بعد مرور أكثر من شهر على إصدار أغنيتها "وش الخير"، تعود الفنانة نداء شرارة بأغنية منفردة جديدة تحمل اسم "آسف لمين"، لتواصل إصداراتها الدؤوبة التي تبني بها هويتها الفنية الخاصة والمتفردة، حيث تعد هذه سادس أغنية تطلقها خلال العام الجاري.
"آسف لمين" من كلمات محمود كلازا وألحان كريم نيازي وتوزيع إسلام شوقي، وهي تختلف بوضوح عن إصدارات نداء شرارة السابقة من حيث الفكرة والمناخ العاطفي، إذ تميل هذه المرة إلى إبراز الوجه الغاضب والمتمرّد في التجربة العاطفية. تدور فكرتها حول رفض الاعتذار بعد الخيانة، مع إعلان شماتة واضحة في المتسبب بالأذى، والتمني أن ينال عقابه، عاطفيًا.
أكثر ما يثير الاهتمام بالأغنية، الكلمات المباشرة. تقف نداء شرارة في فيديو تم تصويره بالأبيض والأسود، لتغني ببساطة ودون إضافة أي عنصر بصري آخر: "أنا مش ملاك عشان تعاتب فيا لو شمتانة بيك/ ده أنا لو بإيدي أتمنى شر الدنيا ليك/ وأفرح أكيد لو قالوا عنك ده انتهى". تبدو كلماتها كردة فعل تولدت من رحم القسوة؛ فالأغنية تتضمن دعاء بعدم إصلاح الحال، وتمني بأن يلقى الخائن خيانة أخرى، وتطلب نوعًا من القصاص، حين تشير أن الجرح يُرد بجرح أشد. هذه القسوة، وإن بدت صادمة، تحمل جماليات خاصة، بالإضافة لدورها بتقديم انفعالات صادقة.
حكم أولي
"آسف لمين" أغنية مشحونة بثنائية متناقضة تجمع بين الشجن والغضب. الموسيقى تسير في خط يحمل كمًا هائلًا من البكائية، بينما تتولى الكلمات مهمة توجيه الضربة القاسية للمخاطَب. نداء شرارة، بصوتها القوي والمرن، استطاعت أن توازن بين الطرفين: فهي تئن من الوجع وتصرخ بالشماتة في الوقت نفسه، لتمنحنا تجربة استماع خاصة، مركّبة بالمشاعر ولا يسهل إيصالها.
مع ذلك، لا يمكن اعتبار "آسف لمين" من بين أفضل أعمال نداء شرارة هذا العام. فرغم وضوح الرسالة وحدّة العاطفة، تبقى الأغنية أسيرة انفعال واحد طويل، من دون مساحات كبيرة للتنوّع أو التدرّج في البناء الدرامي. قوة الفكرة قد تحاصر الأغنية داخل دائرة الغضب، ما يجعلها أقل قابلية للبقاء في الذاكرة على المدى الطويل مقارنة ببعض إصداراتها السابقة.