تشهد قائمة هذا الأسبوع تنوّعًا ثريًّا، حيث ننتقل بين الراب المصري الذي يستكشف مسارات جديدة للإيقاع الشرقي، والمشهد المغربي الذي يدمج الدريل مع التأملات الشخصية، إلى جانب تجارب مغاربية تُمزج فيها التأثيرات التونسية والمغربية. نسمع الهيب هوب التجريبي والدريل، والبوب التأملي وأشكالًا من الراب الشخصي الذي لا يلتزم بقوالب الجنرا المعروفة.
مارد - سامو فين
يفتح مارد دفاتر البوح التلقائي في "سامو فين" على إيقاع من إنتاج يونيو، ويستعرض عالمه الداخلي بسخرية خفيفة ونبرة شخصية جدًا. الكلمات تتأرجح بين حب وكره يوميات الحياة، مشبعة بمفارقات وسطور خفيفة الظل، بينما يحاوره صوت يونيو بلازمة تتردد كمانترا عن الخوف والرغبة في الاستمرار. جاء الكليب من توقيع أحمد سيد وعمر ماجد، ليواكب الروح اليومية للتراك بمشاهد توثيقية بسيطة على البحر وخلال القيادة، تعكس حسّ الارتجال والتجريب.
ريان يوسف - قالو
يمزج ريان يوسف بين روح الترحال والصوفية البصرية، حيث يظهر في كليب "قالو" بلباس تقليدي وسط تضاريس جبلية، بعدسة المخرج سامي خطاب. الأغنية من كلمات سيف، وألحان وتوزيع حمدي المهيري، وتستند إلى إيقاع تأملي يواكب نبرة غنائية حالمة، تردد كلمات مثل: "خسرتي وما ربحتي والو". يعتمد ريان في الغناء لهجة مغربية واضحة، بينما يحمل اللحن والتوزيع بصمة تونسية، ما يخلق تداخلًا مغاربيًّا سلسًا بين النص واللحن.
أبو الأنوار - أفترات
يتوسّع أبو الأنوار في تجريبه الصوتي بتراك "أفترات"، فوق بيت شرقي من إنتاج طياب نوح، لا يمتّ بصلة إلى جنرا التراب الشعبي، رغم استحضاره إيقاعات شرقية غالبًا ما ارتبطت بهذا النوع. يفتح التراك مسارًا جديدًا ضمن الراب المصري، حيث يعتمد على نغمة متمايلة ونظام قوافي مرن، يدفع الإيقاع إلى مقدّمة المشهد دون أن يبتذله. تتأرجح الكلمات بين السخرية والتأمل، حيث يمرّ أبو الأنوار على علاقته بالمحيط والشهرة والصداقات والذات، من خلال صور لغوية وأداء هادئ لكنه مفعم بالطاقة.
نوفا كوين - قمر
يأتي تراك "قمر" لنوفا كوين ضمن الاتجاهات المتجددة في المشهد الموسيقي المغربي، حيث يمزج بين تأثيرات الدريل والأفروبيتس. تعكس بارات الأغنية "أويلو خيالي في ليلو / يا ويلي وجراحي ويلي" موضوعات مألوفة في الراب المغربي من حيث التعبير عن الألم، والصراعات الشخصية، والانتظار، لكنها تأتي بأسلوب شعري حالم يمزج بين البوح والتمرد. تتابع نوفا استكشاف حدود صوتها في هذا الإصدار بعد عودتها قبل عام من غياب فني دام خمس سنوات.
21 طاش - صابرين
يطلق 21 طاش تراك مليئًا بالتوتر الداخلي والصراحة القاسية في "صابرين"، على بيت داكن من إنتاج BMS. يحاكي واقع الشباب في الأحياء المهمشة بين المغرب وفرنسا، ويتنقّل بسلاسة بين الحياة اليومية من كرة القدم إلى الغربة والفقد. يعتمد على أداء مفعم بالمشاعر لكن بلا انفعال، حيث تتكرّر اللازمة "خلّينا غير صابرين" كنوع من التهدئة الذاتية، في ظل الحياة الصعبة. جاء الكليب من إخراج ابراهيم لزمامت بأسلوب بصري قريب من الحياة اليومية، مع مشاهد بسيطة تترك مجالاً للكلمات أن تتحدث بصوتها.
شباش - مغبش
يفتح شباش مساحة جديدة في أغنيته "مغبش"، تراك داكن وإيقاعي من إنتاجه الشخصي، يتميّز بلهجة مباشرة وصور لغوية متشابكة. يقول في اللازمة "عادي أصلي بلجيكي" في سياق لا يخلو من التوتر السياسي والاجتماعي، حيث تُستخدم كلمة بلجيكي في الأردن للإشارة إلى المواطنين من أصل فلسطيني، مع ما تحمله من دلالات طبقية وهوياتية. يمرّ شباش على الاغتراب والانقطاع وتشوّش الحضور الذهني وينتقد إعادة إنتاج الأفكار التهميشية بطريقة غير مباشرة.
ترك - قولي اه قولي ايه
يعيد ترك رسم حدوده الشخصية بصوت ساخر ونصوص مشحونة بالمفارقات في ألبومه الأخير "مسلسل ترك"، الذي يتحرك فيه بين مشاهد من الشارع وتفاصيل العلاقات والعزلة اليومية، دون أن يفقد خفّة التعبير أو حدّة النبرة. في تراك "قولي إيه قولي آه"، تتكرر اللازمة كنداء عاطفي مكسور، بينما يُبنى البيت على إيقاع كثيف يحتضن الأداء العفوي والمتحرّر من القواعد. وقد أصدر ثلاث إصدارات من هذا الألبوم تعاون فيها مع عدد من المنتجين منهم سوليزار وكينغو.
https://youtube.com/embed/zUzhLRaM44w&list=PLlFQ7aftShPYSJmn7dIGoiYZO3HI3PG-E&index=4