تنقل سولجا من السعودية إلى ماليزيا وعاد بعدها إلى السودان ليبدأ رحلته مع الهيب هوب، حيث جاءت عودته إلى الجذور بمثابة دفعة قوية لمسيرته حيث اندمج مع المشهد السوداني وخرج بتعاونات مثمرة مع منتجين وموسيقيين. حافظ على لهجته السودانية وتبنى أسلوب تراب معاصر في أغلب إصداراته، واستلهم من أنواع موسيقية مختلفة في الثقافة السودانية والإفريقية.
صدر ألبومه المصغر الأول رحّال عند نهاية عام ٢٠٢٠ بعد عدد من الإصدارات المنفردة، وحمل تصميمًا لمفتاح النيل محاطًا بأحرف من الكاليجرافي، توسطه اسم الألبوم بالعربية.
أظهر تراك مراكش جماليات صوت سولجا الغارق بطبقة خفيفة من الأوتوتيون. استرسل فيه بالكلام عن لعبة الراب التي دخلها بآمال عالية، وشارك معه الرابرز أو دي وروتيشان بتقديم بارات جارفة. كما اصطحبنا مع تو دووب في تراك إيزي إلى رحلة حالمة على بيت هادئ بروح الأولد سكول من إنتاج 77، لندخل معهم أفكارهم المليئة بالتحدي والمثابرة.
لطالما حملت إصدارات سولجا إيقاعات غنيّة، فتعاون مع المنتج shaf11 المعروف باستلهامه من الموسيقى الإفريقية، وأعادنا في تراك أمازيغي إلى صوت الطوارق في مالي ونيجيريا. تدفق سولجا على البيت المعتق بأسلوب داكن ليحكي عن كرهه لأضواء المدينة، وعن دخوله السين بهدوء وروية.
تابع سولجا تقديم الإصدارات المنفردة بعد ألبومه الأول، وعاد فيها إلى عمق الثقافة السودانية كما في تراك تشارلستون. رمزت تسمية التراك إلى جينز التشارلستون المشهور خلال فترة السبعينيات الذهبية في السودان، وعبّر فيه عن رغبته رفع سقف الحرية الإبداعية والفنية كما فعلت تلك الحقبة. أخرج محمود عشرية وأحمد تودا مشاهد الفيديو كليب، واعتمدا على أسلوب الريترو لالتقاط روح المرحلة بألوان لامعة وبراقة. تنقلت المشاهد المصحوبة بعينات من البيانو والساكسفون من إنتاج مونكي، الذي أعطاها تأثير الجاز الذي يليق بفلو سولجا، بينما مزج وأتقن التراك المنتج 77.
تابع سولجا هذه الاستعادات في برنجي، والتي حملت اسم واحدة من أكثر علب السجائر المحلية شهرة في السودان، استخدمها الرابر للإشارة إلى قوته في المشهد من خلال بارات تبجحية "أيقونة في البلد زي البرنجي يا عمي". يدخل هذا الإصدار في عمق التراث الموسيقي السوداني خاصة وأن سولجا تعامل مع مشاكيل على إنتاج بيت مستمد من إيقاع الزار. من الجدير بالذكر أنه بعد يومين من صدورها، قدم سولجا برنجي في حفلة وتفاجأ بأن الجمهور قد حفظها، ليتسلق على العامود المسرح من قوة الطاقة والفرحة.
أحب سولجا التعاونات وصرّح في مقابلة بأنها تساعد جميع الأطراف على التطور وتعلم أشياء جديدة، كما أتاح له العمل مع فنانين مختلفين تطوير رؤيته للعملية الإبداعية. جاءت حبشة وتعني لمسة بالسوداني كتعاون أول بين سولجا وفليبتر، وغرقا فيها بالكلام عن حياتهم بتعبيرات مليئة بالفانتازيا. كما تعاون مع دافنشي في تراك كمين، الذي حمل بارات استهزأت بالواقع، فيما انسجم صوتهما بطريقة آسرة.
تأجل إطلاق ألبوم سولجا الثاني هذا العام بسبب الوضع في السودان، لكنه أصدر أيام التي حكا فيها عن اضطراره لمغادرة بلده بسبب الحرب. بدأت الأغنية بسامبل من ضاعت الآمال للفنان معتز صباحي، وحملت باراته كلمات صعبة وثقيلة بينما غرق صوته بالحزن الواضح. وقف سولجا في مشاهد الكليب إلى جانب صرّة قماشية، واستعاد صورًا لعائلته من منزله، ليحكي عن شوقه "سكة فراق سكة دموع/ سكة شوتة وحدة ما فيها رجوع".