فقد العالم العربي خلال عام 2025 عددًا من الموسيقيين والمطربين الذين تركوا بصمة فنية مهمة في الأغنية في مختلف البلدان من السعودية ومصر والمغرب ولبنان والسودان. نرصد هنا أسماء بعضهم تخليدًا لذكراهم.
زياد الرحباني
غيّب الموت يوم 26 يوليو الماضي الفنان زياد الرحباني نجل الفنانة فيروز، الذي فارق الحياة عن عمر 69 عامًا. بيلبورد عربية فتحت ملفًا واسعًا للتفكير في مسيرته الفنية التي التي امتدت لنحو نصف قرن لتعتبر واحدة من أهم المسارات الفنية أهمية للمنطقة العربية كلها ليس بلده لبنان وحده.
قدّم زياد على مدار مشواره أعمالًا يصعب محوها من ذاكرة الفن اللبناني والعربي، سواء من خلال تعاوناته الشهيرة مع والدته في ألبومات مثل كيفك إنت؟ ووحدن، أو مع الراحل جوزيف صقر في عايشة وحدا بلاك، وغيرها من الأعمال مع عدد من الفنانين.
أحمد عامر
يوم 2 يوليو الماضي صُدم العالم الفني المصري والعربي بخبر وفاة المطرب أحمد عامر عن عمر 42 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة، بعد مشوار غنائي قدّم خلاله عددًا من الأغاني التي لاقت تفاعلًا واسعًا لدى الجمهور وحصدت ملايين المشاهدات مثل "إحنا الهيبة" و"قاعد وبتفرج".. وكان له حضور دائم في الأفراح والمناسبات الشعبية.
أثارت وصية المطرب الشعبي موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي عقب إعلان مدير أعماله وعدد من زملائه حذف أغنياته من قنواتهم على منصة يوتيوب استجابةً لوصيته. كما أعلن عدد من الفنانين نيتهم اتخاذ خطوات مشابهة، سواء بحذف أعمالهم الفنية أو اعتزال الغناء نهائيًا خلال الفترة المقبلة.
ناصر الصالح
رحل الموسيقار ناصر الصالح ليلة 31 يناير الماضي عن عمر 63 عامًا عقب تضاعف معاناته الصحية، بعد مسيرة ملفتة قدم فيها ألحانًا جيدة حافظت على حضورها في ذاكرة الأغنيات الخالدة.
بدأ ناصر مسيرته الفنية كعازف ومطرب، لكنه سرعان ما اتجه إلى التلحين، حيث وجد شغفه الحقيقي فقدم خلال مسيرته العديد من الألحان المميزة التي تعاون فيها مع كبار الفنانين في العالم العربي، مثل محمد عبده، نوال الكويتية، وأحلام. من أبرز أعماله أغنية “الأماكن” التي غناها فنان العرب محمد عبده، التي تُعتبر من العلامات الفارقة في مسيرته الفنية.
نعيمة سميح
بينما من بلاد المغرب العربي حزن الجمهور الفني هناك في 8 مارس الماضي على خبر وفاة المطربة نعيمة سميح التي تعد من أبرز أيقونات "العصر الذهبي" للأغنية المغربية العصرية.
بدأت نعيمة مسيرتها في أوائل السبعينيات عبر برامج اكتشاف المواهب، وسرعان ما اشتهرت بصوتها الذي يجمع بين القوة والشجن لتصبح رمزًا للهوية الموسيقية في المغرب. ومن أعمالها الأغنية الأشهر عربيًا "جريت وجاريت" التي حققت انتشارًا في العالم العربي وذلك ياك أجرحي وأمري لله وأحلى صورة وعلى غفلة وغيرهم الكثير.
إسماعيل الليثي
كذلك توفى المطرب الشعبي إسماعيل الليثي في 10 نوفمبر الماضي عن عمر 36 عامًا، إثر حادث سير مروّع أثناء عودته من إحياء حفل غنائي، نُقل إلى المستشفى في حالة حرجة بعد تعرضه لنزيف حاد في المخ والفم والأنف، وكسور في الجمجمة، دخل على إثرها في غيبوبة استمرت بضعة أيام ثم لقى مصرعه، بعد عام تقريبًا من فقدانه لنجله مما ترك صدمة كبيرة داخل الوسط الفني.
وترك الليثي الذي انطلقت مسيرته من الأفراح الشعبية والموالد رصيدًا كثيفًا من الإسهامات من المواويل والأغاني مثل "بيكيا" و"ابن عمري" و"ميشرفوش" و"عرايس خشب" و"راعي ضميرك" و"يا ست يا أم الجمال".
كما ارتبط اسمه بالمسلسلات الدرامية الشعبية الشهيرة لتقديمه مواويل وأغاني بها منها "سألت كل المجروحين" و"سجن برة وسجن جوا" من مسلسل "ابن حلال"، و"ابن دمي" من مسلسل "الأسطورة" و"زين الرجال" من مسلسل "نسر الصعيد" و"الفتوة" من مسلسل "الفتوة" و"النمر" من مسلسل "النمر" وغيرها من الأغاني.
نوبلي فاضل
أُعلن خبر وفاة الموسيقار والملحن نوبلي فاضل يوم 14 ديسمبر 2025 عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض ألزهايمر، وذلك وفق وسائل إعلام محلية جزائرية.
ويُعد فاضل واحدًا من أبرز رموز الموسيقى الجزائرية والعربية، إذ اشتهر بعزف آلة العود وتقديم ألحان تمزج بين التراث الجزائري والموسيقى العربية الكلاسيكية. وشُيّع جثمان الراحل بعد صلاة العصر في مقبرة بلدية شرشال بولاية تيبازة، بحضور أفراد العائلة وزملائه في الوسط الفني، وسط كلمات تقدير واحترام لإرثه الموسيقي.
امتدت مسيرته الفنية لعدة عقود، تعاون خلالها مع عدد كبير من الفنانين والشعراء الجزائريين والعرب، منهم حسيبة عمروش ووديع الصافي وميادة الحناوي ومحمد الحلو ولطفي بوشناق. كما ساهم في تأليف الموسيقى التصويرية لعدد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، وحصل على عدد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإبداعه وإسهاماته في الفن.
عبد القادر سالم
آخر الراحلين كان الدكتور عبد القادر سالم الذي توفى 16 ديسمبر في العاصمة الخرطوم عن عمر ناهز 77 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا موسيقيًا ثريًا، وفق وسائل إعلام محلية سودانية. ويُعد سالم أحد أبرز وجوه السودان الثقافية والموسيقية لأكثر من أربعة عقود، إلى درجة جعلته أول فنان سوداني تُنتج له شركة بريطانية أسطوانة موسيقية خاصة.
وإلى جانب مسيرته الفنية، حقق عبد القادر سالم حضورًا لافتًا في الإدارة الثقافية، إذ شغل منصب نقيب الفنانين السودانيين لفترة، واستمر حتى بعد مغادرته المنصب في دعم الفنانين والمشهد الموسيقي السوداني قدر المستطاع، كما إنه لم يوافق على مغادرة السودان طوال فترة الحرب.






