في زمن قصير نسبيًا، انتقل باد باني من عامل سوبرماركت بدوام كامل، وفنان هاوٍ على ساوندكلاود، إلى واحد من أكثر الأسماء استماعًا على مستوى العالم. قصة صعوده ليست مجرّد حكاية نجاح موسيقي، بل انعكاس لتحوّل أوسع يعيشه المشهد اللاتيني، حيث أصبحت الموسيقى الإسبانية تفرض حضورها على الثقافة العالمية دون الحاجة إلى “ترجمة” أو وسطاء.
ارتبط اسم باد باني باللاتين تراب والريغيتون، لكن سرعان ما خرج من حدود الجنرا. مزج في موسيقاه بين البوب والروك والهيب هوب والإلكترونيك والريغي والباتشاتا والسالسا وحتى البوسا نوفا، فخلق صوتًا متنوعًا يعكس روح جيله وتوقه للحرية والتجريب.
اختياره لاسمه الفني نفسه يحمل دلالة: صورة طفولية له بزي أرنب وملامح غاضبة. هذا التناقض بين البراءة والغضب سيصبح جزءًا أصيلًا من موسيقاه وصورته الفنية المتمردة.
من مدينة صغيرة إلى منصة عالمية
نشأ باد باني في فيغا باخا، مدينة ساحلية صغيرة في بورتوريكو. لكن بدلًا من أن يذوب في “المركز” بحثًا عن اعتراف عالمي، فعل العكس: جلب العالم إلى مدينته، مجازيًا وحرفيًا، عبر التأثير الاقتصادي، إذ جذب آلاف الزوار إلى المدينة، ما ساهم في انتعاشها السياحي كما أشارت تقارير عدة.
إنجازات قبل الـ31
رغم مسيرته القصيرة، حقق باد باني إنجازات يصعب حصرها، فحصد 8 جوائز بيلبورد، تصدّر قوائم الاستماع العالمية مرارًا، وكان أول فنان لاتيني منفرد يحيي مهرجان كوتشيلا. ومؤخرًا، تم الإعلان عن مشاركته في السوبر بول، الحدث الأضخم في الثقافة الأمريكية.
ومع ذلك، لم يكتفِ باد باني بالنجاح التجاري. ظلّ يستخدم منبره الموسيقي للتأثير الاجتماعي، سواء عبر تسليط الضوء على قضايا بورتوريكو بعد إعصار ماريا، أو عبر أغانيه التي تناقش العنف المنزلي والأوضاع المعيشية.