يعود الشاب مامي إلى الأضواء بعد غياب طويل، بحفل مرتقب في مهرجان الحمامات الدولي، وسط جدل جماهيري وظلال لا تزال تلاحقه من ماضيه القضائي.
يستعد الشاب مامي للعودة إلى الساحة الفنية من خلال حفل استثنائي يُحييه على منصة المسرح الروماني ضمن فعاليات الدورة الـ59 من مهرجان الحمامات الدولي، بحسب ما نقلته عدة وسائل إعلامية، رغم عدم صدور إعلان رسمي من إدارة المهرجان حتى الآن.
وتنطلق فعاليات المهرجان هذا الصيف في الفترة الممتدة من 11 يوليو إلى 13 أغسطس. ويُرجح أن تكون هذه المشاركة بداية سلسلة من العروض المنتظرة، خاصة بعد الإعلان عن حفل آخر للشاب مامي في باريس في سبتمبر المقبل، ما يلمح إلى عودة تدريجية للفنان بعد سنوات طويلة من الغياب.
الإعلان عن مشاركة مامي في مهرجان الحمامات أثار ردود فعل متباينة على منصات التواصل. فبينما رأى بعض المتابعين أن اختياره لا يليق بمكانة المهرجان التاريخية، رحب كثيرون بعودته، معبرين عن حبهم لأعماله واعتزازهم بإرثه الفني.
الظل الطويل لقضايا سابقة
تأتي هذه العودة بعد سنوات من التراجع بسبب أزمات قانونية لاحقته طويلاً. ففي عام 2009، أدان القضاء الفرنسي الشاب مامي وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة محاولة الإجهاض القسري بحق شريكته السابقة. وقد أُفرج عنه في 2011 بعد أن استفاد من إفراجٍ مشروطٍ قبل نهاية تلك المدة، لحسن سلوكه في السجن.
وبعد إطلاق سراحه، ابتعد عن الأضواء واتجه إلى الاستثمار في مجال العقارات، وسط موجة انتقادات استمرت في ملاحقته. لكن بعد أربع سنوات، واجه قضية جديدة اتُّهم فيها بسرقة أدبية من المغني الجزائري الشاب رابحا، الذي زعم أن مامي استولى على كلمات عدد من أغانيه، من بينها "مداني"، "حياتي"، و"الراي سي شيك". وأُدين مجددًا، مع فرض غرامة مالية قدرها 200 ألف يورو.
رغم بعض المشاركات الفنية لاحقًا، منها ظهوره في احتفالات الجزائر بالذكرى الـ 55 لعيد الاستقلال، فإن حضوره الجماهيري لم يعد كما كان، وظل ظهوره نادراً في السنوات الماضية.
رصيد لا يُمحى من التعاونات
رغم كل ذلك، لا يمكن إنكار تأثير الشاب مامي في الموسيقى العربية والعالمية. فقد قدّم تعاونات أيقونية، أبرزها أغنيته العالمية "Desert Rose" مع المغني البريطاني ستينغ، وديو "يوم ورا يوم" مع سميرة سعيد، و"كنت في سيرتك" مع إليسا، و"أجلس في المقهى" مع كاظم الساهر.
وفي عام 2020، أطلق دويتو ناجحًا مع مواطنه سولكينغ بعنوان "Ça fait des années"، حصد أكثر من 150 مليون مشاهدة على يوتيوب.
هل تنجح هذه العودة في طي صفحة الماضي؟ وهل يملك الشاب مامي ما يكفي من الحنين في قلوب الجمهور ليستعيد مجده؟ الصيف كفيل بالإجابة.