في لحظةٍ لافتة على مسرح جوائز MTV لعام 2024، ومع تتويج أغنيتها “Water” كأفضل أغنية أفروبِيت، تحدّثت تايلا بشجاعة عن التعميم الذي يطال الفنانين الأفارقة حين يُساقون جميعًا تحت تصنيف الأفروبِيت، مؤكدةً في الوقت نفسه أنّ هذا اللون كان بوابة العبور إلى النجاح والانتشار العالميين. تصريحٌ خطف الأضواء في الأوساط الموسيقية، وكشف عن وعيٍ مبكّر لفنانة تشق طريقها بجدّية منذ البداية: فمنذ ظهورها على الساحة وانطلاق مسيرتها في جنوب أفريقيا عام 2021 وهي في التاسعة عشرة، قدّمت نموذج الفنانة الشاملة بين انتقاء الكلمات، وأداءاتٍ غنائية متفرّدة، واستعراضاتٍ راقصة تركت أثرها في ثقافة الرقص.
وخلال أربعة أعوام فقط، أصبحت تايلا الاسم المفضّل للتعاون لدى نجومٍ عالميين من جنرات مختلفة، عند تقاطع الأفروبِيت والأمابيانو؛ ضيفةً دائمة على محافل الجوائز الكبرى، مرشّحةً أو فائزةً، مع غزارةٍ إنتاجية وتطوّرٍ بصري وموسيقي متواصلين.
تصل تايلا للمرة الأولى إلى الرياض والمملكة العربية السعودية عبر منصّة ساوند ستورم في ديسمبر المقبل. وقبيل حفلتها المرتقبة، نستعيد معكم خمس أغانٍ مفصلية رسمت مسارها الصاعد بقوة.
Getting Late - مع كوول درينك
بدأت تايلا مسيرتها من موقع مختلف، إذ مزجت في أولى إصداراتها “Getting Late” بين الـ آر-أند-بي والأمابيانو، مانحة اللحن لمسة شاعرية عزّزها أداؤها الصوتي الرقيق. جاء العمل كقالب جديد على الموسيقى الإلكترونية الإفريقية، مثّل انطلاقة واثقة لموهبة تحمل ملامح نجمة صاعدة بخيارات فنية دقيقة. وقد دعم الفيديو كليب هذا التصور، من خلال صورة أنثوية آسرة، أنيقة وبعيدة عن المبالغة، تكشف عن قدرتها على خطف الكاميرا بسلاسة.
Been Thinking
مع “Been Thinking” تطورت صورة الفتاة الحالمة لتأخذ منحًى أكثر جرأة وإقدامًا؛ فهي لم تعد تنتظر الخطوة الأولى من الحبيب، بل تبادر بنفسها. الإيقاع أسرع وأكثر حيوية، مع لمسات إلكترونية وتداخلات بيانو تذكّر بأجواء هاوس الثمانينيات وأعمال المنتج الفرنسي ديفيد غيتا. أما الفيديو كليب فجاء انعكاسًا للحياة الليلية الإفريقية، حيث الرقص والألوان والإضاءات الصاخبة، بمزيج يجمع بين خيال الغرب وتفاصيل محلية من حركات ونقوش.
Girl Next Door - مع آيرا ستار
يحمل هذا التعاون لقاء صوتين إفريقيين بارزين: تايلا من جنوب إفريقيا وآيرا ستار من نيجيريا. الأغنية تحتفي بخصوصيتهما وانتشارهما كأصوات متفرّدة في الموجة الجديدة للأفروبِيت. الفيديو كليب بسيط بأجواء جلسات تصوير حميمة، فيما تأتي الموسيقى مشبعة بإيقاعات شعبية وآلات وترية وإيقاعية تُضاف بخفة لتمنح العمل ملمسًا ناعمًا ومتوازنًا.
Water
مع “Water” بلغت تايلا العالمية. استعانت بنَفَس الشعر الإفريقي الجريء، لكنها قدّمته في بارات مباشرة وبسيطة تربط بين الجسد والمشاعر. ورغم صدور الفيديو كليب متأخرًا عن موسم الصيف، حصد أكثر من 300 مليون مشاهدة، ناقلًا أجواء استوائية تحولت رقصتها إلى تريند على تيك توك. الأغنية أدّتها في أبرز البرامج والمنصات، مثل The Tonight Show مع جيمي فالون، لترسّخ حضورها على الساحة الدولية.
Truth or Dare
بعد النجاح الكاسح لـ“Water”، جاءت أصعب خطوة: إثبات الاستمرارية. في “Truth or Dare” لم تغيّر تايلا كثيرًا في الصياغة الموسيقية، لكنها فتحت لنفسها مساحة جديدة في موضوعاتها. هنا تظهر كحبيبة تدرك ألاعيب شريكها وتواجهها بدهاء، رافضةً الانجرار وراء صور الحب السام. الأغنية تمثل صوتًا متمردًا يرفض استغلال العاطفة النسائية، لتثبت تايلا أنها أكثر من مجرد “هيت” عابر، بل فنانة ترسم خطًا مختلفًا.