بعد مغادرته نادي ريال مدريد عام 2021، عقب 16 عاماً استثنائية قضاها مع الفريق الإسباني، أمضى سرجيو راموس العامين التاليين في الكتابة والإنتاج الموسيقي. ومن هذه المرحلة وُلدت أغنية Cibeles، وهي عمل شخصي للغاية، في جوهره أغنية حب، تحكي عن رحيله المؤلم والمليء بالمشاعر المتناقضة عن النادي الإسباني بعد 22 لقباً.
يقول راموس في الأغنية، وهو يغني بإحساس عميق فوق إيقاعات مستوحاة من الأفروبيت: "أتمنى أن تكون بخير، رغم أنني من دونك أشعر بالسوء."
وعن الأغنية، يوضح راموس عبر مقابلة مع Billboard على تطبيق زووم بعد أيام من إطلاقها: "هي أغنية عاطفية جداً، قصة حب تحكي كل ما عشته على مدى سنوات طويلة مع أفضل فريق في العالم، وتصف قليلاً شعوري في تلك اللحظة."
ورغم أن راموس يُعرف عالمياً كأحد رموز كرة القدم، وقد فاز بكأس العالم 2010 مع منتخب إسبانيا، فإن دخوله عالم الموسيقى ليس جديداً. فقد تعاون سابقاً مع نيينا باستوري ومع فرقة لوس ياكيس، مطلقاً ما لا يقل عن خمس أغنيات مشتركة خلال السنوات العشر الماضية. لكن Cibeles تمثل بداية فصل جديد بالنسبة لراموس، الذي يلعب حالياً مع الفريق المكسيكي رايادوس دي مونتيري.
لاحقاً، تحدث راموس بحماس عن أن الموسيقى "تجري في دمه"، وأنه لا يقوم بهذه الخطوة لمجرد نزوة عابرة، بل يرى فيها مشروعاً حقيقياً، ويحلم أيضاً بجولات فنية في المستقبل. وقد توسع في الحديث عن طموحاته للفترة القادمة في مقابلته مع Billboard كاشفًا عن كواليس أغنيته الأولى:
رغم أن Cibeles صدرت قبل أيام قليلة فقط، أتخيل أنك ما زلت تستوعب أصداء إطلاق أغنية بهذه الخصوصية.
راموس: "أنا متحمس جداً للتفاعل العالمي مع الأغنية، وسعيد بأن الناس تمكنوا من الارتباط بها. على الرغم من أنني تعاونت سابقاً مع فنانين آخرين، فإن هذه أول تجربة شخصية لي. كتبت Cibeles عندما غادرت ريال مدريد قبل أربع سنوات، وهي أغنية عاطفية جداً، قصة حب عن كل ما عشته على مدى سنوات طويلة مع أفضل فريق في العالم. تحكي قليلاً عما شعرت به في تلك اللحظة، وتوصل تلك المشاعر إلى الناس، رغم أنها كانت قصة حب وألم في آن واحد، بمشاعر قوية للغاية. وما زلت حتى الآن أستوعب حجم التأثير الذي أحدثته."
كيف كانت تجربة كتابة Cibeles بالنسبة لك؟ وهل تكتب كثيراً؟
راموس: "لدي دفتر أستخدمه منذ ما يقارب 12 عاماً أدوّن فيه الأفكار والتجارب والملاحظات، وهناك الكثير من الأشياء التي ستصدر، بإذن الله، في المستقبل. بدأت أيضاً العمل مع ييراي ميوزك، منتجي في مدريد، الذي أمضى معي العامين الماضيين في إشبيلية ومدريد نصنع إيقاعات جديدة، بأنماط مختلفة لكنها كلها موسيقى عصرية، وهو الاتجاه الذي نريد أن نسير فيه.
