بأغنيته الجديدة "أنا بحبك إنت"، يفتتح رامي صبري ألبومه المرتقب بعنوان يحمل نفس الاسم، ويطرح بذلك عملًا عاطفيًا ناعمًا ينتمي بوضوح إلى هويته الموسيقية المعروفة. لكن ما يبدو للبعض استمرارًا ناجحًا لمسيرة فنية متماسكة، يراه آخرون تكرارًا بلا مجازفة في موسم موسيقيّ لا يرحم، حيث يتزاحم كبار نجوم البوب العربي على جذب المستمع.
داخل فريق تحرير بيلبورد عربية، ولّدت الأغنية انقسامًا لافتًا في الرأي، ليُطرح السؤال: هل تمثل "أنا بحبك إنت" خطوة ثابتة نحو الأمام، أم وقوفًا في منطقة الراحة؟
عمر بقبوق
يقدم رامي صبري في "أنا بحبك إنت" أغنية بالاد عاطفية رقيقة، كعادته. تتميز الأغنية بلحنها السلس والمريح للأذن، وبالتوزيع الموسيقي الذي يوظف الإيقاعات اللاتينية الغنية برشاقة، ما يمنح المستمع شعورًا بالدفء والانسيابية. وأكثر ما يميز الأغنية هو صولوهات الجيتار الرقيقة في الفواصل الموسيقية، التي قد لا نبالغ إن وصفناها بأنها الأجمل بين صولوهات الجيتار في الأغاني العربية منذ أكثر من سنة.
أما الكلمات، وعلى الرغم من بساطتها، إلا أنها تؤدي الغرض المطلوب منها، لترسم سياقًا عاطفيًا رقيقًا يناسب الأجواء الرومانسية التي تخلقها الموسيقى. الانجذاب العاطفي السريع والتمسك بالفرصة لإيقاع الآخر بالحب؛ هذه هي الحالة العامة التي تتناغم مع الإيقاع السريع والتي يتمكن رامي صبري من التعبير عنها بأدائه كما ينبغي، فتحضر النبرة العاطفية دون مبالغات.
ومع ذلك، قد لا تكون "أنا بحبك إنت" الخيار الأمثل لافتتاح ألبوم رامي صبري الجديد، في ظل المنافسة القوية في الساحة الغنائية العربية حاليًا، لكنها تظل أغنية لطيفة، لن يتخطاها المستمع، وقد يحتفظ بها في البلايليست الخاصة به إن كان يميل للرومانسية.
هلا مصطفى
ذكر رامي صبري في مقابلة قبل أيام تعقيبًا على إصداره لألبوم في نفس الشهر مع عمرو دياب، قائلًا أنه لا يخشى المنافسة في زحام الإصدارات الجديدة. لكن برأيي، ربما يتوجب عليه أن يخشى المنافسة العالية التي نشهدها ويحسب لها حسابًا عن تقديمه للجديد. فصيف العام 2025 يرفع السقف عاليًا أمام البوب العربي، وقد اجتمع عشرات النجوم على إصدار ألبومات طويلة جديدة في الأشهر الحالية. يعني ذلك أن السوق سيغرق بمئات الأغاني مع نهاية الصيف، ولن يبقى منها في الذاكرة مع نهاية العام سوى أغاني معدودة. وبرأيي الشخصية، أغنية رامي صبري الجديدة "أنا بحبك انت" لن تكون واحدة منها.
حقق رامي صبري نجاحات في السنوات القليلة الماضية، انعكست على قوائم بيلبورد عربية مع أغاني مثل "يمكن خير" و"الحب عيبنا" و"بين الحيطان"، وقد كان لكل من هذه الأغاني بصمة خاصة ومميزة على جميع المستويات. أما الأغنية الجديدة فلا تتضمن أي عنصر أو لمحة لم نسمعها سابقًا. اللحن مكرر، والتوزيعات مألوفة للغاية، وحتى الكلمات لم تأت بجديد.
حتى الفيديو كليب بدا مستهلكًا. يقدم نجوم الإندي والهيب هوب اليوم مستويات عالية من الرؤية البصرية. في حين مازال البوب كما يتضح عبر هذه الأغنية، يقدم لنا فيديو كليبات نشاهد فيها عازفي جيتار مرافقين، وبضعة راقصين خلفهم، فيما يظهر الفنان مع مودل شابة يغني لها.
الاستسهال اليوم لم يعد خيارًا أمام نجوم البوب، فما كان يضرب في بداية الألفية، اختلف بشكل جذري في السنوات القليلة الماضية. والبقاء في المساحة الآمنة، لم يعد كافيًا مع جمهور تتحدث قوائم استماعهم على منصات البث المختلفة عدة مرات في اليوم الواحد.
*مع أم ضد زاوية خاصة، يختار فيها نقاد من فريق بيلبورد عربية إصدارًا انقسمت آراؤهم حوله، بين من أحبه ومن لم يقتنع به، ليحلله كل منهم حسب رأيه الخاص، لأن الفن فيه جانب ذاتي، يتأثر بالذائقة الشخصية، ولا يمكن الإجماع عليه.