لم تسلم كليبات رمضان من النقد كذلك. في 2022، واجه بلاغًا قضائيًا بسبب مشاهد من كليب "فيرساتشي بيبي" الذي ظهرت فيه ملكة جمال الهند أورفاشي راتولا. رغم عدم احتواء الكليب على مشاهد خارجة، إلا أن المظاهر الاستعراضية المفرطة — مثل الحيوانات المفترسة، الأموال في أحواض السباحة، والملابس المرصعة بالألماس — أثارت حفيظة البعض، معتبرينها "استفزازية" في بلد يعاني فيه كثيرون من ضغوط اقتصادية.
بدلة مهرجان كوتشيلا: بين الفخر بالحضارة المصرية واتهامات بإهانة الوطن
أصبح محمد رمضان أول نجم مصري يشارك في مهرجان كوتشيلا العالمي، غير أن إطلالته المثيرة للجدل كانت حديث الجميع. ارتدى محمد رمضان بدلة ذهبية مستوحاة من الحضارة المصرية القديمة، لكن العديد من المتابعين شبهوها "ببدلة الرقص" واتهموه بإهانة الوطن، خاصة وأنه ظهر على المسرح متشحاً بالعلم المصري.
ورغم دفاعه عن نيّته الفنية، واعتذاره غير المباشر عبر شكر المصممة فريدة تمراز، أثارت تصريحاته الجانبية ("محمد رمضان اللي احنا عارفينه ميلبسش... محمد رمضان يفُكّه") موجة جديدة من الانتقاد.
أزمة حفل بورتو مارينا
في يوليو 2025، شهد حفل محمد رمضان في الساحل الشمالي حادثًا مأساويًا، بعد انفجار أسطوانة غاز ضمن معدات الألعاب النارية، ما أسفر عن وفاة الشاب حسام حسن وإصابة ستة آخرين. الحدث أثار عاصفة من الجدل، خصوصًا مع طرح رمضان أغنيته الجديدة "يلا يلا" في اليوم التالي مباشرة، ما اعتبره البعض تجاهلًا لمشاعر الحزن وحداد الفريق.
ردّ رمضان على الانتقادات قائلًا إن التعاقد مع شركة أجنبية منعه من تأجيل الإصدار، مؤكدًا في فيديو لاحق أنه أوقف الحفل فور الانفجار وساهم في إخلاء المصابين. ورغم ذلك، استمر الجدل، خصوصًا بعد منشور كتبه الفنان ثم حذفه لاحقًا، وصف فيه ما حدث بأنه "محاولة اغتيال مكتملة الأركان"، ما فتح الباب أمام تساؤلات جديدة حول خطابه العام.