"ما بعرف إذا بعيّطلها فيروز ولّا ماما… تصوّري تعيطيلها ’ماما‘ قدّام 100 موسيقي وإنتِ مؤلفة الغنّية وموزّعتيها… وعم تغلّط كمان! بدّك تقيليلها ’يا ماما‘؟ بيصيروا يتضحكوا الموسيقية… ’فيروز‘؟ كمان بيقولولك ’ما هاي إمّك، شو بيك يا عمّي؟‘... فعلاً في تلبيكة بالعلاقة معها. هي أفضل شي تعيطيلها باسمها الأصلي نُهاد أو ستّ نُهاد، حسب… إذا مع المنتج مجتمعة بتقوليلها ’سفيرتنا إلى النجوم‘..."
تمهيد: نيويورك 1987
كان ربيع فيروز عاصفاً تلك السنة. غادرت بيروت أوائل نيسان متجهة إلى الولايات المتحدة في جولة حفلات ضمن أربع ولايات. كانت تلك أولى حفلاتها بعد وفاة زوجها وأكبر الأخوين رحباني، عاصي. تناولت الصحافة الأميركية والعربية تلك الجولة بفتور كبير، وتحديداً لجمعها بين الموسيقى الغربية والعربية، حتى نقلت مجلة الحوادث أن أحد الحاضرين صاح "بدنا عربي!". وما إن وصلت فيروز إلى مدينة ديترويت لإحياء آخر حفلاتها في مسرح فورد، حتى ألمّت بها نزلة بردية أفقدتها جلّ صوتها ودفعتها – ربما للمرة الوحيدة في مسيرتها – لافتتاح الحفل باعتذار شفهي وجهته إلى الجمهور. نشرت حينها جريدة "ديترويت فري برس" تغطية مقتضبة للحفل وصفته بالمخيّب للآمال والخالي بمعظمه من الغناء، مع صورة لفيروز تحمل تعليقاً من كلمتين: "فيروز تعاني"!
في نيويورك، نظّم سفير الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة، كلوفيس مقصود، حفل غداء على شرف فيروز، لم يخلُ من سهام النقد:
- ستّ فيروز، لمَ قررتِ جمع الأوركسترا الغربية بالتخت الموسيقي الشرقي في هذه الحفلات؟
- لأنه حلو.
نُقل هذا الحوار وبتصرّف هامشي عن أحد الحاضرين في حفل الغداء، إلا إنه وبالتوازي مع الأحداث التي واكبته، يختزل العلاقة المركّبة التي جمعت "الحرس القديم" من جمهور فيروز بأعمالها مع زياد الرحباني، ويكشف وجهاً لفيروز كثيراً ما أغفله الإعلام العربي – عن كسل تارة وعن سبق إصرار وترصد تارة أخرى – وموقفها الواضح والصريح من تعاونها مع زياد.
كان من حظنا الوفير أن نعيش في الزمن الذي جمع فيروز وزياد، ومن عظم تعاستنا أن هذا الزمن لم يتسع لأكثر من سبع ألبومات على مدار أربعين عاماً، بدءاً بـ"وحدن" عام 1979، وانتهاءً بـ"إيه في أمل" عام 2009. إلا أن هذا المقال سيبحث حصراً في الأعوام العشرة الأولى من مسيرة فيروز وزياد، والتي أفضت عن أربعة من أصل ستة ألبومات، وسيُظهر أن هذا العقد لم يكن الأهم في مسيرة الأربعين عامًا فحسب، بل كان عقداً حاسماً وأحد أهم مراحل مسيرة فيروز قاطبة.
