لم يكن الفيديو كليب في 2025 مجرّد امتداد بصري للأغنية، بل مساحة سردية قائمة بذاتها، حملت رؤى إخراجية جريئة، وتجارب بصرية متنوّعة، واشتباكًا واضحًا مع السينما، والذاكرة، والهوية، والتقنيات الجديدة. وبين كل هذا، بدا الكليب العربي هذا العام أكثر وعيًا بدوره، وأقل ميلًا للصيغ الجاهزة.
تضمّ هذه القائمة 15 فيديو كليب اخترناها، لا استنادًا إلى الأرقام أو الانتشار فقط، بل لما قدّمته من قيمة فنية وبصرية، وقدرتها على توسيع أفق الأغنية.
دكتور سليم - شامبو
يصعب اختيار فيديو كليب واحد في عام كان مزدحمًا بأعمال بصرية ساحرة، عكست تطوّر التفكير في الكليب العربي وتحوّله من أداة ترويجية إلى مساحة إبداعية مستقلة. ومع ذلك، أختار كليب دكتور سليم "شامبو" بوصفه تجربة تتعامل مع الأغنية كمنتج سمعي بصري متكامل؛ كليب غير متكلّف ولا “مكلف”، بسيط في ظاهره، ومدروس في استخدامه للألوان وكأنه يتحرّك على عجلة لونية محسوبة بدقّة.
الكليب مفعم بالألوان المبهجة، ويخلق إحساسًا فوريًّا بالانتعاش والحيوية، لكنه ينسج داخله طبقات من الرموز الفنية واللعب البصري الذكي أيضًا؛ من لوحة الموناليزا التي تتحوّل إلى عالم مستلهم من أسلوب Studio Ghibli، إلى الانتقالات البصرية السلسة من عالم الكرتون والإنيمي والكرة، تمنح العمل طابعًا حلميًّا مفتوحًا على التأويل.
يوقّع دكتور سليم على الأغنية كتابةً وأداءً وإنتاجًا، إضافة إلى المكساج والماسترينغ، بينما جاء الإخراج بقيادة رائد المريش ليترجم هذه الرؤية الموسيقية إلى عالم بصري نابض، مدعومًا بعمل مونتاج وVFX يعززان الخيال من دون إثقاله. كليب يوازن بذكاء بين الخفّة والعمق، ويؤكد أن البساطة حين تدار بوعي يمكن أن تكون أكثر أشكال الإتقان حضورًا.
للا فضة - تارات تارات تات
قد لا يكون الكليب هو العنصر الأبرز في الأغنية النسوية الجريئة التي قدمتها للا فضة هذه السنة، "تارات تارات تات"؛ فالعناصر السمعية تتفوق جماليًا على الصورة البصرية، التي تبدو ثقيلة نوعًا ما، مليئة بالديفوهات واللقطات غير المريحة بصريًا. لكن ذلك لا يقلل إطلاقًا من قيمة الكليب الذي أخرجه أبانوب رمسيس، بل هذه التشوهات تأتي كعامل جذب إضافي يتناغم مع فكرة الأغنية الصادمة، ويرسخها بالعقل بعد الانتهاء من الاستماع إليها.
يبدأ الكليب بلقطة سيلفي بزاوية غير مريحة، نفذت باستخدام شاريو، ليتحرك الفضاء المحيط بللا فضة وتبقى هي ثابتة؛ كترجمة بصرية لفكرة الأغنية التي تنتقد تهميش المرأة وتعنيفها وتشييئها.
تتداخل اللقطة مع صور من لوحات رسمت للنساء، وتلتقط جميعًا الحزن الكامن في العيون. قبل أن يتحول المشهد مع تغيير الموسيقى إلى لوحة فنية مغايرة شكلًا ومتوافقة مضمونًا، فيها تنتقل الكاميرة في أرجاء المكان لتنقل جيستات للنساء المركونات على الهامش؛ في أسلوب إخراجي مستوحى من الكليبات النسوية الفرنسية، مثل "SLT" لسوزان وكليبات أنجيل وغيرهن.
