بعد ثلاثة أيام من حفلها الناجح في مهرجان جرش بالأردن، والذي أثارت فيه الفنانة أصالة نصري الكثير من الجدل والحنين بآنٍ معًا عندما لمّحت إلى عودتها المحتملة إلى سوريا في نهاية شهر أغسطس الجاري، بدأت ملامح تلك العودة تأخذ طابعًا جديًا ورسميًا.
إذ أعلنت نقابة الفنانين في سوريا، عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أنها استقبلت وفدًا من فريق عمل أصالة ضم شقيقها ومدير أعمالها أنس نصري، إضافة إلى المستشار الإعلامي منير حمزاوي ومدير العلاقات العامة سونير طالب. وتم خلال اللقاء مناقشة تفاصيل زيارة محتملة للفنانة إلى دمشق.
هذا التحرك من النقابة، وتصريحات أصالة الأخيرة، يوحيان بأن الزيارة هذه المرة ليست مجرد نوايا أو أحاديث عاطفية، بل خطوة حقيقية باتجاه عودة فنية وإنسانية قد تُعيد النجمة السورية إلى مسارح بلدها بعد أكثر من 15 عامًا من الغياب.
وكانت أصالة قد غُيّبت عن المشهد السوري الفني طوال تلك السنوات بسبب مواقفها السياسية الواضحة من نظام الأسد، حيث عبّرت في أكثر من مناسبة عن رفضها لما كان يحدث في سوريا، وهو ما أدى إلى شطب قيدها من نقابة الفنانين السوريين، وإقصائها عن النشاط الفني داخل بلدها الأم.
لكن مع التحول السياسي الكبير الذي شهدته سوريا في نهاية عام 2024، ظهرت مؤشرات جدية على أن أصالة في طريقها للعودة إلى دمشق، ليس فقط كفنانة بل كشخصية بارزة ذات حضور إنساني وشعبي. وفي خطوة رمزية معبّرة، أطلقت أصالة آنذاك أغنية بعنوان "سوريا جنة" احتفالًا بسقوط النظام، وعبّرت من خلالها عن شوقها للبلد وأملها بسوريا جديدة، تتسع الجميع. وجاء الرد سريعًا من نقابة الفنانين السوريين، التي قررت منحها العضوية الشرفية، بعد أن كانت قد شطبت اسمها رسميًا في عهد النظام السابق.
اليوم، ومع هذا التحرك الجديد من النقابة، والتصريحات العاطفية المتكررة من أصالة، يبدو أن العودة أصبحت أقرب من أي وقت مضى، وأن دمشق قد تستقبل ابنتها في حفل فني تاريخي واستثنائي. وجمهور أصالة في سوريا لا يخفي حماسه، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات المرحبة، وكأن الجميع يترقب لحظة العناق الأولى بعد قطيعة طويلة، بين صوت أصالة الذي حمل الشام في نبراته، ومدينتها لم تغادر قلبها يومًا.