عاد حسين الجسمي هذا الصيف إلى عالم الألبومات بعد 15 عامًا، وافتتح أولى عيناته بأغنيتين واحدة خليجية، والأخرى هي "مستنياك" من ألحانه وكلمات تامر حسين. أصدر لها كذلك فيديو كليب مميز لعب بطولته نجما الدراما محمد فراج وبسنت شوقي.
علاقة الجسمي بالأغنية المصرية علاقة عميقة، بدأها قبل عشرين عامًا، وأصبح من النجم الخليجي صاحب الجمهور الأوسع في مصر. قدّم تترات لمسلسلات حفرت مكانة لها في الذاكرة مثل "أهل كايرو" و"أبو عمر المضري". في كل رمضان، ظهر إعلانات بصوته في مصر، لتبقى الأكثر استماعًا لسنوات، وتربط صوته أكثر بوجدان الجمهور المصري، كما في "رمضان في مصر حاجة" و"أسمراني وعيونه سمرا" و"سنة الحياة".
لكن بعيدًا عن التترات والإعلانات، جمعنا لكم كل أغاني حسين الجسمي المصرية عبر السنوات، ورتبناها من الأضغف للأقوى:
عايز تمشي
أغنية درامية بكل تفاصيلها، تعلن حالة من تقبل الخسارة والرغبة بتجاوز علاقة عاطفية دخلت مرحلة الاحتضار. قد تكون مؤثرة، ولكن صوت حسين الجسمي يتوه فيها، وقد تكون من الأغاني القليلة التي يمكن أن نتخيل بأنها ستكون أفضل بصوت آخر.
دلع واتدلع
تصور أغنية "دلع واتدلع" علاقة حب في بدايتها، وتعبر بكلماتها التي كتبها تامر عن رغبة في الاستمتاع باللحظة دون تعقيد، لكن اللحن الذي وضعه حسين الجسمي بنفسه يلامس حافة الشجن، والتوزيع الذي يغلف الأغنية بقالب المقسوم التسعيناتي يجعل الأغنية تبدو كالأغاني الحزينة المناسبة للرقص، رغم الفرح والحيوية في كلمات الأغنية.
ليه
في أغنية "ليه"، التي أصدرها حسين الجسمي سنة 2022، يقدم محاكاة لأغاني البوب المصري في التسعينيات؛ أغنية درامية على إيقاع المقسوم. قد تفتقد الأغنية للصبغة الخاصة التي تتميز بها أغاني حسين الجسمي المصرية، ولكنها تبقى أغنية جيدة ومتقنة الصنعة.
أستاذ في الدنيا
من أبرز أغاني الطاقة الإيجابية التي قدّمها الجسمي وتميز بها عبر مسيرته. دعوة مفتوحة منه ليكون الإنسان صديق نفسه، ويترفع عن السلبية والزعل واللوم، عبر لازمة في غاية الجاذبية. جزء كبير من هذه الجاذبية مرتبط بشكل أساسي بخامة صوت حسين الجسمي التي لها رنين خاص في الطبقات المرتفعة، ويمكن تمييزها بين آلاف الأصوات.
أحلى وحدة
تغلب البساطة بشكل أساسي على الألحان التي وضعها هشام جمال للجسمي عبر العامين الماضيين. ويبدو أن النجم مال إلى هذا الاتجاه، حتى أصبح هشام جمال من أصدقاء مسيرته المقربين، وشاركه في الإشراف الفني لألبومه الجديد. وأغنية "أحلى وحدة" هي خير مثال عن التوجه الذي تصنعه هذه الثنائية، حيث يخدم اللحن صوت الجسمي ليظهر ويكون. ولولا كانت التوزيعات تقليدية بعض الشيء، لكانت الأغنية تركت أثرًا أكبر عند الجمهور.
أبوك وأمك
أقرب خطوة للجسمي نحو الأغنية الشعبية المصرية، سواء من حيث الكلمات التي تتمحور حول ثيمة الغدر، أو أسلوب الأداء الذي يتبناه الجسمي. الحالة الدرامية للأغنية تشعرنا أنها أغنية تتر أو فيلم سينمائي، علمًا أنها صدرت كأغنية منفردة مستقلة. وهي تجربة جريئة ككل من الجسمي، وإن كان أداؤه على طبقة عالية في ذروة اللازمة حادًا بعض الشيء.
يا خبر
المزمار الصعيدي ببداية أغنية "يا خبر" وفي فواصلها يضفيان طابعًا خاصًا وغير معهود بأغاني حسين الجسمي المصرية. إنها ليست الأجمل بين تجارب حسين الجسمي المصرية، ولكن يحسب لها الاختلاف وأنها من خارج الصندوق، ليس فقط بالتوزيع الموسيقي بل وبالكلمات أيضًا، التي تبدو وكأنها ترصد علاقة حب جاءت بمرحلة عمرية متأخرة: "سهاني وانسحب بشويش/ بعد ما عديت سن الطيش/ رجعت أعيشه على كبر/ يا خبر يا خبر يا خبر".