المشهد الأول: زياد × الإعلام الرحباني
عام 1981، نشرت مجلة الشبكة التي ترأس تحريرها جورج إبراهيم الخوري كاريكاتوراً لفيروز بريشة سوزان جدعون. تظهر فيروز بوجه عابس وهي تحمل لافتة كُتب عليها "اشنقوا الرجال الذين يظلمون النساء"، فيما كُتب على القميص الذي ترتديه "لجنة الدفاع عن حقوق المرأة"، كذلك برز إزار المطبخ وقد رُبط حول خصر فيروز. نُشر هذا الكاريكاتور في قسم من المجلة اسمه "لو لم يكونوا مطربين لكانوا..."
تظهر في الصفحة المقابلة صباح على هيئة عارضة أزياء، فيما ظهرت سميرة توفيق كقارئة فنجان. ما الذي تقوله هذه الكاريكاتورات؟
في حين قُدمت كل من صباح وسميرة توفيق "كامرأة عاملة" في هذا العالم الموازي، وُضعت فيروز بقالب "النسوية الغاضبة" التي مصيرها "العودة إلى المطبخ".
أنحمّل كاريكاتوراً "طريفاً" فوق طاقته؟ لنتأمّل السياق الذي أحاط بنشره.
في الأشهر الأولى التي تلت الإعلان عن انفصال فيروز عن عاصي الرحباني كزوج وعن الأخوين رحباني كشركاء في الفن عام 1979، انتشرت المقابلات مع الأخيرَين مثل الفطر في الجرائد والمجلات، وخُصصت لهم أغلفة ومانشيتات وصفحات متعددة، يخال قارئها أنهما عصفوران جريحان، لا ذنب لهما لا من قريب ولا من بعيد بـ"اختيار" فيروز للانفصال.
ومن ناحية أخرى، توجه معظم (كي لا نقول كل) سهام النقد صوب فيروز، تارةً لأنها "ترفض الصلح" [مع الأخوين]، وتارةً لأنها "مجهولة البيت الشرعي" و"امرأة عنيدة لا تغيّر رأيها". بلغت بعض المقالات درجة "طريفة" من التهويل: على سبيل المثال لا الحصر، كتب رئيس تحرير مجلة الموعد وصديق الأخوين رحباني، محمد بديع سربيه، مقالاً في أربع صفحات، عنونه "وفجأة تمرّدت فيروز". أنكر سربيه على فيروز "اندماجها" وسط ألمع "أهل المجتمع والسلطة والثراء"، بعدما كانت في الماضي القريب "تبقى في المطبخ" خلال جلّ سهرات الأخوين رحباني في منزلها، واستقلالها المادي عن الأخوين رحباني "بحساب خاص في البنك يحمل اسمها الأصلي"!
بين فيروز التي رفضت بشكل شبه قطعي التعاطي مع هذه الهجمات، وبين الأخوين رحباني اللذين جادا بالتصريحات والبكائيات بحق فيروز، اختار زياد الرحباني تكتيكاً دفاعياً بصراحة قلّ نظيرها:
- طلال حيدر: هناك اتهامات تزعم أنك تستغل خلاف فيروز مع الأخوين رحباني وتخطط لمشاريع خاصة وتتحيز مع أمك الساكنة أيضاً في الغربية؟
- زياد الرحباني: لقد كثرت الوساخات التي شنها الإعلام الرحباني... إن الاستغلال يحدث، بالعكس: من طرف الأخوين رحباني... لكنني أكشف لك الآن عن سر وهو أن زياد لو أراد الاستغلال لكان انفصال فيروز عن الأخوين رحباني حدث منذ زمن بعيد.
المشهد الثاني: من الأخوين رحباني إلى زياد و"الأخوة حداد"
في خريف عام 1981، توجهت فيروز إلى الولايات المتحدة لتحيي سلسلة حفلات هي الأولى في مسيرتها بغياب الأخوين رحباني. في مطار بيروت الدولي وقبيل الإقلاع، أدلت فيروز بالتصريح التالي:
"أحب أن أقول للشعب اللبناني أني لم أغيّر عادتي، فمحبة لبنان في قلبي. أغادر الآن مستمدة قوتي من اللبنانيين، حاملةً معي في قلبي لبنان وشعبه. هناك أغانٍ كثيرة خاصة بلبنان سأسمعها للعالم ليتذكر أن لبنان ما زال حيّاً ولا يموت".
