مع بداية الألفية وبعد زحمة التسعينيات التي عرفت خروج الأغنية المصرية بشكل جديد، كان مشهد البوب المصري بصدد إعادة تشكيل نفسه مع المزيد من الأصوات الشبابية جديدة، والتي تميّزت بجرأتها وقدرتها على التجريب إن كان من الناحية الإنتاجية أو الصوتية. سُمّيت هذه المرحلة بالعصر الذهبي لنجاح البوب المصري، وحققت الألبومات نجاحات غير مسبوقة في سوق الكاسيت، كما اشتدت المنافسة بين الفنانين مع انتشار الأغاني المصوّرة.
عرف المنتج الشهير نصر محروس، صاحب شركة فري ميوزك، استغلال هذه اللحظة في البحث عن أصوات جديدة، فقد أطلق ألبوم "فري ميكس 1 و2" وضمّا أغاني حققت نجاحًا كبيرًا مثل "ليه يا دنيا" مع محمد منير وخالد عجاج، بالإضافة إلى الأصوات الجديدة التي اكتشفها مثل بهاء سلطان وتسجيل ظهور أول لتامر حسني في أغنية "ولا إيه".
قرر في العام 2002 خوض مغامرة جديدة في سوق الكاسيت المصري، وحصر الأسماء باسمَين جديدَين على الساحة هما تامر وشيرين، مع أغاني فردية وديوهات وتعاونات وفيديو كليبات وكل هذا في ألبوم واحد هو "فري ميكس 3". لم يحمل الكاسيت صورة الغلاف فقط مع الخلفية الوردية، بل قدّم في طياته صورًا لتامر وهو يحمل جيتار وشيرين بقصة شعرها المختلفة عن ما عهدناه قبلها، وضمّ عشر أغنيات انقسمت بين أربع أغاني لشيرين وحدها ومثلها من نصيب تامر، بالإضافة إلى أغنيتَين ديو.
من منا لا يتذكر أغنية "لو كنت نسيت" الديو الأكثر شهرةً عند بداية الألفية، من كلمات مجدي النجار وألحان رياض الهمشري، وقد حملت تأثيرات البوب اللاتيني مع محمد مصطفى الذي وزّع أغلب أغاني الألبوم. كما قدّما سوية أغنية "لو خايفة" التي جاءت رومانسية هادئة كشفت عن اندماج أصواتهما، من كلمات بهاء الدين محمد وألحان خالد عز.
كانت أغنية "آه يا ليل" الظهور الرسمي الأول لشيرين، واحتلت بها المحطات المحلية والفضائيات، خاصة أنها جاءت في أسلوب جديد ليس فقط بمظهرها وعفويتها أمام الكاميرا، بل أيضًا الأزياء والملابس التي اختارتها مثل الجينز والجاكيت الجلد. دمجت شيرين بصوتها تأثيرات البوب والأغنية الشعبية، وحافظت على هذه الروح من الموّال حتى الحركات الراقصة. حملت باقي الأغاني التي قدمتها شيرين طابع الحزايني في أغاني مثل "لا يا حبيبي" من كلمات مصطفى مرسي، و"سيبني" من كلمات نصر محروس وألحان وليد سعد. كشفت هذه الإصدارات الأولى لشيرين عن قوة صوتها، الذي حمل في قالبه الأساسي القدرة على التنقل بين الطبقات بثقة وسلاسة بالأداء.
أمّا تامر فقد اتسمت أغانيه بطابع الرومانسية مع النفحة التجديدية، وهو ما حدد شكل مسيرته الغنائية للأعوام التالية. تميّز في إصداراته بهذا الألبوم بأنه لحّن أغنيتَين هما "لا إنسى" من كلمات أيمن عزمي و"راحت قوي" من كلمات بهاء الدين محمد، ليكشف عن تعدد مواهبه وتميزه بالتلحين. كما قدّم فيديو كليب أغنية "حبيبي وانت بعيد" في مشاهد بإضاءة خافتة هادئة، ليحكي ويغني للكاميرا بصوته المليء بالعُرب الجذابة. كما قدّم "حاجات علمتهالك"، وهي الأغنية الوحيدة له التي حملت الإيقاع البلدي من توزيع أحمد عادل.
حقق الألبوم إيرادات عالية بعد طرحه في الأسواق العربية، وقد انتشرت صور تامر وشيرين على واجهات المحلات المخصصة لبيع الكاسيتات والسيديات وقتها، في أحياء وشوارع القاهرة وبيروت وغيرهما من المدن. كما استضافتهما المحطات والإذاعات للحديث عن أعمالهما القادمة، ليعلنا فيها عن انطلاق مسيرتهما الخاصة بعد أن حققا كل هذا النجاح سوية، ورغم أنهما لم يعملا على ديو جديد أو تعاونات جديدة، إلا أن تامر قدّم لحن أغنية "بص بقى" في ألبوم شيرين الأول "جرح تاني".