توفّي الفنان وأيقونة الموسيقى الجامايكية جيمي كليف عن عمر ناهز 81 عامًا. وأعلنت زوجته، لطيفة تشامبرز، الخبر في منشور عبر إنستغرام صباح يوم الإثنين الموافق 24 نوفمبر / تشرين الثاني، جاء فيه: "بحزن عميق أشارككم أن زوجي، جيمي كليف، قد رحل بسبب نوبة تلتها إصابته بالالتهاب الرئوي. أشعر بالامتنان لعائلته، وأصدقائه، وزملائه الفنانين والعاملين الذين شاركوه رحلته. وإلى جميع معجبيه حول العالم، اعلموا أن دعمكم كان مصدر قوته طوال مسيرته. لقد كان يقدّر كل معجب وكل محبة وصلته“.
كان كليف معروف بتركيزه الدائم على الإيجابية والسلام والوحدة، واشتهر بعدد من أغاني الريغي الخالدة مثل “Many Rivers to Cross” و “You Can Get It If You Really Want”، بجانب الأغنية الرئيسية من فيلمه الموسيقي الصادر عام 1972 بعنوان "The Harder They Come"، الذي أدّى فيه دور الشخصية الرئيسية إيفانهو “إيفان” مارتن، في دور يُنسب إليه الفضل في إيصال صوت الريغي إلى العالم.
وكان كليف واحدًا من آخر السفراء العالميين الأحياء من جيل عظماء الريغي الذين نشروا موسيقى الجزيرة للعالم، إلى جانب الراحلين بوب مارلي وباني وايلر، وكان قبل الفنان الوحيد من بين رموز الريغي الأحياء الذي حصل على وسام الاستحقاق الجامايكي، أعلى تكريم حكومي في مجالي الفنون والعلوم.
وُلد جيمي كليف في 1 أبريل / نيسان 1948 في سانت جيمس بجامايكا وقد اكتُشفت موهبته مبكرًا في مدرسة Somerton All Age في خمسينيات القرن الماضي، حيث تميّز بصوته الشجي منذ انتقاله إلى كينغستون في سن الرابعة عشرة، و تبنّى آنها اسمه الفني وبدأ بتسجيل أغانٍ متأثرة بالآر-أند-بي الأميركي، قبل أن تأتيه الفرصة التي غيّرت حياته.
تمكّن كليف من إقناع رجل الأعمال ليزلي كونغ بالدخول إلى عالم الموسيقى. وأطلقا معًا شركة تسجيلات Beverley’s Records، التي أصدرت أول أغنية له، “Hurricane Hattie”، التي تصدّرت قوائم الأغاني في جامايكا، وتلتها سلسلة من الأغاني الناجحة التي كتبها وغنّاها، منها “Miss Jamaica” و “One-Eyed Jacks” و “King of Kings”. وقد كوّن صداقة مع بوب مارلي الذي كان يبلغ 16 عامًا آنذاك، وساعده في الحصول على صفقة تسجيل مع كونغ لإطلاق أول أغانيه، “Judge Not” عام 1962.
أما بالنسبة لقوائم Billboard، فقد وصل إلى المركز 25 في Billboard Hot 100 بأغنية “Wonderful World, Beautiful People” عام 1969، تلتها الأغنية “Vietnam”، التي تتناول قصة صديقه الذي جُنّد في الجيش الأميركي وعانى من اضطراب ما بعد الصدمة حتى وفاته. وقد وصف بوب ديلن الأغنية بأنها أفضل أغنية احتجاجية سمعها في حياته.
بشكل عام، يُنسب إلى كليف الفضل في تقديم صوت الريغي للعالم تقريبًا بمفرده، من خلال أدائه المتقن لشخصية إيفان، الموسيقي الريفي الذي يحاول اختراق صناعة الموسيقى الفاسدة في جامايكا، كرمز للأمل في الارتقاء عبر الموسيقى وسط العنف والفوضى في أحياء ترينش تاون في كينغستون.
وبصفته سفيرًا للريغي، فاز كليف بجائزة غرامي عن أفضل ألبوم ريغي عام 1985 عن ألبوم Cliff Hanger، وفي العام نفسه شارك إلى جانب عازف الغيتار من فرقة E Street Band، “ستيفن فان، في أغنية مكافحة الفصل العنصري “Sun City”. وفي عام 2010، إنضمّ كليف إلى قاعة مشاهير الروك آند رول على يد وايكليف جان من فرقة The Fugees.
أصدر كليف آخر ألبوماته، Refugees، في أغسطس 2022، وكان موضوعًا لمسرحية موسيقية عُرضت خارج برودواي عام 2023 بعنوان The Harder They Come، بنص كتبته الفائزة بجائزة بوليتزر سوزان-لوري باركس.
ظهرت المادة الأصلية لأول مرة على موقع Billboard.