الفضاء هنا ليس محايدًا ولعبيًا كما هو الحال في الكليبات الفرنسية التي تنتمي للنوع ذاته، وقد تكون تلك اللمحة الأكثر إبداعية في الكليب، حين يصور أبانوب رمسيس النساء كقطع من الديكور في الفضاء الجمالي الذي اختاره. ورغم أن الكليب يتراجع جماليًا مع المقطع الثاني، الذي تخرج به الكاميرة من الفضاء المغلق إلى الشارع، ومع محدودية أداء للا فضة الحركي، لكنه يبقى دون شك واحد من أجمل الكليبات العربية في سنة 2025.
أحمد سعد - بيستهبل
"تم تصوير هذه الأغنية قبل اختراع الذكاء الاصطناعي، والذكاء بوجه عام"، بهذه الجملة التي تتضمن سخرية من الذات يتم افتتاح كليب "بيستهبل" لأحمد سعد، ليعلن منذ اللحظة الأولى أن ما سيتم عرضه ليس إلا جرعة ساخرة من الفيديوهات المصنعة بتكنولوجيا بدائية رديئة.
ليس هناك سياق يجمع اللقطات المتتابعة إلا الضحك والسخرية الطفولية الساذجة. تتابع المشاهد وكأنها جُمعت عشوائيًا، ومن جمعها يكاد يكون شخص غريب الأطوار يجرّب أن يقحم نفسه بمشاهد يشتهي أن يعيشها؛ كعاشق يلاحق حبيبته على الشاطئ وأستاذ يُعجب به كل التلاميذ ويتفاعلون مع كل كلمة أو حركة ساخرة، ومغني يحضر حفله الملايين.
الكليب من إخراج طه التونسي، ويكاد يكون الأكثر جرأة في 2025 من حيث الفكرة وآليات التنفيذ
زين - حلوة
صنع كل من إدغار ستيفنز وباولو أوسو هذا الفيديو بلغة الإبهار البصري العالي. أكثروا من الفريمات العامة، موازين فيها بين الحركة والرقص، وبين الفريمات الساكنة التي بدت كأنها لوحات مثبّتة داخل الفيديو. اختلطت عناصر الطبيعة بالعمارة القديمة، لتخلع عن الأغنية عنصر الزمن أو الحداثة، فتبدو وكأنها حكاية لنساء من أجيال مختلفة عبر عصور مختلفة.
فيديو كليب "حلوة" إنتاج ضخم بمعايير بصرية عالمية. قد لا يخلو رغم تفوقه من بعض عناصر الاستشراق، الأمر الذي لا نجده مثلًا بهذه المباشرة في الفيديو كليب التالي لزين "كله لينا"، وهو فيديو كليب آخر من إصدارات العام يستحق التوقف عنده، من إخراج فريد المالكي، الذي لا يقل أهمية وتاثيرًا على المشهد الموسيقي العربي من أي مخرج آخر على هذه القائمة
سانت ليفانت وفارس سكر - سنيورة
أبانوب رمسيس هو بلا منازع من أبرز المخرجين الشباب الذين أبرزوا حضورهم في السنوات الماضية، سواء في تعاوناته ضمن السين المصري أو خارجها. يعرف جيدًا كيف يصنع صورًا بصرية متكاملة، وكيف يقدم كل فنان يتعاون معه بأسلوب مختلف، مدعومًا بخبرة تقنية، وجرأة في دفع حدوده في كل تجربة جديدة.
كليب "سنيورة" جمع فنان الإندي بوب سانت ليفانت بمغني المهرجانات فارس سكر، لكنه أخرج الاسمين إلى مساحة مشتركة وجديدة لكل منهما، في زوايا الكادرات وخيارات الألوان وحركة الشخصيات في كل لقطة. صورة حيوية ومميزة تكاملت مع الأغنية، وقدمتها، بالإضاءة النهاية التي اختارها المخرج، كإصدار صيفي حيوي ومنعش.