قبل بضعة أشهر، جاء المنتج وكاتب الأغاني أوفي أون ذا درامز، الذي تربطني به علاقة جيدة جداً، إلى مدريد، وأريته ما كنا قد سجّلناه. من هناك انطلق وأضاف أسلوبه الخاص الذي طوّره على مدى سنوات طويلة. ما عملت عليه أنا وييراي، ثم ما أضافه أوفي، هو ما جعل الإنتاج متكاملاً ومتوازناً، وعلى مستوى الأغاني الناجحة اليوم. Cibeles تحمل قصة خاصة جداً بالنسبة لي، وأردت أن تكون الأغنية الأولى التي أطرحها كفنان منفرد. وكل ثلاثة أو أربعة أشهر سأطلق أغنية جديدة حتى لا يكون الانتقال مفاجئاً للجمهور. ما سيقدّره الناس هو أن الموسيقى تجري في دمي منذ طفولتي، فهي ترافقني منذ ذلك الحين."
وكيف كانت تجربة التعاون مع أوفي أون ذا درامز؟
راموس: "عرضنا عليه الأغنية كما هي تقريباً، بقاعدة موسيقية واضحة. وعندما جئت إلى المكسيك للعب قبل سبعة أشهر، أخذ أوفي الأغنية وبدأ العمل عليها عن بُعد، لكننا كنا على اتصال دائم عبر زووم وواتساب لنخبره بما أحببناه وما لم يعجبنا، وبالاتجاه الذي أردنا أن تسير فيه الأغنية. كنت أرغب بالابتعاد قليلاً عن الجذور، أي أن لا يكون الصوت تقليدياً، بل أن يقترب أكثر مما تبدو عليه الموسيقى اللاتينية اليوم. لدي أغنية أخرى بعنوان Raíces تحمل لمسة فلامنكو ستصدر لاحقاً."
لقد جمعت فريقاً مميزاً لأغنيتك المنفردة الأولى: أوفي أون ذا دراكز، وليتل سباين لتصوير الفيديو الموسيقي، وRimas كدار إنتاج بالتعاون مع شركتك الخاصة SR93. حدّثني عن ذلك.
راموس: "عندما أجهل شيئاً ما، أحب أن أتعلم من الأفضل. بعد أن أجريت بعض الأبحاث في السوق، وكنت محظوظاً بلقاء معظم الفنانين الذين أعجب بهم، طرحت بعض الأسئلة على أولئك الذين ينشطون في هذا النوع الموسيقي. عندها أدركت أنهم الأنسب لمرافقتي في هذه المغامرة، ولإظهار أننا ندخل هذه الصناعة الجديدة بطريقة جادة. إن الجمع بين هذه العناصر هو ما يجعلك تبرز، وهو ما قاد إلى تقبّل الأغنية وأثرها العالمي."
هل هناك شيء من كرة القدم طبّقته اليوم في مسيرتك الموسيقية؟
راموس: "النجاح لا يأتي بالصدفة؛ إنه مسألة موقف، وقبل كل شيء انضباط. في كرة القدم، حيث لعبت على أعلى مستوى طوال 22 عاماً، تكون باستمرار في الفنادق وعلى الطائرات وبعيداً عن المنزل -وعندما يكون لديك أطفال، يصبح ذهنك مشغولاً وترغب في قضاء المزيد من الوقت معهم وهم يكبرون. الموسيقى تتيح لي أن أمتلك استوديو في منزلي في إشبيلية ومدريد، وبينما أطفالي في المدرسة صباحاً، أتمكّن من صناعة الموسيقى والتسجيل، وفي فترة بعد الظهر أقضي وقتي معهم. هذا ما استطعت القيام به في الأشهر الماضية: تعلمت العزف على البيانو والغيتار، أستمتع بعائلتي، بمسيرتي، وبصناعة الموسيقى. أصبحت حياتي أكثر توازناً."
