عندما دخلتُ الغرفة لاستقبالها تحضيرًا للحوار، بادرتُها: "مرحبًا، أنا لينا وسأجري معك المقابلة اليوم".ابتسمت وردت ببساطة: "مرحبًا، أنا أميمة".
لم تفترض أميمة طالب، وهي واحدة من أكثر الأصوات النسائية تأثيرًا على الساحة الخليجية، أنها معروفة تلقائيًا، وكان في هذا التواضع مدخلًا طبيعيًا لحوار سيمتد طويلًا، ويكشف عن أميمة أكثر مما اعتدنا أن نسمعه منها، في مدينة الحب المفتوحة على كل الاحتمالات: باريس.
على مدى ساعة تقريبًا، فتحت أميمة أبوابًا كثيرة. تحدثت عن علاقتها بوالدها الراحل وبوالدتها الكفيفة، عن رحلتها الأولى إلى تجارب الأداء، وعن علاقتها بالوسط الفني، وعن الطريق الطويل الذي قادها إلى هذا المكان.
لكن أكثر الأسئلة حساسية كان عن حياتها العاطفية؛ سؤال غيّر ملامح الحوار: "أميمة جاهزة للحب أم مشغولة؟"
كنت أتوقع إجابة دبلوماسية، على طريقة أميمة التي اعتدنا حذرها وخصوصيتها. لكن ما حدث كان العكس تمامًا.
فورًا ظهرت أمامي أميمة مختلفة؛ منفتحة، صريحة، وكأن السؤال لمس نافذة دفينة لطالما آثرت إغلاقها. بدا واضحًا أنها وصلت إلى مرحلة من النضج العاطفي، تجعل الحديث عن الحب جزءًا من راحتها الجديدة مع نفسها.
كشفت لنا أنها تعيش قصة حب مع رجل "مش عربي" التقت به خلال رحلة عمل. وعندما سألتها عن جنسيته، راوغت بخفة: "يمكن من فرنسا… بلد الحب… يمكن"، مستمتعة بترك المجال للتأويل.
تقول إن الصدفة في رحلة عمل جمعت بينهما، على طريقة تعارف كل الفنانات على أزواجهن في الوسط الفني كثير الانشغال.
سألتها إن كان يفهم كلمات أغانيها، وهي صاحبة أعمال أغان كتبها أعظم شعراء الأغنية الخليجية: "هو يترجمها بنفسه… ويتابع كل أعمالي".
أما عن مواصفات الرجل الذي أقنع اميمة أخيرًا بالارتباط، فابتسمت بكبرياء لطيف، وقالت: "لسا ما اقتنعت"، رغم رغبة الطرف الآخر. وتابعت: "حبيت أنه رجل"، ثم أشارت بضحكة صافية أنها لم تمانع كونه جميلًا أيضًا.
أما أكثر ما كانت حازمة فيه هو قرارها عدم مشاركة هويته أو تفاصيل علاقتهما عبر وسائل التواصل. تقول إنها تفضّل الخصوصية، وإنها تعلمت من تجارب فنانات أخريات أن الحب يحتاج إلى مسافة آمنة.
تصفه بأنه "لطيف وحنون"، وهذان السببان، كما تقول، كانا كافيين ليجذباها إليه. وهكذا اختتمت حديثها بوعد لطيف لجمهورها: "يمكن أكون عروس 2026… يمكن".