إحنا الشلة - هيفا وهبي
مشروع هيفاء وهبي الموسيقي، يستحيل له أن ينفصل على مشروعها البصري من حيث الفيديو كليبات والأزياء وغيرها من العناصر. ولا يمكن لأي مخرج أن يتعاون مع هيفاء ما لم يكن لديه ما يقدمه بصريًا. والمخرج رجا نعمة استوعب، واستوعب روح أغنية "احنا الشلة" جيدًا، حين أشرف على صناعة هذا الكليب، فخرجت النتيجة النهائية تشبه هيفاء وشخصيتها الحقيقة. فيديو ملوّن ومبتكر وحيوي وإيجابي الفايب، يأخذنا إلى العوالم والأجواء النسائية، التي هي جوهر الأغنية والسبب خلف صناعتها.
دراغانوف - أقراص x سايكو
يُذهل كليب "أقراص × سايكو" المشاهد منذ اللحظة الأولى، مقدمًا تجربة بصرية وموسيقية استثنائية في ٢٠٢٥. يدمج العمل الأغنيتين في فيديو واحد موحّد، ليحوّل كل مشهد إلى رحلة داخلية غنية بالرمزية والتفاصيل النفسية.
يعكس الجزء الأول، المتعلق بأغنية "أقراص"، الصراعات النفسية للإنسان من خلال حركة الممثلين والألوان الزرقاء التي تغمر وجوههم، مجسّدًا الحزن والانفصال الداخلي بطريقة حميمية ودرامية، تجذب المشاهد للتأمل في الذات.
أما لجزء الثاني مع "سايكو" يستعرض التجريب الموسيقي والتقني، حيث يرتدي دراغانوف معطف الأحمر ويستخدم آلة السنث "Vocoder" لتعديل صوته مباشرة، ما يعطي الأغنية طابع فضائي أو صناعي نادر استخدامه في الكليبات. يجمع الكليب بين الأسلوب السينمائي والرمزية البصرية، ما جعله من أهم كليبات ٢٠٢٥، وقد أعاد دراغانوف إلى واجهة المشهد المغاربي وفي المنطقة.
أمينوكس - زياش
أخرج يوسف أصواري كليب "زياش"، معتمدًا على أسلوب تصوير يعكس المشهدية بدل حضور الفنان المباشر، حيث يترك البطولة للممثل الرئيسي الذي ينقل الأغنية بصريًا بالكامل.
يحوّل أمينوكس الواقعة الرياضية الشهيرة إلى استعارة عاطفية، مستفيدًا من أسلوبه العاطفي القريب من المستمع، الذي يمزج بين البوب والآر-أند-بي مع لمسات موسيقية محلية، ليخلق نصًا غنيًا بالصور الشعرية والرمزية.
يركّز الكليب على المشاهد المتتابعة وتفاصيل حركة الممثل، فيحاكي المشاعر التي تعكسها الكلمات ويجعل المشاهد يعيش تجربة الفشل العاطفي والخيانة بشكل بصري ملموس. يُوظّف الإخراج والإضاءة والحركة في المدينة لتسليط الضوء على الانفعالات الداخلية للشخصية، بينما تدعم الموسيقى بين البيانو والكمنجات والإيقاعات الشعبية المشهد العاطفي للأغنية.
حمزة المحمداوي - سويتك إنسان
عاد حمزة المحمداوي في فيديو كليب "سويتك إنسان" إلى أجواء بغداد في ستينات القرن الماضي تحت إدارة المخرج إيهاب رافد، ليقدم حكاية داكنة مشبعة بالندم والخيانة والغدر، إلى الحد الذي يدفع البطل إلى التشكيك في فكرة اعتبار حبيبته إنسانًا من الأساس.
لم يكتفي العمل بسرد القصة بشكل مباشر بل لجأ إلى معالجة بصرية ذكية للنص الغنائي، إذ يبدأ الكليب بمشهد يبدو كمسرح جريمة، يضع المشاهد منذ اللحظة الأولى في حالة ترقب وتساؤل حول ما الذي حدث بالفعل.
ومع تقدم الأغنية تنكشف تفاصيل القصة تدريجيًا في المقطع الثاني حين نراه متشبثًا بصورة حبيبته ومحذرًا صديقه من الاقتراب منها، قبل أن تظهر لاحقًا برفقة رجل آخر، فيتحول هذا الحب إلى جنون لحظي ينتهي بمشهد عنيف ومأساوي.
