مع اقتراب نهاية العام، تستمر غزارة الإصدارات من مختلف المشاهد في المنطقة، مع عودة اسماء مغمورة بعد غياب. يحاول الفنانون عبر هذا الإصدارات ترسيخ صوتهم أكثر، بالاعتماد على تطوير هويتهم الفنية والموسيقية، بالإضافة إلى تعاونات مهمة، ولو أن الإصدارات الفردية سجلت حضورها أكثر هذا الاسبوع.
سعاد ماسي - صمت
تتنقّل سعاد ماسي في "صمت" بين التأمل والبوح العاطفي بصوتها الدافئ، مستحضرة إحساسًا يتأرجح بين الرجاء واللوعة، حيث تتساءل الكلمات عن سبب الألم وطول الليل وضيق الصدر بسرّ لا يُقال. يمهّد هذا الإصدار الطريق لألبومها الجديد "Zagate" المقرر صدوره في 6 مارس / آذار 2026، ويعكس مزيجًا بين أسلوبها المعتاد وروح تجديدية واضحة في التوزيع والموسيقى. تعتمد الأغنية على صور كلاسيكية مثل السهر والغروب وغياب الأحبة، مع حس صوفي داخلي يضاعف عمق هذه الكلمات.
أماكا - طوارق
يصوغ أماكا في "طوارق" عملاً بسيطًا في بنائه وقويًا في معناه، معتمدًا على تكرار الكلمة كنبض إيقاعي يرسّخ حضور الهوية الصحراوية. تقوم الأغنية على أبيات قليلة، لكن كل بيت يحمل فكرة واضحة حول الفصول المختلفة التي يمرّ بها الإنسان، وكيف يختار بعضها بينما يُفرض عليه بعضها الآخر. يركّز أماكا على فكرة التقبّل وعدم الاستسلام، محوّلًا البساطة إلى مصدر قوة.
موتشي - زومبي
يعود موتشي في "زومبي" إلى جذور التراب في وقت يتّجه فيه جانب كبير من المشهد المغربي نحو تجارب تمزج الراي والشعبي بأصوات جديدة. يختار هنا مسارًا أكثر سوداوية، مستندًا إلى سرد داخلي يصوّر تحوّله الرمزي إلى "زومبي" يعيش بين الماضي والحاضر، مطاردًا بذكريات لا تنطفئ. تنعكس هذه الحالة على كتابته التي تتأرجح بين الانفصال عن الذات ومحاولة فهم ما تبقّى منها، ليقدّم صورة واضحة عن صراعاته اليومية. بينما يحافظ الإيقاع على صلابة التراب التقليدي بإحساس خام، بينما يضيف موتشي من خلال صوته وأدائه هشاشة عاطفية توازن القتامة.
دابنز - ستايلي
يبني دابنز في "ستايلي" تراكًا يقوم على روح الرايج راب بإيقاع تراب سريع وكلمات مباشرة تتمحور حول الثقة والثبات على الطريق الشخصي. يكرّر عبارةلتأكيد هويته الفنية، بينما تتحرّك باقي الجمل بين متابعة الحلم رغم البعد، والتعامل مع المشاكل كأشياء عابرة لا توقف المسار. ينسج دابنز صورًا من يوميات المدينة، وإشارات إلى مشهد الهيب هوب المغربي، مع حضور واضح للطموح والإصرار على النجاح .
ستريز وديمي وتريبل ثري - كود 13
يجمع ستريز وديمو وتريبل ثري في "كود 13" طاقة الراب المغربي بلغة شارع مباشرة وإيقاع ثقيل يقود التراك بثبات. يتحرّك الأداء بين الفلو الحاد وتبادل الأدوار بسلاسة، مع كلمات تعكس واقع المدينة، الذهنية الجماعية، وحدود الثقة والانتماء. يحافظ الإيقاع على توتر مستمر يمنح كل صوت مساحته دون أن يخرج التراك عن مساره، ليقدّم العمل نموذجًا واضحًا عن تطور المشهد، ويعتمد على القوة والانسجام أكثر من الاستعراض.






