ضمن فعاليات أسبوع الرياض الموسيقي بنسخته الثانية، اِفتُتِح الأسبوع بمؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى بنسخته الخامسة، ليقدّم حوارات إبداعية وورش عمل والعديد من الأداءات الموسيقية.
قدّم الكلمة الافتتاحية للمؤتمر سعود أدهم، مدير السياسات والابتكار بهيئة الموسيقى، بجانب هالة الحديثي، المدير العام للبرامج والأنشطة في وزارة الثقافة، مناقشين الهدف والرسالة ما وراء أسبوع الرياض الموسيقي، حيث قدّمت هالة نبذة عن الفعالية بذكرها أنها تركّز على "خلق مشهد موسيقي صحّي ومستدام"، كما أن الفعالية تضم 300 متحدّث وعدد لا حصر له من المؤدّين والمغنيين. ومن جانبه، ذكر سعود أن "أسبوع الرياض الموسيقي هو فعالية تجمع كلّ مجالات المشهد الموسيقي تحت سقف واحد .. سواء كانت صغيرة أو كبيرة، لتسليط الضوء على مدينة الرياض كمركز نابض بالحركة الموسيقية"، كما أضاف توقّعه بأن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2030.
جيل زد والموسيقى
وضمن هذا التجمّع الكبير لصنّاع ومحبّي الموسيقى، شاركت بيلبورد عربية بعدّة جلسات نقاشية، أولّها جلسة بعنوان "جيل زد والموسيقى: استهلاك، ثقافة، نسيج المجتمع"، والتي أدارتها لينا الروّاس، محررة ببيلبورد عربية، وشارك فيها كلّ من الفنانين مها الفتوني وسلطان المرشد.
ناقشت الجلسة جيل زد ورؤيته للموسيقى، وكيف صنع هذا الجيل أثرًا كبيرًا بانتشار الموسيقى، سواء عبر الفاندومز أو مواقع التواصل الاجتماعي. خلال النقاش، تطرّق الفنانان لتفضيلاتهم كفناني جيل زد: هل يفضّلان الأغاني المنفردة أم إصدار ألبومات كاملة؟ فذكر سلطان المرشد: "بالنسبة لجيل زد، الأغاني المنفردة أكثر، لكن مهم أن الفنان يكون بمسيرته على الأقل ألبوم واحد". أما مها الفتوني، فقالت "جيل زد واحنا أكيد نفضّل ننزل أغاني منفردة، لكن بنفس الوقت جيل زد يحبّون التحدّيات والألبومات التي وراءها مفاهيم وثيمات معيّنة". كما ناقشت الجلسة عدة نقاط مثل ظاهرة انتقال العديد من صانعي المحتوى لمجال الموسيقى وعوامل نجاح ذلك، كما تطرّق سلطان لعلاقة جيل زد بالأغنية الخليجية، ذاكرًا أنهم يحبّون اللحن البسيط والكلمات البسيطة بدون تعقيد، وأنها أكثر ما يستمعون له.
عايض: صوت الجيل السعودي الجديد
وفي جلسة أخرى، أدارت ديما حجازي، مراسلة ببيلبورد عربية، نقاشًا بعنوان "عايض 2025: صوت الجيل السعودي الجديد"، مقدّمة فيه كلًّا من الفنان عايض ورامي محسن، المدير العام لسوني ميوزك الشرق الأوسط، والمهندس عامر جبرتي، المدير العام لشركة Luxury KSA. بدأ النقاش بسؤال موجّة للفنان: ماذا تعني لك الموسيقى؟ والذي أجاب عليه بـ"الموسيقى بالنسبة لي الآن ما صارت بس شغف، بل عملي ومصدر دخل مهم بالنسبة لي، وحياتي فعليا. يعني من أصحى لما انام ما عندي إلا هذه الشغلة". كما تطرّق الحوار لأغنيته الشهيرة "لمّاح" التي تصدّرت عدة قوائم بيلبورد عربية، والتي ذكر أن نجاحها لم يكن متوقّعًا بالنسبة له; كما هو الحال مع العديد من الهيتات، فقد تكون مجرّد أغنية عابرة في ألبوم لكن الجمهور أحبّها بشكل كبير، أو بالعكس، تكون أغنية يصب عليها الفنان كلّ تعبه ولكن لا تروق للجمهور بالشكل المتوقّع.
وذكر رامي محسن نقطة مهمة، ألا وهي أهمّية المرونة مع الفنانين أثناء إصدار ألبوماتهم، سواء كتغييرات بالألحان أو تغيير موعد الإطلاق وغيرها، ذاكرًا أنها سرّ نجاح الشراكة وعامل مهم حتى يصدر الفنان عملاً مرضيًا بالنسبة له.
قصّة وكواليس روائع الأوركسترا السعودية
أما الجلسة الثالثة التي أقامتها بيلبورد عربية لهذا اليوم، فقد أدارها رامي زيدان، المدير العام لبيلبورد عربية، بعنوان "بيلبورد تكشف: إمباكت سيريس عن قصّة روائع الأوركسترا السعودية" بجانب عضوين من فرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي: ريماز العقبي ومهنّد عبدالله. ناقشت الجلسة تفاصيل روائع الأوركسترا السعودية، بالأخص التي تكون وراء الكواليس منها، والهدف من هذه الجولة العظيمة. ذكرت ريماز أن التبادل الثقافي كان أحد أساسياتها، مضيفة "احنا لما نعتبر نفسنا سفراء للفن السعودي، نروح (لعدة مدن ودول) واحنا عندنا هدف للتبادل الثقافي، ونظهر لهم احنا إيش عندنا من فن"، كما أضاف مهنّد "احنا في السعودية عندنا ثقافة كبيرة جدا من شمال إلى جنوب المملكة، وظهرت الأوركسترا بقوتها الناعمة لتوضح جمال المملكة .. ونحاول في كل حفلة نظهر ثقافتنا ونشارك بأغنية أو رقصة من كل منطقة".
وفيما يتعلّق بالعقبات التي قد تواجه عملًا كبيرًا كهذا، ذكرت ريماز أنها كلّها تحدّيات أثمرت بنتائج، الترحال المستمر الذي ساعد على رفع روح الجماعة، والعقبات التي ساعدت على تركيزهم على نقاط قوّة كلّ فرد منهم. أما مهنّد، فعبّر عن رأيه برسالة مليئة بالفخر، قائلًا: " احنا نمثل بلدنا، والكلمة هذه كافية تخليك تواجه كل الصعاب".
الحفلات المسائية: من لينا مخول إلى باب لبلوز
أما بالنسبة لبرنامج الحفلات الموسيقية، فقدّمتها أسماء عديدة من المنطقة وخارجها، مثل الفنانة لينا مخول التي اعتلت المسرح الرئيسي لتقدّم مجموعة من هيتاتها مثل "فش مصاري"، كما شارك يزيد فهد بجلسة لطيفة وحميمية قدّم فيها أعمال مثل "أبغاها" و"حبيبتي إنتي"، بجانب أغنيته الجديدة "يمكن بكرة" في منطقة جلسة. كما تضمّن البرنامج الليلي سلسلة الجلسات الموسيقية التي تحمل عنوان "بيتشز" في بيست هاوس، التي ركّزت على فنانين وموسيقيين ناشئين من مدينة جدة، مثل ڤاينل مود وبيرد بيرسون
وبهذا، نختتم معكم أول يوم من خامس نسخ مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى وأول أيام أسبوع الرياض الموسيقي. ابقوا معنا للمزيد من التغطية طوال الأبام القادمة.