ورغم وضوح النهاية الدموية يترك الكليب مساحة واسعة للتأويل: هل هي قصة حب قديمة ظل هو أسيرها بينما تجاوزتها هي؟ أسئلة تبقى بلا إجابة حاسمة لكنها تعزز من قوة العمل بوصفه كتلة درامية مكثفة محملة بالغضب والعاطفة، وتنتهي بنهاية سوداوية تليق بثقل الحكاية.
حسين الجسمي - مستنيك
رغم اعتراضي الواضح على موجة كليبات الذكاء الاصطناعي التي بات يلجأ إليها عدد متزايد من الفنانين بدافع توفير الوقت والجهد وربما تقليل التكلفة أيضًا، ومع ما تحمله في كثير من الأحيان من برود عاطفي وافتقار للإحساس، فإن كليب أغنية "مستنيك" لحسين الجسمي يشكل استثناء جديرًا بالتوقف عنده.
الكليب الذي قام ببطولته محمد فراج وبسنت شوقي جاء كفكرة ذكية ومتناغمة مع روح الأغنية، وعلى الرغم من تنفيذه بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي كما أشار هشام جمال صاحب الرؤية الفنية في أحد اللقاءات، فإنه نجح في إيصال الحالة الشعورية بل وأضاف بعدًا بصريًا داعمًا للأغنية
العودة إلى أجواء الأربعينيات والتنقل بين القاهرة والإسكندرية، لم تكن مجرد حلية بصرية بل اختيارًا واعيًا خدم الحكاية وأضفى عليها دفئًا وحنينًا افتقدناه في كثير من تجارب الذكاء الاصطناعي الحديثة. كما أن الاستعانة بفنانين محبوبين تجمعهما علاقة عاطفية حقيقية ومعروفة للجمهور عززت من تأثير العمل ومنحت المشاهد إحساسًا بصدق الأداء، لدرجة جعلت الكليب يبدو وكأنه تصوير حقيقي، تاركًا مساحة واسعة للغة العيون كي تعبر عن مشاعر الأغنية دون افتعال أو مبالغة.
سولجا - أرقين
في تراك "أرقين" لسولجا المستلهم اسمه من معبر حدودي يربط بين السودان ومصر، يقدم الفيديو كليب رؤية بصرية ذكية تُجسد فكرة القرب الإنساني والثقافي بين البلدين. اختار سولجا أن يستحضر مشاهد أفراح شعبية على جانبي الحدود، يفصل بينها باب صغير يعبر من خلاله بسهولة كدلالة رمزية على هشاشة المسافات وقوة الروابط، وعلى أن ما يجمع الشعبين أعمق بكثير مما تفصله الحدود الجغرافية
في الجزء المصري من الكليب يستعيد سولجا من أجواء فيلم "الفرح" من خلال ديكورات قريبة من روحه البصرية بل ويذهب أبعد من ذلك بارتداء قميص يُحاكي ما ارتداه ماجد الكدواني في الفيلم في لحظة واعية تستثمر الذاكرة السينمائية المصرية وهو يردد "يا الله في قلبي مليون إصابة / بغني لحبيبتي ولشعبي الغلابة"
لا تبدو الكلمات مجرد خطاب عاطفي بل امتدادًا لتجربة شخصية حقيقية يعكس من خلالها انتقاله إلى مصر على خلفية الأحداث السياسية في السودان واضطراره لترك وطنه والاستقرار في بلد صار ملاذًا جديدًا.
تامر حسني- الاحتياج وحش
تكاد تكون أغنيتي المفضّلة لتامر حسني في ألبومه الأخير "لينا معاد" الذي قرر أن يخرجها في فيديو كليب خفيف الظل مثل كلمات محمد القاياتي، مثّلها تامر بلطافة وخفة.
من أول لحظة تبدأ الأغنية بإيقاع راقص وهاديء يناسب المدخل البصري الذي يظهر فيه رجل على شكل قلب، مفارقة بصرية تحاول إظهار الرجل مثل دمية تمثّل قلب تامر حسني نفسه، وسريعًا ما يشير تامر إليه وهو يضع يده على قلبه، لتبدأ كلمات الأغنية التي تصبح حوار داخلي لدى تامر يتحدث فيها إلى نفسه قبل أن تسحبه يد والده إلى داخل المنزل بعيدًا عن "الحب".