لم يحمل تصريح فيروز هذه النبرة الدفاعية؟
بالعودة إلى الأرشيف، تبيّن أن الطريق إلى هذه الجولة الغنائية كان مليئاً بالمطبات: بدايةً، قيل إن "الرابطة الأميركية اللبنانية" أعلنت مقاطعتها لحفلات فيروز لأن الرابطة لم تُدعَ للمساهمة في تنظيم الرحلة. ثانياً، تضمن برنامج الحفلات الذي أُعلن عنه مسبقاً أغنية "سنرجع يوماً"، والتي قابلها البعض بالشجب لأنها "ليست موجّهة للجمهور اللبناني"، ما أدى إلى خذفها من البرنامج في نهاية المطاف. وثالثاً والأهم، أعرب عاصي ومنصور الرحباني عن رفضهما أن تغني فيروز أي عمل منفرد من أعمالها معهم "سواء في لبنان أو أي رحلة تقوم بها للخارج".
لكن سرعان ما انقشع الضباب الذي سدّ آفاق هذه الرحلة، وسافرت فيروز برفقة فريق كبير، على رأسه المخرج صبري الشريف، وهو شريك فيروز والأخوين رحباني في كافة أعمالهم السينمائية والمسرحية قبل عام 1973. شمل الفريق كذلك المايسترو توفيق الباشا، والفنانة هدى حداد، شقيقة فيروز التي لم تنل موهبتها حقها من التقدير تحت قيادة الأخوين رحباني. وفي الولايات المتحدة، انضم يوسف "جو" حداد، شقيق فيروز المقيم في المهجر، إلى فريق الجولة.
الأهم من هذا وذاك هو أن البرنامج الغنائي جاء بإمضاء زياد الرحباني، الذي أعاد توزيع أغنيات البرنامج القادمة من الأخوين رحباني، كما لحّن ووزع أغنيات جديدة، أدتها فيروز لأول مرة على خشبة المسرح الأمريكي: "رح نبقى سوا" و"ما قدرت نسيت"، من كلمات الشاعر اللبناني جوزف حرب، وأغنية "سفينتي بانتظاري/الأرض لكم"، التي اقتبسها الشاعر نفسه من كتاب "النبي" لجبران خليل جبران. حتى إن زياد قد ساهم بتدريب فرقة الرقص التي صاحبت فيروز، لكنه لم يرافق فيروز عازفاً على البيانو في هذه الرحلة.
نالت جولة فيروز الأمريكية الكثير من النجاح الجماهيري والاستحسان النقدي، وكانت بمثابة برهان أول على قدرة فيروز بإحراز النجاحات بعيداً عن عاصي ومنصور. كان لافتاً أن استعانت فيروز بزياد وصبري وهدى – المهمشين بشكل أو آخر من قِبل الأخوين رحباني – إلى جانب المايسترو توفيق الباشا وشقيقها يوسف.
أثبتت فيروز قدرتها، لا كمطربة تشق دروباً فنية جديدة فحسب، بل كمديرة مشروع فني ناجح وعابر للمحيطات:
"رحلتي إلى أميركا جعلتني أختبر قدراتي. كانت الخطوة الأولى صعبة ولكنها "حلوة". اكتشفت دون أن أدري أنني أعرف الكثير الذي لم يبلور إلا بالممارسة. فقد وضعتني الرحلة أمام التجربة... أمام المسؤولية الشاقة في إدارة فرقة، تراقب فيها كل شيء من البداية حتى اللحظة الأخيرة. شعرت بأنني معنية بكل التفاصيل الصغيرة التي لم تكن تعنيني في السابق. أصبح التقرير لي وحدي. صحيح أن هناك الكثير من الآراء تشاركني ولكن المسؤولية ملقاة على عاتقي. في الخطوات المقبلة، يجب أن أكون على علم بكل "فشخة"..."
