غاب محمد فؤاد عن الساحة الفنية لفترة طويلة، ربما نسي معها الجيل الحالي المكانة الكبيرة التي كان يحظى بها في يوم من الأيام. لكن جيل الثمانينات والتسعينيات يتذكره كأحد مؤسسي الموجة الجديدة من الموسيقى المصرية الحديثة، التي أطلق عليها "الأغاني الشبابية". على مدار مشوار طويل استمر لأكثر من ثلاثة عقود، استطاع فؤاد ترسيخ صورة واضحة له كفنان بوب خارج من المناطق الشعبية، وينتمي إليها.
في هذا الموضوع، وقبل أن يصعد فؤاد على المسرح غدًا ليغني في حفل "كاسيت 90" في جده، نتذكر عددًا من أجمل وأشهر أغانيه.
"سلطان زماني"
من أوائل الأغاني التي غناها محمد فؤاد، من تأليف عصام عبد الله. غنى فؤاد هذه الأغنية بالتعاون مع فرقة "الفور إم" بقيادة عزت أبو عوف في أوائل الثمانينيات، لكنه أصدرها في ألبومه عام 1989. الأغنية أشبه بمبارة تحمل الكثير من التحدي والمرح بين "شاب حبيّب" (محمد فؤاد)، وعدة فتيات (مغنيات فريق "الفور إم"). والكلمات التي وضعها عصام عبد الله تنتمي لهذه الروح الشبابية التي كانت جديدة في ذلك الوقت.
"يلا بينا يلا"
من أوائل هيتات محمد فؤاد التي علقت بأذهان الشباب فور صدورها في ألبومه الأول "في السكة" عام 1985. كلماتها، التي تنتمي إلى الفولكلور النوبي، شديدة البساطة. يؤديها فؤاد بصيحات مبهجة كانت أشبه بانقلاب على الطرب التقليدي: "يالا بينا يالا/ يا حبيبي يالا/ نفرح ونقول/ ما شاء الله"، واللازمة الصوتية "يا ويلي ويلي"، و"آه آه آه" التي "دندن" بها بأكثر من طريقة كانت الثيمة الرابحة في الأغنية.
"فاكرك يا ناسيني"
قفزة إلى التسعينيات؛ إلى واحدة من أكثر أغاني فؤاد عذوبة. صدرت عام 1996 ضمن ألبوم حيران". الكلمات، التي كتبها أحمد شتا، تتضمن وصفًا مؤثرًا للحب والفقد، بينما جاء لحن صلاح الشرنوبي وتوزيع أشرف عبده لعبرا عن الطابع الميلودرامي للأغنية، ولفؤاد نفسه بعد ذلك. أما الكليب، الذي أخرجته ساندرا نشأت، فكرَّس صورة "ابن البلد الجدع" التي أصبحت جزءًا من "بيرسونا" فؤاد.
"كماننا"
من أكثر أغانيه إثارة للجدل. ظهرت في فيلم "إسماعيلية رايح جاي" (1997) من بطولته هو ومحمد هنيدي، الذي حقق إيرادات هائلة لم يتوقعها أحد. يشارك هنيدي في الأغنية التي تدور حول أحلام الشباب، مستخدمة كلمات غريبة، كتبها عنتر هلال ولحنها رياض الهمشري، مثلما في مطلعها "كاتش كادر في الألولو"، الذي ظل المستمعون يحاولون تفسيره وتخمين معناه، هو وكلمة "كماننا".
"الحب الحقيقي"
واحدة من أبدع أغنيات فؤاد. صدرت عام 1998 ضمن ألبومه الذي يحمل الاسم نفسه. عبرت كلمات مصطفى كامل عن صفات الحب الصادق: (الحب الحقيقي/ بيعيش يا حبيبي/ بيعلمنا نسامح/ بينسينا امبارح). لحن عصام اسماعيل وتوزيع أشرف عبده أضافا طابعًا كلاسيكيًا بسيطًا يتماشى مع كلمات الأغنية. وفي الكليب، اختار نصر محروس أن يظهر فؤاد كمدرس للأطفال، ليعكس فكرة البراءة، وضرورة زرع مفاهيم الحب منذ الطفولة.
https://youtu.be/qQ_GbKJsowE?si=_hUHgw5sMrPqNlNf
"حبيبي يا"
أغنية أخرى من أغني فؤاد الدرامية المميزة، كتب كلماتها ولحنها بنفسه. صدرت ضمن ألبومه الذي يحمل الاسم نفسه عام 2005، وغناها في فيلم "غاوي حب" في العام نفسه. أداء فؤاد المقطَّع لجمل الكوبليهات منحها لمسة فريدة، وتوزيع مجدي داود الذي مزج بين العود والجيتار الإلكتروني أحدث تنويعًا جميلًا في الإيقاع.
"ساعات بشتاق"
يمكن أن نعتبر تلك الأغنية، الصادرة عام 2010، خلاصة لـحالة وشخصية ومشوار محمد فؤاد التي ظل يبنيها على مدار نحو ثلاثة عقود. تجمع بين مواضيع الحب والشباب، وتقدم نظرة نوستالجية على مراحل فؤاد الفنية. أغنية مليئة بالتفاصيل العاطفية التي تتناول فؤاد كطفل محب لعبد الحليم حافظ، وأيضًا الذكريات التي جمعها مع أصدقائه في أيام شبابه. كلمات أمير طعيمة تلامس القلوب، حيث تجمع بين صوتين: الأول لشخص ناضج، والثاني للمراهق الذي كانه هذا الشخص الناضج في يوم من الأيام. لحن الأغنية خالد عز، ووزعها وسام عبد المنعم، وصدرت ضمن ألبوم "بين إيديك".