أصدرت شيرين اللجمي أغنية "اسمك وشّمتو" التي تعتبر أولى أغنيات ألبومها القصير "وردة". يأتي ذلك التجديد بعد النجاح الذي حققته أغنيتها الراقصة "الشه الشه" بعدما حصدت أكثر من 25 مليون مشاهدة على يوتيوب خلال خمسة أشهر.
تفتتح شيرين اللجمي من خلاله الألبوم مشروعًا فنيًا يترابط إنتاجه بصريًا ودراميًا. يتكون من 4 أغنيات من المقرر طرحها تباعًا كل أسبوع. جميعها من إخراج أسامة عزي، لذلك حملت سردية متشابهة بصريًا، كأنها فصول مختلفة من القصة لتُروى على مراحل من خلال الأغنيات
شيرين يسيطر عليها الحزن والفراق
تدور قصة الأغنية حول حبيبين فرّق بينهما السجن. تؤدي شيرين دور الحبيبة التي تزور حبيبها، تخاطبه من خلف الحاجز الزجاجي. بينما في مشهد مؤثر تبدأ عتابها ببيتٍ يحمل كمًا هائلًا من الألم: "بعد ما أدمنت وجودك/ بعد ما عطيت وعودك/ كيفاش نمشي ونفوتك كيفاش؟"
جاءت "اسمك وشّمتو" مثل عينة أولى عكست الكثير من القتامة. شاهدنا أجواءً من الحزن والخذلان التي سلّط المخرج الضوء عليها للتعريف بقسوة الكلمات والعلاقة العاطفية التي تتحدث عنها الأغنية.
يظهر الحبيب في الكليب غاضبًا. ينهض ويغادر مُنهيا الزيارة، كأنه عاجز عن مواجهة ما يسمعه. لاحقًا تتابع شيرين مشاعرها المتخبطة. تعترف أنها تعلمت الدرس بالفراق الغامض الذي لم تفهم تفسيره. يظهر ذلك في استنكارها، كمن يبحث عن إجابة تهدأ من روعه:"هجرت علاش؟"
كليب شيرين يستكمل السردية
الهوية البصرية للعمل تضيف طبقة أخرى من العمق؛ صراع حبيبها السجين بين عجزه ومشاعره تجاهها. يكتب اسمها "وردة" على الحائط، يبدو عليه بعض التعاسة التي يسبّبها افتقاده. يبقى سجين ذكرياتهما بدرجة تجعله يتخيلها بجواره في محبسه. بدا السجن هنا يشمل الجسد والخيال في آن. أما هي تشاركه هذه التهيؤات متخيلة إياه إلى جوارها، وكأن الفقد أضحى سجنًا ذهنيًا لكليهما.
من الناحية الموسيقية، وبالرغم من عدم التصريح رسميا بذلك قد تُرجح التوقعات أن تكون شيرين قد كتبت ولحّنت الأغنية بنفسها، بينما تولى التوزيع الموسيقي RezgOS، الذي اعتمد على توليفة غنية من الآلات الحية متمثلة في الناي والطبلة والكمان والتشيلو، مما أضفى على الأغنية طابعًا مكثفًا يشبه المشهد الصوتي المصاحب لفيلم درامي.
حكم أولي
يُحسب لشيرين اللجمي قبل كل شيء جرأتها في تقديم ألبوم قصير يحمل هوية مترابطة بصريًا ودراميًا وهو توجه غير اعتيادي في الساحة الغنائية مؤخرًا ويعكس وعيًا فنيًا ناضجًا ورغبة حقيقية في تقديم تجربة متكاملة للجمهور
وفي الأغنية قدمت شيرين أداءً مشبعًا بالإحساس، أظهر عذوبة صوتها وأطلق العنان لبحة صوتها المميزة التي لعبت دورًا أساسيًا في تجسيد مشاعر الحزن والخذلان، كما اتسم أدائها بالتلقائية والصدق مما ساهم في خلق حالة وجدانية دفعت المستمع للغوص في تفاصيل القصة والانغماس في وجع البطلة.
من الناحية الموسيقية جاء اختيار استخدام الآلات الحية بغزارة خصوصًا الوتريات بمثابة نقطة قوة فارقة، إذ أضفت على الأغنية عمقًا حسيًا كان له تأثير مباشر منذ اللحظة الأولى. ومع تكرار الاستماع يشعر المرء أن الموسيقى لا تكتفي بمرافقة الكلمات بل تروي هي الأخرى جانبًا خاصًا من الحكاية، وكأنها صوتٌ باطني يكمل السرد من حيث تنتهي الكلمات.
هكذا يخرج المستمع من هذه التجربة متأثرًا و مترقبًا لما سيحمله الفصل التالي من قصة "وردة" التي يبدو أنها كُتبت لتُعاش بكل الحواس.






