أصدر الرابر فورتكس بالتعاون مع الرابر دراجون فاير تراكًا جديدًا بعنوان "تيكي تاكا" ببصمة إنتاجية من واي كيه سي، وذلك بعد نحو 11 عامًا من تعاونهما السابق في تراك "غسيل مخ".
ينضم هذا الإصدار إلى مجموعة أعمال فورتكس هذا العام، والتي تضم تراك "مو قدنا" مع دافي، إلى جانب "ديكور" و"وحش" و"كونغ فو". في المقابل، يُعد "تيكي تاكا" الإصدار الثالث لدراجون فاير هذا العام، بعد «تفنيش» و«سفينة سماء».
قاموس لغوي غني وإيقاع الأولد سكول
يعزّز الثنائي في هذا التراك الإيقاع الاستعراضي المنتمي إلى مدرسة الأولد سكول، عبر استخدام قاموس لغوي غني بالمصطلحات المستوحاة من الثقافة الشعبية العربية والعالمية، إضافة إلى عالم كرة القدم.
يقدّم فورتكس ودراجون فاير فيرسات تتسم بتنوّع القوافي داخل كل فيرس، كما يتسم الأداء الغنائي بمرونة ملفتة، إذ لا يتبع ترتيبًا أو تدرجًا ثابتًا في السرعة؛ يبدأ بوتيرة طبيعية، ثم يتسارع بشكل مباغت قبل أن يُبطئ مرة أخرى، مع تبادل سريع للبارات بين فورتكس وفاير ينعش الإيقاع ويكسر رتابته.
عن الصيد وكرة القدم
يتضمن الجزء الأول من التراك صورًا تشريحية عنيفة ومحفّزة للذهن تستمد مفرداتها من ثقافات متعددة، من بينها مجتمعات الجريمة في الثقافة الشعبية اليابانية والعالمية، إلى جانب مصطلحات من بيئات الصيد البحري وغيرها مثل: «ترا مو نباح اللسان سلاح يا مطخوخ يا طاخ/ فتحوا باب لي/ بالفن تحسبني بابلي».
أما الجزء الثاني من التراك، فيستعير قاموسه من عالم كرة القدم، في استعراض لفظي يتكامل مع قالب موسيقي بسيط يعتمد على لحن دريل مُقطّع، يتخلله تشويش ومدخلات من التراب، ليعمل كخلفية للأداء الغنائي، على نحو يشبه الألحان المستخدمة في مسابقات الفري ستايل ومواجهات الراب الحية.
حكم أولي
يبرع فورتكس ودراجون فاير في ترك بصمة خاصة على هذا التراك ليصبح قطعة فريدة مقارنة بإصدارات الأولد سكول الخليجية الحالية. لا يقتصر تميّزهما على الأداء أو أسلوب الكتابة الغني بالقاموس اللغوي، بل يمتد إلى طريقة تخطيط التراك وتقديمه. فالمرونة في تبديل الإيقاع، والسلاسة في التناول والرد، تجعل من الصعب توقّع الخطوة التالية لكل رابر.
أيضًا تظهر اللمسة الارتجالية بوضوح في الانتقال السلس بين موضوعات التبجّح، دون محاولة فرض سيطرة صارمة على خط السرد.
كذلك يكشف تراك "تيكي تاكا" جانبًا آخر من الهيب هوب بعيدًا عن السرد الذاتي. ففي ظل انتقادات مستمرة لموجة الأولد سكول الخليجية، التي تُتَّهم بالانحصار في الدِسات والمشاحنات والتبجّح المبالغ فيه، يثبت «تيكي تاكا» أن الهيب هوب فن استعراضي في المقام الأول. فقد بُني تميّزه على قالب فني يبتعد عن الأداء الغنائي التقليدي، ويعبّر عن إيقاع الشارع السريع والقوي.






