تمكن الدويتو الذي أطلقه ويجز بصحبة الكينغ محمد منير من دخول قائمة بيلبورد عربية هوت 100 خلال الأسبوع الأول من صدوره. خطفت الأغنية اهتمامي بمجرد صدورها مع إنتاج موسيقي متقن ومتوازن، والتقاء أداء الثنائي في مساحة مشتركة. لكنّي لم أكن بنفس الحماسة للفيديو كليب الذي رافق صدور الأغنية.
لا يوجد مشهد واحد في كليب "كلام فرسان" يبدو جديدًا على العين. المشاهد من العالم العربي سيدرك الكليشيه سريعًا، بينما سيرى المشاهد الأجنبي الدخيل على عالمنا الصورة المعتادة التي يحب أن يراها عن القاهرة؛ بداية من العدسة الكبيرة التي تلتقط صورة القاهرة ليلًا بشكل أجمل مما يبدو، مرورًا بالجلسة المربكة التي يجلس فيها ويجز مع محمد منير وخلفهم فرح شعبي، وصولًا إلى الأطفال الذين نراهم بعدسات قريبة جدًا تجبرنا على التعاطف والحب المبالغ فيه.
هذا التنميط البصري، المتوقع نوعًا ما على الرغم من إدانته، بدا معادلًا لما أراد اللقاء الصوتي في هذا الديو تحقيقه. فكلاهما، الصوتي والبصري، يوجدان فقط لتأكيد اعتراف محمد منير بموسيقى ويجز، ابن الجيل الجديد. هذا فقط، ولا يحتاج الأمر إلى أيّ تجريب موسيقي أو بصري.
منير وويجز داخل فولكلور
يبدأ الكليب من حوار عاطفي يدور بينهما، أشبه بمشهد تسليم البطل للجائزة. يعبّر فيه منير عن إعجابه بالشاب الصغير ومزيكته. قبل أن تبدأ الأغنية فعلًا. يبدو الإنترو هذا دخيلًا على الكليب الأساسي الذي يبدأ من نظرة حالمة لـ شاب أسمر، قبل خوضه رحلة طويلة للقاهرة.
يوظف المخرج إدجار ستيفز التنقل بين الأماكن ليأخذنا عبر رحلة؛ من قاع النيل الذي يجدّف فيه البطل بقوته، إلى الصحراء القاحلة للمشي والعمل، حيث النوبة التي خرج منها منير المخضرم، والتي تعيد تخيّل رحلته كنصيحة بصرية للشاب الصغير. لكن، سرعان ما يصبح التناول كأنه فولكلور هجين، أشبه بفيلم قصير لجذب السياح بنقلات بصرية مبهرة لا تحمل معنى أصيل أو معبّر حتى.
الإبهار وحده لا يكفي
شاب يأتي للقاهرة من "هناك" أي من النوبة تحديدًا لتحقيق حلمه، يمر على كل المهن في المدينة الواسعة، التي تفتح مجالًا حُرًا لحركة المخرج. يهرب من خلالها للحكي البصري معتمدًا على الإبهار فقط. في المشهد الأخير مثلًا نعود إلى الفرح الذي يجلس فيه منير وويجز منذ بداية الكليب. الكينغ الحكيم الذي يحتضن شابًا أصغر سنًا لديه الأحلام والطموحات ذاتها، ليبدو كأنه يسلّمه الراية. مشهد كان يمكن الاحتفاظ برمزيته لولا أنه وقع في فخ المباشرة بالكلام الذي دار بينهما.
ومثلما كانت الأغنية تمشي على الحبل بهدف تحقيق التوازن دون مخاطرة لدى كليهما، فالغرض منها قبل كل شيء إثبات الدعم والتعاون، فكانت أشبه بعدة طلقات في الهواء، للتحية والمحبة. كذلك كان الكليب مضمون المحتوى، بعين خواجة، ربما لا تعرف جيدًا، من يغني، وأين يجب أن تُوجه عدسة الكاميرا فعلًا لخلق شيء أصيل.