ماذا تعني لك الموسيقى؟
راموس: "نحن الأندلسيون -أنا من إشبيلية في الجنوب- نشأنا محاطين بالاحتفالات العائلية التي لا تخلو من الغناء. إنه أمر نمارسه منذ ولادتنا تقريباً. ففي تجمعاتنا مع العائلة والأصدقاء، دائماً ما تنتهي الولائم بالطريقة نفسها: بالغناء. وعندما انتقلت إلى مدريد، سنحت لي الفرصة لمقابلة كل أيقوناتي الموسيقية وبعض الشخصيات المؤثرة: أليخاندرو سانز، نيينا باستوري، لويس فونسي، مانويل كاراسكو، فنانون استمعت إليهم طوال حياتي، وكوني أعيش في مدريد أتاح لي مشاركة لحظات في الاستوديو معهم.
راموس: الموسيقى رافقتني طوال حياتي. صحيح أن حياة لاعب كرة القدم قد تكون وحيدة في أحيان كثيرة، لكن في تلك اللحظات تختزن الكثير من التجارب والعواطف والمشاعر، وقد كنت دائماً أحب الكتابة وأحتفظ بالأغاني منذ زمن طويل. كثيرون تفاجأوا بهذا الجانب مني. يقولون لي: "لديك موهبة في الكتابة." وفي النهاية، عندما تمارس شيئاً لفترة طويلة، يصبح من السهل أن يتدفق ويخرج بشكل طبيعي. أنا لا أفعل ذلك لمجرد نزوة؛ بل أنا جاد تماماً، وأعمل مع الأفضل لأصنع شيئاً كبيراً في عالم الموسيقى. لطالما كنت متفائلاً، لكن أيضاً منضبطاً للغاية. أؤمن بنفسي كثيراً، واثق جداً بما نقوم به، وأعتقد أن ما سنقدمه سيصل إلى أعلى المستويات."
إذًا هناك المزيد من الموسيقى قادماً، وربما ألبوم جديد. هل تفكر في القيام بجولة موسيقية؟
راموس: "الجولة لم تكن ضمن خططي من قبل، لكن الآن وقد وصلت إلى هذه المرحلة، أعتقد أنها ممكنة في المستقبل. كل شيء له مسار، ويجب أن نسير خطوة بخطوة. حالياً، الأمر يتعلق بأن يستمع الناس للموسيقى ويروا المستوى الذي نقدّمه، وبينما أواصل اللعب في كرة القدم، سأستمر في إصدار الأغاني، ويوم أعتزل…
في الواقع، لم أذكر هذا من قبل: وصلتُ إلى مرحلة لم يكن لدي فيها فريق، وكنت في المنزل أعمل على الموسيقى، أشارك في مخيمات موسيقية، وأكتب كثيراً. كتبت أغنية بعنوان Adiós، بمعنى "وداعاً" وأيضاً "إلى الله"، ليوم اعتزالي. لطالما قلت إنني أرغب في اللعب لعام أو عامين إضافيين. في يوم اعتزالي، سأصدر تلك الأغنية وربما ألبوماً كاملاً. وبناءً على ردود الفعل، سأفكر في القيام بجولة. أحلم بملء ملعب سانتياغو برنابيو، على أمل أن أعود يوماً إلى أفضل ملعب كرة قدم في العالم."
هل هناك شيء تريد أن يعرفه الناس عن هذه المرحلة الجديدة في حياتك؟
راموس: "أنا أصنع الموسيقى لأن لدي مشاعر أريد التعبير عنها، وأشياء بداخلي أبحث عن طريقة لإخراجها. نحن معتادون على النقد من الناس، وهو أمر أحترمه كثيراً؛ فهو يجعلك أفضل، ويوجهك في لحظات معينة. لكن لا أحد يمكنه أن يغيّر هدفي وأحلامي. الحياة خُلقت لنعيشها ونستمتع بها. لقد فعلت ذلك مع كرة القدم لسنوات طويلة، والآن أريد أن أفعله مع الموسيقى."
ترجمة بتصرف من المادة الأصلية كما نُشرت للمرة الأولى على موقع Billboard.com