بعيد هذا النجاح الأول، سيتكرر تعاون الأخوة نهاد ويوسف وهدى حداد عام 1983 في سلسلة حفلات في جرش بالأردن، وسلسلة حفلات بمسرح البيكاديللي ببيروت أُلغيت في اللحظة الأخيرة بسبب الحرب، وعام 1984 بحفلات في أستراليا. أما زياد الرحباني، فعمل مع فيروز خلال هذين العامين على تسجيل أغنيات جديدة، وسيرافق فيروز أخيراً على البيانو في حفل لندني عام 1986 في مسرح الرويال فيستفال، بصحبة الأوركسترا الفلهارمونية الملكية البريطانية، وفرقة لبنانية تضم مارسيل خليفة على العود، وتوفيق فرّوخ على الساكسفون، وفرقة منشدين تضم كارمن لبّس وسامي حوّاط ومونيكا عسلي. ستغني فيروز في هذا الحفل عملين جديدين هما "خليك بالبيت" و"عودك رنّان".
بالكاد مرّ أسبوع على حفل فيروز الناجح، وفيما كانت لا تزال في مدينة الضباب، توفي عاصي الرحباني في بيروت، وانتهى عهد فيروز والأخوين رحباني بشكل قطعي. انكبت فيروز وزياد الرحباني على العمل، وكانت في جعبتهما أسطوانة من 11 قطعة لم تصدر بعد.
المشهد الثالث: "مش فارقة" مع فيروز
يحمل الغلاف الخلفي لأسطوانة "معرفتي فيك" الصادرة عام 1987 كلمتين لم يسبق أن قرأناهما من قبل – إنتاج: فيروز.
"عند انتهائنا من تسجيل الشريط، طلبت مني عرضه على جوزف شاهين في "صوت الشرق". إلى الرحابنة وفيروز، كان جوزف شاهين الطرف الثالث في إنتاج أعمالهم، وحاولت معرفة استعداده لإنتاج شريط "معرفتي فيك" وتصديره إلى السوق. جاء جوزف الى مكتبي السابق في استوديو "باي باس" وكانت الحرب على أشدها في بيروت. وضعت له الشريط واستمع اليه كاملاً من دون أن ينبس بكلمة. بعد انتهاء الشريط، نظر إليّ في صمت ثم قال فجأة: "هيدا شي لبرّه". فهمت هذه الجملة وكأنه قال لي "اطلع لبرّه"! طبعاً. هو أعرب عن إعجابه بأغنيتين، "عودك رنّان" و"لبيروت"، لكنه اعتذر عن إنتاجها. رأى أنها "ليست لشعبنا"..."
في ربيع ذاك العام، أطلقت فيروز أسطوانتها التي أنهت العمل عليها منذ عام 1984 ولم تطلقها لظروف الحرب ورفض المنتج تمويلها، وسرعات ما فتحت أبواب الجحيم في وجه فيروز وزياد، كما وصف الكاتب طلال شتوي.
