بالرغم من مرور 26 عامًا على رحيل نزار قباني، لا تزال كلماته تنبض في ذاكرتنا، وفي كثير من الأغنيات التي نحبها. فقد نقل نزار الشعر من دواوينه إلى مسارح الغناء وألبومات العمالقة، فصار صوته يتردد على ألسنة الأجيال، وموسيقاه تنبض بعاطفة لا تموت.
في ذكرى وفاته، نستعرض أبرز القصائد التي تحوّلت إلى أغنيات على ألسنة كبار المطربين العرب، فصارت نشيدًا للحب، ورمزًا للجرأة، الاتمناء، وموسيقى للجمال.
نجاة الصغيرة
غنت نجاة قصائد عدة لنزار، من بينها "متى ستعرف كم أهواك" و"أيظن" و"ماذا أقول له" و"أسألك الرحيل". كان صوت نجاة بمثابة صدى ناعم لحساسيته، ومرآة أنثوية لذلك العاشق الذي كتب عن المرأة مطولًا.
أصالةفي ألبومها الصادر عام 1994، اختارت أصالة قصيدة "اغضب" لتغنيها ضمن الألبوم، وتكون عنوانًا له أيضًا، فأدّتها بإحساس حادّ ترك أثرًا واسعًا. كما أدّت شارة مسلسل "هذي دمشق" الذي تناول سيرة نزار قباني، فجعلت من قصيدته امتدادًا صوتيًا لمدينته وقصته، ولاقت الأغنية رواجًا كبيرًا عند صدورها.
أم كلثومفي عام 1968، كتب قباني قصيدته الشهيرة "أصبح عندي الآن بندقية". لحنها محمد عبد الوهاب، وغنّتها كوكب الشرق عام 1969. عبد الوهاب أعاد تسجيل الأغنية بصوته لاحقًا، وغنّاها أيضًا فنانون آخرون، بينهم أميمة الخليل.
فيروز
غنّت السيدة فيروز "لا تسألوني ما اسمه حبيبي"، قصيدة نزارية بامتياز لحّنها الأخوان رحباني، فصارت واحدة من أجمل موشحاتها وأكثرها شجنًا.
ماجدة الرومي
أدت ماجدة أكثر من عمل لنزار، أشهرها قصيدة "كلمات" التي لحنها إحسان المنذر، ولا تزال حاضرة بقوة في ذاكرة المستمعين بفضل انسجامها اللحن والكلمة فيها، وعمقها العاطفي. أما "أحبك جدًا"، فهي مثال رائع آخر عن المزيج المتناغم بين كلمات نزار ورهافة ماجدة، خاصة عند التعامل مع أبرز الثيمات القُبّانية في "الهزيمة أمام الحب".
لطيف
ةفي ألبومها الشهير "تلومني الدنيا", اختارت لطيفة أن تغنّي بعضًا من قصائد نزار، أبرزها الأغنية التي حملت عنوان الألبوم نفسه "تلومني الدنيا"، بالإضافة إلى أغنية "العاشقين"، أضافت إلى رصيدها دفعة شعرية غنية.
كاظم الساهر
أما ذروة العلاقة بين الشعر والغناء، فتتجلى في تجربة كاظم الساهر، الذي تبنّى شعر نزار كما لم يفعل غيره، فغنى ولحن عددًا كبيرًا من قصائده، حتى ارتبط اسمه باسم الشاعر ارتباطًا وثيقًا. من "زيديني عشقًا" و"إني خيرتك فاختاري"، إلى "مدرسة الحب"، "أكرهها"، و"أحبيني بلا عقد"، شكّلت هذه الأغنيات ذاكرةً مشتركة لعشاق الشعر والموسيقى، ورسّخت حضور نزار في الأغنية العربية الحديثة.