في وقت يشهد فيه العالم إعادة تعريف لصناعة الموسيقى، تتحرك Apple Music بخطوات متسارعة نحو بناء منظومة أكثر عدالة، ابتكارًا، وعمقًا في التجربة الصوتية. وفي هذا الحوار الحصري مع بيلبورد عربية، يجتمع صوتان من أبرز قيادات المنصّة: ستيفن كامبل، الرئيس العالمي لفئات Dance & Electronic وملفات DJ Mixes، وبروفيت غيلوري، قائد Spatial Audio في فريق خدمات الفنانين.
معًا، يكشفان كيف تُعيد Apple رسم حدود الإبداع، من مستقبل الدي جي إلى انتشار الصوت المكاني، وصولًا إلى الزخم المتنامي في السعودية كمركز موسيقي عالمي جديد.
DJ Mixes في عصر جديد… كيف تغيّر Apple قواعد اللعبة؟
يقود ستيفن كامبل واحدة من أهم التحولات في قطاع الموسيقى الإلكترونية: منح DJ Mixes قيمة اقتصادية دائمة، عبر نظام توزيع حقوق يضمن استفادة الـDJ وصانعي التراكات وكل من يقف خلف اللحظة الموسيقية.
يقول كامبل: "هدفنا أن تُعامل الـ DJ Mixes كألبومات كاملة، وأن تعيش في المنصات وليس فقط في لحظتها المباشرة".
ويتكامل هذا التحول مع إطلاق DJ with Apple Music، الذي يتيح دمج مكتبة Apple Music مباشرة داخل أبرز برامج ومعدات الدي جي. خطوة يعتبرها كامبل "ثورة في الوصول"، خصوصًا في أسواق صاعدة مثل السعودية، حيث يتشكّل جيل جديد من المبدعين بسرعة لافتة.
"التأثير سيكون هائلًا. اليوم يمكن لفتى أو فتاة في الرياض أن يبدأ رحلته مع الدي جي فورًا، بأدوات احترافية ودون عوائق. وهنا تولد الأصوات الجديدة، والهوية الجديدة، والمسارات التي ستسافر عالميًا".
وعن احتمالية ظهور "سامفا سعودي" أو "إف كاي إيه تويغز سعودية"، يبتسم كامبل: "هؤلاء موجودون فعلًا. يصنعون موسيقاهم الآن في غرف نومهم. دورنا أن نتيح الطريق كي يسمعهم العالم".
Spatial Audio الصوت يتحول إلى وسيط سردي جديد
بروفيت غيلوري، الذي قدّم خلال مسيرته أعمالًا حصدت جوائز بلاتينية، يرى في الصوت المكاني نقلة تتجاوز تحسين الجودة إلى خلق وسيط فني جديد بالكامل.
يقول غيلوري: "النقطة التي فهمت فيها حجم الثورة كانت لحظة وصول مكسات من كل مكان: فنانين مستقلين، رواة، منتجي أمبينت… الجميع يكتشف أن هناك قصصًا لا يمكن سردها في الستيريو."
بالنسبة له، Spatial Audio ليس تقنية، بل لغة إبداعية: "عندما يرتدي المستمع AirPods ويسمع صوتًا أمامه، وكمانات خلفه، وجمهورًا فوقه… يدرك أنه يعيش داخل العمل نفسه. هذا مستقبل سيصبح عادة يومية، وليس رفاهية لجمهور نخبوي."
ويعتقد غيلوري أن التقنية ستتوسع في مسارين: أعمال ضخمة سينمائية وبصرية وغنائية تعتمد على سرد ثلاثي الأبعاد وأدوات أكثر بساطة تتيح لفنان شاب على لابتوب بناء عالم صوتي كما يبني اليوم تراكًا بريفيرب. كما يرى أن امتداد التقنية خارج الموسيقى: إلى الكتب الصوتية، البودكاست، التعليم، والصحة الذهنية كمجرد بداية لمرحلة جديدة من السرد السمعي.
المشهد السعودي… ما الذي يحدث هنا؟
يشترك كامبل وغيلوري في انطباع واحد: السعودية تتحرك بسرعة تفوق التوقعات.
يقول كامبل: "ما يميّز السعودية اليوم ليس النمو فقط، بل أنها تُعرّف صوتها الخاص. هناك شغف وتجريب وجرأة تمنح المشهد قدرة على التأثير عالميًا."
أما غيلوري فيرى أن القوة الحقيقية تأتي من الروح الجماعية: "هناك خوف أقل، وفضول أكبر. الفنانون يمزجون الهوية بالتجريب، ويخلقون لغة جديدة تنتمي للمستقبل بقدر ما تنتمي للجذور. هذا النوع من الزخم هو الذي يصنع تحولًا ثقافيًا."
إلى أين تتجه Apple؟ أدوات جديدة… ورؤية أوسع
مع تحديثات Logic Pro الأخيرة، من Session Players المدعومة بالذكاء الاصطناعي، إلى Stem Splitter وChromaGlow، تسعى Apple إلى تقديم منظومة إنتاج موسيقي أكثر ذكاء ومرونة، تساعد الفنان في لحظة الإلهام دون أن تنتقص من حريته الإبداعية.
هذه الابتكارات، إلى جانب توسّع Apple Music في أدوات الدي جي، وبناء مكتبات ومشاهد Mixes حصرية، تشير إلى رؤية واضحة: عالم تُصبح فيه الموسيقى أكثر انفتاحًا، وأكثر ديمقراطية، وأكثر قدرة على حمل التجارب البشرية.






