أصدرت المغنية مجهولة الهوية "زاد" أغنية جديدة بعنوان "خسرت نفسي"، بعد أكثر من عام على آخر إصداراتها "أنا مين". عادت مجددًا بالتعاون مع شركة تسجيلات رعد، وفريق عمل مختلف تمامًا ضم ألفين في الكتابة، الذي لحّنت معه الأغنية، مع الإنتاج الموسيقي لحسين جمال.
تحولت زاد في الأغنية إلى السرد الأنثوي، بعد إصدارها الأول الذي تحدثت فيه بصيغة المذكر. تعرضت هنا للمعاناة النفسية التي تنشأ من حالة التوحد مع الذات. ووحشة الأفكار الداخلية وقسوتها في تلك المرحلة، خاصة الذات التي تفرض حينها تصرفات التنفير وترفض أي تدخل أو مساعدة. عبّرت عن ذلك في بارات مثل "كنت في حالي / دماغي مش سايباني" و"عيشة سواد والأوضة سجن" و "عقلي مشغول مش هتزوروه".
قدم حسين جمال الإنتاج الموسيقي بأكثر من طبقة، واستعمال مكثف للتشويشات الصوتية، قبل الإنتقال لوصلة من الأورج الخفيف، وترك بعض الفراغات للانفعالات الصوتية التي عبّرت من خلالها زاد.
زاد بين أغنيتين
مع عودة زاد للإصدار، لا يمكننا أن نتجاهل إصدارها الأول "أنا مين"، الذي خلق ضجة واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي بعد صدوره. جاعلًا الجميع يتساءلون حول هويتها، بعد أن قدمت قالبًا شديد الجاذبية خاصة لفئة الشباب من جيل زد والفئات الأدنى عمريًا. باتت عامًا كاملًا الأغنية بمثابة تعريفًا بارزًا وعميقًا للعلاقات المتخيلة، والحب من طرف واحد.
استطاعت خلالها زاد بالتعاون مع Z4sch و Mean أن تخلق سردية متدرجة تعطينا التفاصيل على مراحل، تجعلنا مترقبين للجمل التالية طوال الأغنية. بالإضافة إلى غلافها الذي صممه Mo3gza 104، بانعكاس أبيض وأسود باهت لصورة وجه محجب مدمي العينين. بينما التمكن الكتابي فيها لم يتأثر بالبساطة المبالغ فيها للإنتاج الموسيقي المعتمد فقط على الدرام ماشين،
رأي أوّلي
تأتي "خسرت نفسي" كإصدار شديد البهتان. فقط مجموعة من الاستغاثات العشوائية غير المرتبة حول الوحدة، دون التفكير في بناء قالب شيق للسرد، تعتمد عليه الأغنية بشكل أساسي. تراجعت قوة الكلمات مكتسبة صفة العُمومية، وغابت بشكل كامل أي تراكيب تبروز حدّة الوضع، رغم وجود جمل مفتاحية بارعة في بدايات المقاطع الأولى مثل "عقلي مشغول مش هتزوروه"، لكنها لا تكتمل، تاركة المستمع لخياله، وهي أحد الأخطاء المحورية في نوع الأغاني الحزينة، التي تفقدها قيمتها وتجعلها مكررة ومملة.
على العكس خلق المنتج الموسيقي حسين جمال قالب موسيقي ثري ومتعدد المؤثرات، تتداخل فيه الإيقاعات مع صوت زاد الدافىء، خالقًا تجربة تدفع للانغماس مع سرديتها الغنائية، كان من الممكن استغلالها بشكل أفضل لو أن الكلمات حملت عمقًا أكبر وأكثر تفصيلية.
عالم زاد الذي لا زال يتشكل هو تربة خصبة لمشروع موسيقي مميز في حالة استمرت في الدخول في تعاونات موسيقية توفر لها القوالب التي تتماشى مع صوتها وطابع مواضيعها، واهتمت بعدم تكرار مفرداتها وصورها البصرية. لأن أغلب المهتمين بظاهرتها لا زال لديهم مخزون من الفضول تجاه المغنية مجهولة الهوية.