الخفّة والذكاء البصري في ترجمة كلمات الأغنية أضفى مساحة لطيفة لاستقبالها بالرغم من قسوة الكلمات نسبيًا.
أصالة- العنب الساقع
من أنجح أغاني أصالة في السنوات الأخيرة، حيث علقت بأذن الجمهور من أول لحظة، كانت أكثر الأغنيات التي انتشرت، ساعدها في الانتشار أكثر الفيديو كليب المثالي الذي بدا بهجة إضافية مليئة بالألوان والحياة بشكل ملفت ليناسب صوت أصالة القوي.
المخرج يوسف محروس يُظهر أصالة بشكل جديد غير معتاد نوعًا ما، يقدمها شابة قوية وشقية نسبيًا تتغزل في حبيبها بدلع في كليب جسّد اللحن الراقص النابض بالحياة داخل مجموعة فتيات في مساحة خضراء شاسعة بألوان زاهية ووجوه نضرة تغري أحبّائهن.
سترانا - السادات وفيفتي وسوليسايزر
قدم المخرج عمر دونجا العديد من الأعمال المميزة منذ صعود إسمه في مشهدي المهرجانات والهيب هوب، لكن سيظل كليب "سترانا"، الذي أعلن عن مشروع مشترك لم يصدر حتى الآن لملوك المهرجان هو واحد من بصماته التي ستبقى في العالم البصري للمهرجانات.
فيتنقل دونجا بعين ثاقبة ملتقطة للتفاصيل الجمالية لأعماق الأحياء الشعبية لمحافظة الجيزة بين المدينة والريف الملاصق لها، مستعرضًا بأسلوب بانورامي أهم الأنشطة الجماعية الموجودة بها من منافسات تحطيب بالأحصنة للموالد صوفية وحتى منافسات الاستعراض بالدراجات النارية. يبقي الثلاثي السادات وفيفتي وسوليسايزر ولائهم للشارع من خلال هذه الوثيقة البصرية، كمركز للإبداع والتواجد، ووقلب نابض للصوت المصري الشعبي
طاش - دراجانوف
ربما غطى الجدل حول مشاركة الممثل الجزائري محمد خساني بالرقص في فيديو كليب "طاش" لدراغانوف على جمالياته الفنية، وهذا سبب أدعى ليكون ضمن اختيارات أفضل فيديو كليبات العام.
الفيديو لا يكتسب أهميته من تأثيره فقط وجرأته في كسر تابوه من الحساسية متجذر لسنوات بين فئة غير قليلة من الشعب المغربي والجزائري. بل لأنه رسالة عرفان صادقة من دراغا لثقافة الراي، قدمها دريزاينر بعناصر بسيطة للغاية تشبه بساطة الجنرا الشعبية الأكثر تأثيرًا في المنطقة المغاربية. فبدت لوحة متكاملة العناصر مستمدة روحها من التراث والحياة اليومية في نفس الوقت، بداية من إشارة إمتلاء كوب القهوة التي تعني في الثقافة الشعبية وفرة الرزق، إلى يافطة التاكسي والكراسي البلاستيكية الشبيهة بكراسي المقاهي.
وأضاف المخرج لمسة عصرية بوجود أطباق قمر صناعي كصورة مجردة لأسطح المنازل. ولم تمثل مشاركة خساني في الكليب بالنسبة لي مجرد "شطحة" شعبية، بل رأيتها كإنتصار يوضح تأثيره في الثقافة الشعبية المغاربية بشكل عام والجزائرية بشكل خاص، مضيفة الجانب الأدائي الطريف للعمل، ومكملة لبورتريه لم يعكس فقط الطفرة الإنتاجية الموسيقية لدراغانوف هذا العام بتوظيفه لموسيقى الراي في أعماله، لكن أيضًا تأثير هذه الجنرا وحيويتها في مشهد الهيب هوب المغربي.






