إختيارات الفريق: أجمل أغاني الأعراس

وصل العيد هذا العام برفقة الصيف، ما يعني دفعة أقوى لموسم الأعراس وحفلات الزفاف.

بين الأفراح الشعبية وأفراح القاعات تتفاوت الأغاني على القوائم الموسيقية. مع ذلك، ينبغي على "الخلطة الموسيقية" أن تجمع أغاني القفز والمرح مع الأغاني الرومانسية التي تصلح للرقص السلو، حتى يشعر الجميع بالرضا.

هنا نجمع لكم مختارات فريق التحرير من أغاني الأعراس، حيث طرحنا على أنفسنا السؤال: ما هي أكثر أغنية تتذكرها عندما تفكر في الأعراس؟

والله يجعل أيامكم كلها أفراح.

هل هناك أغنية احتفالية أفضل من أغنية تحتفل -حرفيًّا- بيوم جميل، وأشخاص رائعين، وبهجة الحب؟

أغنية أحمد سعد "اليوم الحلو ده" تشع طاقة إيجابية، تحسِّن المزاج فور انطلاقها، وتنشر الدفء والسعادة. وبينما صُممت النسخة الأصلية لتناسب حفلات الزفاف، فإن الريمكس الذي أنتجه DJ Habibeats مع ميلي يدفع الأصحاب والأقارب إلى حلبة الرقص بلمسة أفروهاوس آسرة. ابدأ احتفالك بالأغنية الأصلية، ثم انتقل إلى الريمكس لمزيج مثالي من الإيقاع التقليدي والحديث.

 لم اكن اعرف اصل الأغنية حين سمعتها كلحن في أول عُرس حضرته، لكن ما أعرفه هو أنه لا يوجد عُرس بدون "عالعين موليتين"بالشام أو بمصر. تميزت الأغنية التي انتشرت عن طريق الفنانة الشعبية سميرة توفيق، ويقال إن أصلها تراثي عراقي، ببساطة عناصرها الموسيقية. فهي تعتمد على المزمار والطبول، وتركز على الإيقاعات السريعة والمرتفعة. بالنسبة لي هي الأغنية التي ساهمت في انتشار رقصة الدبكة بالأفراح المصرية، كما أن "نسختها الصعيدية" هي اكثر التوزيعات نجاحًا، إذ نجحت في "تمصيرها" عن وجه حق، وكأن موسيقى التراث الشعبي مكون عابر للثقافات.

تذهب بنا أغنية "ولا واحد ولا مية" لحكيم  في رحلة قصة الحب بشكل كامل من بدايته  "الحب ناداني" حتى الوصول لنتيجته بالرغبة في الاستقرار مع الحبيب "سيبونا بقى نفرح ونعيش / كفاية شقى أنا غيره مليش". يعطي الكورّس الذي ميز أبرز أغاني حكيم الروح الجماعية للأغنية، ما يجعلها خيارًا قويًا لأغنية إحتفالية، بالإضافة إلى الفيرس الطريف الذي يفضل فيه حكيم حبيبه على جميع نساء الأرض بادئًا بعدٍّ منطقي من واحد لأربعة، ثم منطلقًا لرقم 1300 بالتحديد، والذي يأتي بعده مقياس "ولا كل الدنيا ديه"، الضخم العدد بالنسبة له، والذي يتبعه برقم ضئيل وهو المليون، لكن يبدو أن عالمه محدود بحبيبته فلا أهمية لمقاييس الحساب التقليدية. وصلات الأكورديون في الفواصل مع التكرار البسيط في جمل مثل "إن مشي مشي انا همشي وراه" و"إن نسي نسي مقدرش انساه" تجبرك على مواصلة القفز والحركة بلا توقف حتى آخر الأغنية.

في حفلات الزفاف السورية، يرقص العروسان عادةً على أغاني رومانسية بطيئة حالمة، أجنبية وعربية. لعل أكثرها جمالًا أغنية "ع بالي حبيبي" لـ إليسا. إنها ليست مجرد أغنية رومانسية، بل مونولوغ داخلي لامرأة حلمت طويلاً بهذه اللحظة. كل كلمة فيها تبدو وكأنها كُتبت في دفاتر الذكريات، كأمنيات صغيرة خبأتها الفتاة منذ الطفولة، وأسرار حبٍ كبير لم تجرؤ إلا على كتابتها بصوتٍ خافت.

والآن، في الزفاف، لحظة تحقق الحلم، "ليلة اللي ألبسلك الأبيض"، تتردد الأغنية كأنها ترجمة لما شعرت به العروس دومًا، لتتداعى الوعود والأمنيات بصوت إليسا الدافئ، وترسم الخطوط العريضة لحكاية المستقبل الوردي، وتبني تصورات رومانسية عن تطور الحب وتكوين العائلة وإنجاب الأطفال، وحتى الحياة المشتركة في سنوات الشيخوخة.  

