بعد قرابة العام من الغياب، عاد زيد خالد لرادار الإصدارات في أغنية "خاتم"، التي تعاون فيها مع المغني الصاعد حديثًا أحمد ضياء الذي وزّع الأغنية أيضًا.
يأتي إصدار أغنية "خاتم" بعد 5 أشهر، عن آخر إصدار لزيد خالد، الذي كان في ألبوم حفلته في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة. كان بالتعاون مع "زلام" في إعادة توزيع مجموعة من أغانيه لتلعب في قالب الأكوستيك / Acoustic، أبرزها "على نار" و"ورد" و"لا بلاد" و"مون أمور".
بينما أصدر أحمد ضياء أغنية الأولى "قلابة" منذ ثلاثة أشهر بالتعاون مع شركة تسجيلات "جاما"، التي أنتجت "خاتم أيضًا".
"خاتم" بين الكلمات والتوزيعات
الأغنية جاءت ضمن اللون العاطفي الذي يمتاز به خالد، عائدًا فيها للتوزيعات الحيوية الصاخبة، بعد أكثر من ثلاث سنوات كان يفضّل فيها تجريب الإيقاعات الهادئة في تعاوناته مع منتجين موسيقيين، مثل الوايلي وريف وغيرهم، معتمدًا بشكل أساسي على إيقاعات الدربكة والبريكيشن.
جمعت كلمات أغنية "خاتم" التي كتبها زيد، بين الغزل والتعمق في المأساة اليومية للعيش وحيدًا. خلق ذلك انتقالات من أعلى سقف الأمل إلى أشد لحظات الهزيمة. كلمات معبرة وقوية في بارات مثل "إعطينا يا حلو إذن/ تعى لاقينا/ أو أنا أجيلك/ خاتم بايديك" أو "لسة ضايل بموت/ كم مرة بيومي بموت/ بس كله يهون وأنت معايا". خرج ذلك من خلال أداء صوتي عذب من زيد خالد في مواجهة نبرة فيها بعض القسوة من ضياء.
يحمل توزيع الأغنية لمسة مقتبسة من روح الموسيقى الشعبية، بإعطاء الآلات مساحة غير مقيدة في الحضور تحتمل الجمل الزائدة والغير متصلة بالبارات، ووجود فاصل عزفي في نهاية الأغنية قبل الكوبليه الأخير يأخذ مساحة كبيرة من الأغنية، كعزف حر لا يلتزم بالجملة الإيقاعية.
حكم أولي
مع المرة الأولى أو الثانية للاستماع قد نشعر بتكرار في الكلمات أو أن زيد يكرر نفسه بشكل كامل. لكن كعادته، فإن براعته لا تتمثل في كونه قادر على إيجاد كلمات مبتكرة 100% لفيرساته، لكن في كيفية تنسيق تلك الكلمات، واختيار مواضيعها بعناية لتمتزج مع انتقالات اللحن الإيقاعية. هذه القدرة على خلق خط يشمل انفعالات متضاربة تنتقل من نقاط صعود لنقاط هبوط بمنتهى السلاسة، دون الشعور بأي ملل.
تبدأ الأغنية بجملة غزلية استفهامية عادية "وأنا من الستة عليكي برن/ ما بتسأل عني ليه؟". ثم تنتقل بشكل فجائي لجملة شديدة الشاعرية في نهاية الكوبليه "تعي لاقينا/ أو أنا بجيلك/ خاتم بإيدك". قبل أن تدخل على مساحات تحمل طابعًا مأساويًا في بارات "كم مرة بيومي بموت/ بس كله يهون وأنت معايا" و"ولسة عينيكي فزورة/ مبسوطة ومكسورة". يبدو واضحًا تأثر خالد في الكتابة بأسلوب ضياء في "قلابة" التي حملت طابع التأسي والشكوى من الغدر، الذي يُستغل في منطقة الغزل.
هذه الكلمات البسيطة العميقة في آن ربما تذكرنا بموجة التسعينيات في البوب المصري، التي كان أبرز أسمائها حميد الشاعري ومصطفى قمر وإيهاب توفيق وهشام عباس وغيرهم ممن أربكت أغنياتهم بعض النقاد وقتها. اعتمدت أغنياتهم على الكلمات الدارجة والألحان البسيطة التي بدت من النظرة الأولى مكررة، لكنها دائمًا لعبت على تلك التفاصيل التقنية سواء في الأداء أو التوزيع وتنسيقهم مع الكلمات. ربما مشروع زيد خالد في موسيقى الإندي يحمل منذ بداية مسيرته دائمًا ما أعطت هذه اللمحات من إصدار إلى آخر.
"خاتم" أغنية يتمكن فيها زيد من الحفاظ على الإيقاع بين النبرة الحماسية، والغارقة في المسكنة بالتناوب، يساعده في ذلك صوت ضياء الذي يحمل مسحة من الغلظة في الكورس بالحفاظ على إيقاع الأغنية دون أن يتوه بين التباينات.






