تتنوّع إصدارات هذا الأسبوع بين الراب المصري والعراقي، والإندي المغاربي، والتجريبي التونسي، مع أصوات تعيد التأكيد على فرديتها وسط مشاهد محلية متغيّرة. من أداءات لاذعة ومشحونة، إلى لحظات تأملية هادئة أو تراكات شخصية تُسجّل مباشرة من قلب الاستوديو، تواصل هذه الإصدارات استكشاف الحدود اللغوية والموسيقية، بينما تمزج بين القديم والجديد، اليومي والذاتي.
Kdk - اسكت
يعود KDK بأول تراك له هذا العام "اسكت"، ليعزز مكانته كأحد الأصوات الثابتة في الساحة المغربية، بعد سنوات من الحضور المتنوع. على بيت مشدود من إنتاج IM Beats، يقدّم أداءً قويًا ومتماسكًا، يتنقّل فيه بين نبرات الغضب والحدّة بثقة ملحوظة، ما يمنح التراك كثافة لافتة. أما الكليب الذي أخرجه حاتم نكراز، فيأخذنا إلى ديكور حانوت مغربي قديم، وهو محل بقالة شعبي يشكّل جزءًا من الثقافة اليومية في الأحياء المغربية، ويوظف المكان كخلفية للتوتر الكامن في النص والأداء.
لينا قسوسي - غياب
تعود لينا قسوسي بأغنية "غياب" بعد غياب عام عن المشهد الإندي المغربي، لتقدم فيها أسلوبا بسيط وعميق. تعتمد الأغنية على إيقاع تقليلي مع ضربات ثابتة، يدخل صوت القراقب ليمنحها لمسة تقليدية بجانب صوت الغيتار المشوّه. تحيي الكلمات ذكرى عمتها الراحلة التي تركت أثراً كبيراً في حياتها وفنها. أخرج زكريا دهبي الكليب الذي يعكس جوّاً هادئاً يناسب روح الأغنية. توجه لينا "غياب" لكل من يشعر بثقل الفقد بصمت، وجاءت كلحظة تأمل وحزن تشاركي.
سامي الأم سي مع وسيم - غايضني حالي
يجتمع سامي الأم سي ووسيم في تراك "غايضني حالي" الذي يحمل إيقاع أفرو، حيث يتناوبان على سرد جروحهما وتجاربهم مع الحياة الصعبة والتحديات اليومية. تتجلى العاطفة في اللازمة الغنائية التي توجه رسالة حميمية إلى الأم، بينما يظهر الكليب لقطات من خلف كواليس صناعة الأغنية في الاستديو، مما يعكس صدق اللحظة وبساطتها. يعتبر كل من سامي ووسيم من الأسماء البارزة في المشهد التونسي.
كلاوجي عربي- لامين يامال
في تراكه الجديد "لامين يامال"، يخرج كلاوجي عربي من حدود الراب التقليدي إلى كتابة أقرب للمناورة الذهنية. كما يراوغ لاعب كرة القدم لامين يامال بالكرة، يراوغ هو بالقلم في بارات بإشارات فلسفية ورموز أدبية ومعاني مضاعفة. حيث يقول: "هذا نذر عابر للأيام / أنا كضيف بديواني بدر شاكر السياب". يأتي الأداء هادئ لكن مشحون، والثقة تتكشّف في كل سطر كأنه تمريرة محسوبة. يحمل البيت تأثيرات الأولدسكول من إنتاج shelgatherealest، تثبت كلاوجي كواحد من الأسماء المراوغة في مشهد الراب العراقي.
هيثم - ده اللي انتو عايزينه
في "ده اللي إنتو عايزينه"، يطلق هيثم تراكًا يتأرجح بين السخرية والثقة الزائدة، على إيقاع تراب صارم. يوظف أداءه بإيقاع سريع ونبرة ساخرة، ليبني شخصية تتحدى الإعلام وتنتقد محاولات الإقصاء من المشهد. تتكرر اللازمة بشكل يؤكد على نبرة التهكم، بينما يمرّ المقطع الثاني بتقلبات بين الهجوم والتفاخر واللعب بالكلمات. يواصل هيثم من خلال هذا التراك رسم خط خاص به في الراب المصري، يدمج فيه فنيات اللغة بأداء ساخر ولاذع.