صوت كاظم مترسخ أساسًا في قلوبنا وأذهاننا على أنه صوت الرومانسية المثالي. وإن كنت أشجع أية عروس على أن تدخل لزفافها على وقع نغمات أغنية "قولي أحبك كي تزيد وسامتي فبغير حبك لا أكون جميلًا"، لكنها إن رغبت بخيار أقل جرأة ونرجسية، فعليها بـ "يا صايغين الذهب". حين يخرج كاظم عن العربية الفصحى ويتحول إلى لهجته العراقية، يكتسب صوته وأداؤه مباشرةً طبقة إضافية من الإحساس والصدق وشيئًا من "الزعرنة". وقد تحولت أغنيته هذه لسنوات طويلة لواحدة من أركان الأعراس في بلاد الشام، خاصة في فقرة "النقوط"، أي تقليد العروس بذهبها، وكأن كلمات الأغنية مصممة لهذه الغاية: "مو بس خواتم ذهب تستاهل عيوني/ خلوني يا أهل الهوا على كيفي خلوني/ ألبّسها وأشيّكها وأدلّعها".

اكتشفت والدتي أغنية أصالة هذه حال صدورها، وتَرسَّخ مباشرة في مخيلتها أنها أغنية على لسان الأم لأبنائها، ربما لأن أصالة ظهرت في فيديو الأغنية مع ابنها حينها، أو ربما نجحت كلمات سهام الشعشاع في إيصال هذه المشاعر لأمي.

المهم، اليوم وبعد عشرين عامًا نجحت أمي في فرض الأغنية على كل أعراس عائلتنا وأقربائنا وجيراننا، حتى تحولت في مجتمعنا الصغير لتقليد، تصطف فيه الصبايا من صديقات وأخوات العروس حولها، إلى جانب والدتها وخالاتها وبنات الخالة... إلخ، ليغنوا ويرقصوا لها على صوت أصالة: "وبصير برقص مطرحي وبدور مثل الفراشه الحايمه عالنور/ وبصير قطف من حنيني زهور/ رشرش عدربك شي ورد شي فل". لا أدري إن كان هذا العرف سار خارج عائلتنا، لكن الأغنية شديدة العاطفية، وإيقاعها الراقص عبر توزيعات آلاتية غير تقليدية يجعلها خيارًا فريدًا لحفلات الأعراس.

 لطالما شعرت بنفسي بعيدة عن أجواء الأعراس، وبنفور من الأغاني التي تُصنع خصيصًا لهذه المناسبات. لكن هذه الأغنية بالذات هزّت شيئًا بداخلي.

ربما لأنها خاطبت الطفلة التي كنتها، تلك التي كانت ترى الزواج موضوعًا للكبار، موضوعًا بعيدًا وغريبًا لا يخصّها.  أما اليوم، فأسمعها من جديد بعين مختلفة، وأشعر أن لو كان هناك حلم بزواج سعيد، مثالي، حنون، فسيبدو تمامًا كما تصفه هذه الكلمات.

 بالرغم من تميز تامر عاشور في أداء الأغاني الحزينة طوال مسيرته الفنية، تُعد أغنية "خليني في حضنك" من أجمل الأغاني الرومانسية التي تصلح كلحظة رقص هادئة في حفلات الزفاف. فهي تعبر عن حالة الحب والسعادة التي يعيشها الطرفان، من خلال كلمات حسام سعيد التي تنبض بالعشق وصوت تامر الدافئ وإحساسه العميق والمميز. فإذا كنت من عشاق تامر عاشور، يمكن أن تتبعها بأغنيته الجديدة "قصر بعيد"، التي تسير على نفس الخط.

أغنية "ونفضل نرقص"، من كلمات وألحان عزيز الشافعي، من الأعمال التي تجسد الرومانسية والفرح في آن واحد. إنها أغنية تحتفي كلماتها بالحب ولحظات البدايات، على موسيقى راقصة تمزج بين العاطفة القوية والتفاؤل بالمستقبل، بصوت أنغام الدافئ الحنون. في هذه الأغنية تعبر أنغام عن أمنية بسيطة وعميقة: أن يظل الحب مشتعلًا وأن يبقى القرب حاضرًا مهما مرّ الزمن. ويضيف الإيقاع الحيوي للأغنية لمسة خاصة تدفع كل الحاضرين إلى التمايل والرقص بخفة، لتصبح الأغنية واحدة من أفضل الأغنيات الملائمة للحظات الرومانسية في الأعراس.

يعد تامر حسني من ثوابت حفلات الزفاف مع جديد أغانيه وقديمها، بداية من "أنا ولا عارف" إلى "حلم سنين" إلى "عيش بشوقك" وغيرها الكثير. غير أن "قرب كمان" ظلت هي الأغنية التي تربط تامر حسني بالرقصات الأولى للعروسين في مخيلتي في الخمس عشرة سنة الماضية.