أصدر دادا نوير والموتشو تعاونهما الأول المنتظر "زنقة زنقة"، بعد التشويق بفيديو قصير في مطلع هذا الشهر. أثار المقطع المنشور لهما سابقًا بالاستوديو حالة احتفاء من العديد من الأسماء بمشهد الهيب هوب المغربي. منهم خِتك وستورمي وديب وكاليل.
كان آخر إصدارات دادا منذ شهر بعنوان "مغربي كاعي"، الذي تبع أغنية "سفينة" من فيلم "لانونيم" الصادرة منذ ثمانية أشهر. قبلها أصدر العام الماضي ألبومه المكون من سبع تراكات "صنع في المغرب". بينما على الجانب الآخر لم يصدر الموتشو هذا العام إلا تراك "Hey Mama"، وبالعامين الماضيين أصدر تراكي "موسوس" و"سايكو دراما".
التراك القصير "زنقة زنقة" خرج في قالب ارتجالي بقوافي سريعة من الثنائي، ولحن بوم باب صاخب يعتمد بشكل رئيسي على البوق الغليظ ، بينما تميل الكلمات للتبجح في وصلة استعراضية ساخرة تنتمي لمدرسة الأولد سكول. يتجه فيها الموتشو للتفاخر بأنه أحد الكبار من الجيل الثاني للهيب هوب المغربي، بينما يتبجح دادا نوير بنجاح ألبومه السابق "صنع في المغرب" والتغيير الذي أحدثه بالمشهد بنمطه الموسيقي الغير مألوف.
يأتي هذا التعاون في وقت يشهد في مشهد الهيب هوب حالة من التألق سوا على مستوى الدويتوهات أو الأغاني المنفردة حيث شهدنا العام الماضي تعاون ستورمي والغراندي طوطو في ريميكس تراك "مارادونا" وقدم حسن وشاو تراكي "دراهم" في العام الحالي و"بابور اللوح" بالعام الماضي. كما تألق دراجانوف بتراكات "طاش" و"كودورو" و"بون كوراج" وغيرها من التراكات المميزة.
رأي أولي
العنوان الخاص بالأغنية "زنقة زنقة" يتلاقى مع واحدة من أشهر الجمل من العقد الماضي "دار دار وزنقة زنقة". يضفي مسحة ساخرة تلتقي مع إصدارات دادا الأخيرة من العام الماضي "عادي جدًا" و"سويتشي". التألق اللافت له في هذا اللون خاصة مع اختياره بأن يشاركه فيه مخضرم بالأولد سكول والنيو سكول مثل الموتشو ينبىء بنية للاستمرار على هذا الخط. وربما يحمل العام القادم أو الأسابيع المتبقية من هذا العام مشروعًا موسيقيًا مفاجئًا تسوده تلك الثيمة الساتيرية. وبقدر ما أظهره لأسطورة رفيقه من تقدير وتحية في "زنقة زنقة"، وبعد هذه الجرعة المكثفة الخاطفة من الإبهار، نأمل أن نرى مزيد من التعاونات بين الثنائي.
يلفت الأنظار التناغم الجلي بين الثنائي. كأنهم يلعبون بالبارات "هات وخد" مثل لاعبي كرة القدم المهرة. تلك السلاسة والإنسيابية التي ينتقل بها الإيقاع بين الثنائي تجعلنا نتسائل لماذا لم يتعاونا معًا من قبل!
وبرغم توقفه عن الإصدار، وبطء إيقاع أدائه في الإصدارات الأخيرة القليلة بالعامين الماضيين، يفاجئنا الموتشو بحيويته وقدرته على التحكم في رتم التراك عن طريق التمثيل الصوتي الغاضب الساخرة بين بارات زميله، وغيره من الإيمائات الصوتية الإنفعالية، التي تتناغم مع مقدمة دادا نوير الاستعراضية شديدة الإتقان والقِصر، مثل: "كنعيش في توجو/ شعل موجو/ نفيقو في المسا/ ميد إن موروكو/ نديرو صكوكو/ لصحاب الموكازين". ولا يفوت الثنائي الفرصة للتنقل بين كواليس صناعة الهيب هوب والبيزنس وعالم الشوارع والببارات القصيرة.