بلبطة
لعلها أكثر أغاني حسين الجسمي المصرية الصيفية خفة، ففيها ينقل إحساس البحر وأشعة الصيف مع ابتسامة واسعة، بالاتكاء على مفردات شعبية لا تخلو من الطرافة، وبصوت جريء ولا مبالي، لا يخاف بأن يعلن عن أكثر رغباته بساطةً، وبالطبع بسبب ضربات الدربكة التي تثير الرغبة بالرقص والمرح.
يا حتة
ما يميز حسين الجسمي عندما يغني باللهجة المصرية، أنه يقدم كلمات جريئة مستنبطة من رحم الشارع المصري. ذلك ما نلاحظه بأغنية "يا حتة"، التي كتب كلماتها أيمن بهجت قمر ولحنها حسين الجسمي بنفسه، ليضيف بلحنه وأدائه روحًا خاصة، تبعث بكل كلمة من كلمات الأغنية جرعة عالية من الطاقة.
فستانك الأبيض
"فستانك الأبيض" هي الأغنية التي وصل معها حسين الجسمي إلى صدارة قائمة بيلبورد عربية هوت 100 مباشرةً بعد صدورها، كانت هدية من الملحن هشام جمال لزوجته ليلى أحمد زاهر، كتب كلماتها أمير طعيمة وغناها حسين الجسمي بإحساسه المعتاد، لتنجح سريعًا بالحصول على مكانة خاصة لدى الجمهور، ولتصبح واحدة من أفضل الأغاني العربية المخصصة للأعراس.
بتشبه عليا
يعتقد كثيرون أن أغنية "بحبك وحشتيني" كانت أول أغنية مصرية في أرشيف الجسمي. لكن في الواقع، صدرت قبلها "بتشبه عليا" ضمن ألبوم حسين الجسمي 2004، ويغني فيها ألحان وليد فايد وكلمات هاني الصغير الدرامية بما يناسب صوته، على إيقاع بطيء.
بشرة خير
بحسب قوائم بيلبورد عربية، وبعد عشر أعوام على صدورها، ما تزال "بشرة خير" الأغنية الأكثر استماعًا حتى يومنا هذا من مجمل أرشيف الجسمي باللهجتين المصرية والخليجية. اللحن الحيوي الجذاب الذي وضعه عمرو مصطفى، وكلمات أيمن بهجت قمر التي تنقلت بين مدن مصر معددة صفات أبنائها والخصال التي تميزهم، صنعت أغنية مصرية خالصة. لكن ذلك لم يمنع أنها بقيت لسنوات الأغنية الراقصة المفضلة لدى الجمهور على امتداد العالم العربي، تُشغل في حفلاتهم وأعراسهم وأي مناسبة تستدعي الرقص.
بالبنط العريض
شكلت "بالبنط العريض" حالة خاصة عند إصدارها سنة 2020. حينذاك كان العالم مجمد بإجراءات الحجر الصحي التي فرضها فايروس كورونا، وجاءت أغنية حسين الجسمي لتدعو للحياة وتبعث المشاعر الراكدة مع كلمات اللازمة التي تجمع بين الرومانسية والطرافة: "لقيت الطبطبة/ وأقوى لو ما انتش بعيد/ ضحكتك فيها كهربا/ ببقى زي واحد جديد". لازمة حفظها عن ظهر قلب الملايين في العالم العربي، وكانت بلا منافسة الهيت الأبرز في ذلك العام.
قول رجعت ليه
صدرت ضمن ألبوم حسين الجسمي 2006، وتتابعت معها شراكة فنية مصرية بين الجسمي ووليد سعد. وبقيت بين أبرز هيتات الجسمي لسنوات. تعبير بسيط سمح في انتشارها الواسع، وهو الانسحاب حتى من لفظة الحبيب: "قول رجعت ليه يا حبيبي/ قصدي ياللي كنت حبيبي".
ستة الصبح
تتابعت تعاونات وهيتات الجسمي مع وليد سعد وأيمن بهجت قمر مع السنوات، فسمعنا للثلاثية في العام 2010 أغنية "ستة الصبح". ضربت الأغنية حينها في أرجاء العالم العربي، بعدما سمعنا الجسمي يتألق بأداء جمل لحنية طويلة، في غاية الجاذبية، وإن لم تكن سهلةً تمامًا.
بحبك وحشتيني
واحدة من أكثر الأغاني عاطفيةً وحساسية على امتداد مسيرة الجسمي. صدرت بدايةً لفيلم "الرهينة" الذي جمع أحمد عز وياسمين عبد العزيز في 2006، وتجاوزت شهرة الفيلم بمراحل، فضمّنها الفنان في ألبوم "احترت أعبر" في 2007. الشاعر أمين بهجت قمر الذي يعرف أيضًا بكونه سيناريست بارع، عرف كيف يترجم روح الفيلم وحكاية أبطاله إلى كلمات في منتهى الرقة، ليحفظ جيل كامل كلمات المقطع الشهير: "وكأن الوقت فبعدك واقف ما بيمشيش/ وكأنك كنتي معايا بعدتي وما بعدتيش/ في دمي حبيبتي وأمي وزي ما كون ببتدي أعيش". وفي كل حفل للجسمي، عامًا بعد عام، من مهرجان قرطاج إلى موسم الرياض، لا يسمح الجمهور للجسمي بمغادرة المسرح قبل سماع "بحبك وحشتيني".