كيف لنا أن نستوعب هذا الهلع الأخلاقي الذي دبّ بالإعلام اللبناني إزاء "معرفتي فيك"؟ لو وضعنا اختلاف القوالب الموسيقية جانباً، سنرى أن الكلمات هي المتهم الأول. في "خليك بالبيت"، تغازل فيروز حبيبها وترجوه أن يقضي الليلة معها. إذاً، فالحب في أغنية فيروز لم يعد طفولياً أو بريئاً أو مستحيلاً، والحبيب لم يعد وطناً أو غائباً بلا رجعة أو حالماً أو هارباً – هو رجل من لحم ودم، لا ندري حتى إن كان زوجاً أم صديقاً. في أغنية "معرفتي فيك"، تواجه فيروز حبيبها وتقصّ عليه وقائع حبهما الزاخر بالزعل والملل والشفقة، قبل أن تصرخ بوجهه "مش إنت حبيبي". صحيح أن جوزف شاهين قد رفض إنتاج الأسطوانة، وبأنها نالت نصيبها من تقريع الإعلام اللبناني، إلا أن فيروز كان لها رأي آخر، نقلته بأمانة صديقتها الأديبة السورية غادة السّمان:
"هم أنفسهم [الجمهور] سيضجرون من القديم وعليّ أن أعطيهم أيضاً جديداً كي يصير قديماً "بعد شوي". أحب تمسكهم ببركة العتيق، ولكنني حريصة على أن أحيا مع جمهوري رفقة درب. لا أريد دور حفار قبور الذكريات في حياتهم... لن أشارك أحداً في جريمة إقناعه بأنه انتهى منذ زمن بعيد... لذا سأغني الكثير من قديمي دون أن أتخلى عن جديدي".
مثل العادة، وفيما كان الإعلام منشغلاً بانتقاد فيروز، كان زياد منكبّاً على العمل: سافر بصحبة منتج شاب اسمه أحمد موسى إلى أثينا، ليسجل – برفقة الأوركسترا السيمفونية للإذاعة اليونانية – المقطوعات الموسيقية لا لألبوم واحد، بل ألبومين. يضم الألبوم الأول عشرين لحناً لعاصي الرحباني أعاد زياد توزيعها، وسيُسمّى "من عاصي الرحباني وإليه"، والثاني لأعمال جديدة قدمت فيروز بعضها على المسرح ولم تسجلها بعد.
لكن الألم لا يغادر فيروز. في مطلع عام 1988، فجعت الأم بوفاة ابنتها الكبرى ليال بانفجار في الدماغ عن 27 عاماً غضّاً. لاحقاً في خريف ذاك العام، لملمت فيروز وزياد أحزانهما، وسافرا إلى باريس لإحياء حفل واحد في ستاد برسي. نال الحفل تغطية سخية من كافة أقطاب الإعلام الفرنسي والإعلام العربي المغترب، وحلّت فيروز ضيفة ببرنامج فريديريك ميتران، حيث غنّت لأول مرة "يارا" بموسيقتها الجديدة المسجلة في اليونان، كما قدّم وزير الثقافة جاك لانغ لفيروز وسام الفنون والآداب. أما الحفل، فضم مزيجاً من قديم فيروز وجديدها، كأغنية "فيكن تنسوا" التي ألفها جوزف حرب، وأغنية ثانية سمّاها الإعلام "أغنية النهاية"، و"أغنية طريفة" ثالثة قيل إن اسمها "إنت"...
إلا إن فيروز لن تضع صوتها على الموسيقى المسجلة في اليونان إلا مع نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، في ستوديو جديد بمنطقة راس بيروت، سيسميه زياد نوتا ستوديو. وفي عام 1991، سيصدر كاسيت وسيدي يضم الأغنيات الجديدة، وستتحول "أغنية النهاية" إلى "أغنية الوداع"، أما الأغنية الطريفة، فستكون كذلك عنوان الألبوم، "كيفك إنت". وبعد أربعة سنوات، وفي الذكرى التاسعة لرحيل أكبر الأخوين رحباني، سيصدر "إلى عاصي"، بكلماته وألحانه، وتوزيع زياد، وغناء فيروز.
ودايماً بالآخر في آخر
كان ربيعاً عاصفاً. ألمّت بفيروز نزلة بردية وبرود بعض الجماهير، ثم طالتها نيران الانتقاد وسط مأدبة غداء رسمي في نيويورك:
ستنا، نحن لم نستسغ أغنياتك الجديدة.
اسمعوها مرتين بتصيروا تحبوها.
ابتسمت فيروز ابتسامة العارف. لقد سمعناها مرتين، ومرتين لألف مرة، وأحببناها بالفعل.






