بدأت محاكمة شون "ديدي" كومبس بتهمة الاتجار الجنسي يوم الإثنين (12 مايو) في محكمة فيدرالية بمانهاتن، حيث قال المدّعون الفيدراليون لهيئة المحلفين إن كومبس استخدم إمبراطوريته الموسيقية لعقود لـ"إشباع كل رغباته"، وبدأوا بعرض مقطع مصوّر شهير له وهو يعتدي على كاسي فنتورا.
في اليوم الأول من المحاكمة، المتوقع أن تستمر شهرين، صوّر الادعاء كومبس على أنه رجل استخدم "سلوكًا إجراميًا قائمًا على الإكراه" لإجبار امرأتين على المشاركة في حفلات جنسية مشبعة بالممنوعات تُعرف باسم "فريك أوف".
قالت المدعية إميلي أ. جونسون لهيئة المحلفين خلال مرافعتها الافتتاحية: "طوال عشرين عامًا، ارتكب المدّعى عليه، بمساعدة دائرته المقرّبة، جريمة تلو الأخرى. هذا هو سبب وجودنا هنا اليوم. هذه هي القضية".
وفي المقابل، دافعت المحامية تيني غيراغوس عن كومبس، معترفة بأن علاقة النجم بصديقته السابقة فنتورا كانت "سامة"، وأقرّت صراحة بأنها شملت "عنفًا منزليًا"، لكنها نفت تورطه في الاتجار بالبشر أو التآمر الإجرامي.وقالت غيراغوس لهيئة المحلفين: "شون كومبس رجل معقد، لكن هذه ليست قضية معقدة. نتحمّل كامل المسؤولية على ما حصل من عنف منزلي. العنف المنزلي ليس اتجارًا جنسيًا".
وبعد المرافعات الافتتاحية، لم يضيّع المدّعون وقتًا في عرض أكثر أدلتهم إثارة: فيديو مراقبة من عام 2016 يُظهر كومبس وهو يضرب فنتورا في فندق بلوس أنجلوس. وبعد أشهر من الجدل حول ما إذا كان سيتم عرض هذا المقطع المثير للجدل، شاهدت هيئة المحلفين المقطع مرتين، إحداهما بمرافقة شهادة حارس أمن الفندق الذي وصف كل لحظة فيه بالتفصيل من على منصة الشهود.
وقد تم توجيه الاتهام إلى كومبس في سبتمبر، بتهمة إدارة شبكة إجرامية واسعة تهدف إلى "إشباع رغباته الجنسية". تتمحور القضية حول حفلات "فريك أوف" المعقّدة، والتي كان يُزعم أن كومبس وآخرين يقدمون فيها الممنوعات لفنتورا وضحايا أخريات ثم يُجبرونهن على ممارسة الجنس مع رجال يعملون بالدعارة. ويُزعم أن النجم ومعاونيه استخدموا أيضًا العنف والتهديد والابتزاز لإسكات الضحايا.
كومبس، الذي كان أحد أقوى الرجال في صناعة الموسيقى، يواجه رسميًا تهم التآمر ضمن قانون RICO، والاتجار الجنسي، وانتهاك قانون فيدرالي للدعارة. وإذا أُدين بجميع التهم، فإنه يواجه عقوبة بالسجن مدى الحياة.
خلال المرافعات الافتتاحية، شرح المدّعون كيف أن كومبس استغل فنتورا وامرأة أخرى تُدعى "جين"، وقالوا إنه استخدم "الأكاذيب والمنوعات والتهديدات والعنف" لإجبار المرأتين على ممارسة الجنس بشكل متكرر مع رجال يعملون بالدعارة في "غرف فنادق مظلمة".ولإبقاء المرأتين صامتتين، قالت جونسون لهيئة المحلفين إن كومبس هدّدهما بنشر مقاطع فيديو لتلك اللقاءات، وهي إحدى الوسائل التي استخدمها للسيطرة عليهما: "كان الأمر كفيلًا بتدمير حياتها".
وأوضح أن كلاً من كاسي وجين ستشهدان، بالإضافة إلى موظفة سابقة تحت اسم مستعار "ميا"، وستُعرض رسائل نصية، اتفاقات عدم إفشاء، صور لإصابات، ومستندات سفر تدعم رواياتهن. ولأول مرة، قال الادعاء إنه سيعرض مقاطع مصوّرة من داخل حفلات "فريك أوف" تُظهر كومبس وهو "يوجّه" الحدث، فيما تظهر النساء وكأنهن يستمتعن.
وفي مرافعتها، قدمت غيراغوس رواية مختلفة تمامًا، مؤكدة أن فنتورا والضحايا المزعومات الأخريات دخلن علاقات مع كومبس بمحض إرادتهن وشاركن في ما وصفته بـ"أسلوب حياته بشكل متبادل". وقالت إن علاقاته كانت "مختلفة قليلًا"، لكن هذا لا يشكّل جريمة.
وقالت لهيئة المحلفين: "قد لا يكون هذا ما تحبون فعله في غرف نومكم. لكنها لم تكن ضحية اتجار".
فريق الدفاع عن كومبس لم يتجاهل الجوانب القبيحة من القضية. فقد اعترفت غيراغوس بحدوث اعتداءات متكررة، ووصفت اعتداء الفندق في 2016 بأنه "لا يمكن الدفاع عنه"، وقالت إن موكلها كان "غيورًا جدًا أحيانًا، وسريع الغضب".
لكنها كررت مرارًا أن هيئة المحلفين ليست موجودة للحكم على حياة كومبس الجنسية، أو حتى على ما إذا كان قد اعتدى على فنتورا. الجرائم التي "تُوجَّه إليه رسميًا" هي التآمر والاتجار الجنسي، وقالت إن الحكومة لا تستطيع إثبات أيٍّ منهما، أو أن كومبس أجبر أحدًا على أي شيء، مضيفة: "كل من شارك في هذه العلاقات حصل على شيء يريده، واتخذ قراره بإرادته الكاملة، لسنوات".
وبمجرد أن بدأ الادّعاء باستدعاء الشهود، عرضوا مباشرة فيديو كاسي، الذي يُظهر كومبس وهو يهاجمها في ممر فندق إنتركونتيننتال في مارس 2016.
أول الشهود كان إزريل فلوريس، حارس الأمن الذي شهد واقعة ضرب كاسي. قال إن كومبس نظر إليها "بنظرة شيطانية" وتركها بعين متورمة، ثم حاول أن يعطيه "كومة من النقود". وعندما سألته المدعية كريستي سلافيك: "برأيك، لماذا أراد إعطاءك المال؟"، أجاب: "حتى لا أخبر أحدًا".
أعقب ذلك استجواب دفاعي مكثّف من المحامي براين ستيل الذي أشار إلى تناقضات بين شهادة فلوريس وتقريره الرسمي، لاسيما غياب ذكر "العين المتورمة".
واختُتم اليوم الأول بشهادة الراقص الاستعراضي دانيال فيليبس، الذي أكد أنه شهد ذات ليلة انهيارًا عنيفًا حين جرّ كومبس كاسي إلى غرفة النوم وهي تصرخ. وقال: "صُدمت... كنت خائفًا. لم أبلغ الشرطة لأني كنت أخشى قوّته وسلطته"، وأضاف: "كنت أعتقد أني قد أفقد حياتي إن تدخلت".
ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى أوائل يوليو، مع أسابيع من الشهادات الإضافية من شهود الادعاء، يعقبها شهادات من شهود فريق دفاع كومبس.
ظهرت المقالة الأصلية لبيل دوناه للمرة الأولى على موقع Billboard.com