بعد فترة من الهدوء وقلة الإصدارات، تعود ختك بقوة عبر أغنيتها الجديدة "كية"، لتؤكد مرة أخرى مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات النسوية في المشهد المغربي. تحمل هذه الأغنية التي ترقبنا صدورها قبل فترة، نقلة نوعية في مسيرتها. مزجت خلالها بين الجرأة الموسيقية والتعبير الشخصي العميق، لتستكشف صوت جديد وطبقات غنائية لم تقدمها من قبل.
خطوة جريئة بعد إقامة فنية في باريس
خلال العام الماضي، قلّلت ختك من إصداراتها. كشفت في مقابلة حصرية مع بيلبورد عربية، أن السبب وراء هذا التوقف يعود إلى إقامتها الفنية في باريس، التي منحتها فرصة للتمهّل، وإعادة التفكير في توجهاتها الموسيقية. وأوضحت أن أغنيتها الجديدة تمثل خطوة جريئة للخروج من منطقة الراحة المعتادة، مستلهمة التجربة من هذه الفترة التي دمجت بين استكشاف ألحان وهارموني جديدة، وتجربة إنتاج مختلف.
خلال إقامتها في باريس، تعاونت مع المنتجين سيبكا وأولدي، ما أتاح لها توسيع آفاقها الفنية في "كية" وتجربة أصوات بأداء غنائي تلاويني لم تقدمه سابقًا. في الوقت نفسه حافظت على جوهرها الفني المألوف لجمهورها، كاشفة عن جانب أكثر حساسية ومرونة.
استكشاف صوت جديد
من الثواني الأولى، يعدنا انترو الأغنية بدخول عالم جديد؛ سامبل صوت الكمنجة الذي يقترب من صوت الشعبي المغربي يستحضر روح الأغاني الأمازيغية، قبل أن يباغتنا الإيقاع المينيماليستك، المصحوب بنقلات إيقاعية مفاجئة تضيف بعدًا ديناميكيًا للأغنية. هنا يبرز صوت ختك مستكشفًا طبقة جديدة لم نسمعها من قبل. تضيف طبقة الأوتوتيون الخفيفة بعدًا تلاوينيًا جذابًا، دون أن تفقد البارات رونقها المعتاد والقوة التي تميز كتابتها.
ذهبت ختك هذه المرة بعيدًا في التعبير عن مشاعرها، متنقلة بين مواضيع نفسية وشخصية وصولًا إلى قضايا من محيطها، مثل معاناة جيل الشباب والرغبة في الهجرة. أخرجت الكليب بنفسها في أجواء ليلية، مع مشاهد أمام برج إيفل، ترمز إلى فترة إقامتها الفنية. بتحدٍ وغضب، وقفت أمام الكاميرا مباشرة، عكست تعابير وجهها الحزن الموجود في صوتها بما يتناغم مع الكلمات.
حكم أولي
تمثل "كية" نقلة نوعية في مسيرة ختك، سواء على الصعيد الموسيقي أو الفني والشخصي. تظهر الجرأة في الانتقال من أسلوب الراب والفريستايل الذي اشتهرت به، إلى دمج عناصر الغناء الشعبي المغربي وأداء غنائي جديد، مع الحفاظ على قوة الكتابة والبانشلاين والوورد بلاي التي ميزتها دائمًا.
هذه الجرأة والقدرة على المزج بين الجديد والمألوف تجعل "كية" عملًا مختلفًا وجريئًا مقارنة بأعمالها السابقة، مؤكدًا على نضجها الفني ومرونتها في التعبير عن نفسها وأفكارها.






