يمتد المشوار الفني لكاظم الساهر منذ منتصف الثمانينيات، قدم خلاله أكثر من 20 ألبومًا غنائيًا، لحَّن فيها عددا كبيرًا من القصائد، وارتبط اسمه بثنائية استثنائية مع الشاعر الراحل نزار قباني الذي منحه لقب "القيصر".
ومن بين كل ما قدمه من أعمال، ثمة أغنية يحتفظ تجاهها بذكرى لا تُنسى. ففي مقابلة له مع DW عربية عام 2023 كشف كاظم أن أكثر أغنية كان يخاف عليها هي "في مدرسة الحب". وقد جاء هذا الخوف من ظروف صعبة عاشها أثناء العمل عليها في العراق، حيث استمر القصف لمدة أربعين يومًا. وقتها بذل قصارى جهده لحمايتها، فكان يخفي النوتة الموسيقية والكاسيت الذي سجل عليه اللحن في غرفة بعيدة داخل المنزل، وكتب معها رسالة ووصية يطلب فيها ممن يعثر عليها أن يسلمها لمن يستحق. وكان ينام في الطرف الآخر من المنزل، حتى إذا أصيب بقيت الأغنية محفوظة، وإذا أصيبت النوتة أو الكاسيت، ظل هو على قيد الحياة وقادرًا على إعادة صياغتها من الذاكرة، لأنه كان يحفظها عن ظهر قلب.
صدرت الأغنية لاحقًا عام 1997 ضمن ألبوم حمل الاسم نفسه وضم تسع أغنيات، وهي من كلمات نزار قباني وألحان كاظم الساهر. وفي العام نفسه، افتتح بها حفله الشهير في قاعة رويال ألبرت هول في لندن.
تُعد "في مدرسة الحب"من الأغنيات التي ينتظرها الجمهور بشغف في حفلاته الحية ما يفسر العلاقة الخاصة التي تربطه بها، ويُضفي على قصتها بُعدًا رمزيًا يجعل منها أغنية أيقونية في مسيرته. كما يعود ذلك إلى عبقرية اللحن الكلاسيكي الذي وضعه لها وإحساسه العالي في أدائها، هذا بالتأكيد إلى جانب الكلمات الخالدة التي كتبها نزار قباني.