بعد مرور 23 عامًا على إصدارها، لاتزال أغنية تملي معاك في قائمة الأغاني العربية الأكثر استماعًا؛ فالأغنية التي كتب كلماتها أحمد علي موسى ولحّنها شريف تاج ووزعها طارق مدكور، تحولّت مع تقادم الزمن لواحدة من أبرز كلاسيكيات أغنية البوب العربية ومرجعًا للأغاني الرومانسية في كل الأوقات.
صدرت تملي معاك سنة 2000، ضمن ألبوم يحمّل اسمها، لتكون واحدة من أبرز العلامات الفارقة في مسيرة الهضبة، والتي يُجمع جمهوره على أهميتها وجمالها. تجاوز نجاح الأغنية وشهرتها حدود الوطن العربي، ليتم ترجمتها وإعادة غنائها بعشرات اللغات أو اقتباس لحنها في أغاني نجحت عالميًا، مثل Pretty My Pretty لأفرام روسو وI'm Callin you لآوت لاندش والأغنية التركية Gonul Yarasi لاركان والأغنية الإسبانية Te Quiero a ti لأنطونيو كارمونا. حافظت العديد من النسخ المترجمة على اسم الأغنية الأصلية، كما في النسخة البلغارية التي قدمتها إيفانا. ناهيك عن استخدامها في العديد من الأفلام العالمية مثل الفيلم الهندي Murder والفيلم الفرنسي Coco.
بدأت الإثارة في أغنية تملي معاك من اسمها، فكلمة تملي المصرية لم تكن مألوفة للجمهور العربي من قبل، لتنشر الأغنية مصطلحًا مصريًا صرفًا في العالم العربي. كما حظيت الأغنية بجماهيرية كبيرة بفضل الحالة الرومانسية التي تُصدّرها للمستمعين، بأداء عمرو دياب العاطفي واللحن الدافئ الذي تم توزيعه بالمزاوجة بين جماليات البوب المصري والبوب اللاتيني الذي كان مسيطرًا عالميًا في مطلع الألفية.
تبدأ الأغنية بصولو رقيق على الجيتار تُصاحبه في البداية أصوات مُحيطية تضعنا مباشرةً في جو خاص، لننغمس عند الاستماع إليها بمزاجها الشاعري. تزداد الأغنية رهافةً مع التباين في أداء عمرو دياب ما بين الصوت الانفعالي الحاد في المقاطع الرئيسية، والصوت الذي أدى به مقاطع الكورس في اللازمة. تصل الأغنية إلى ذروة شاعريتها مع اقتراب نهايتها، بعودة صوت الجيتار إلى الصدارة في الصولو الثاني، الذي تتلوه صيحات عمرو دياب قبل إعادة الكورس، وتتناغم معه بشكل مُذهل قبل أن تتلاشى الأصوات جميعها تدريجيًا.