مر أكثر من عام على تأسيس مجموعة الأراب كارتل وإعلانها الظهور بشكل فني بكليب ستايلها جامايكي، والذي شهد مشاركة إسلام جواد وديدين كانون ١٦ وسيدو سيمبا وستايلو جي وشاهين، من خلال كليب في أحد القصور الفخمة من إخراج ستيفن ريدجيمي. عادت المجموعة في إصدار جديد لهذا العام تحت عنوان دخان بمشاركة فنانين مختلفين، ليجوبوا الأزقة والشوارع الشعبية. اشترك في التراك كل من إسلام جواد وديدين كانون ١٦ وماليكا ومودي العربي، من إنتاج نوفو وعيسى وأسود، وإخراج إنعام العطار.
جاء الإنترو مغلفًا بالتشويش والإيكو، وتخللته دخلة خاطفة للحن تراب، ليأتي باقي التراك منوعًا بين الجانجستر تراب، مع لمسة من البانك راب، والبيت دروبس المتلاحقة والمتدرجة في وسط التراك، عبر إيقاع ثابت دون تحولات كثيرة. بالمقابل يأتي الفلو حرًّا غير ملتزم بقوافٍ، ليبني قصة مرتبطة بصريًا بالكليب، ومنوعًا في المفردات الموسيقية واللغوية لكل مغنٍ. يستعير ديدين كانون ١٦ مفردات تعبّر عن القوة من ثقافات وتأثيرات متنوعة: "أنزلكم في وادي الطوفان/… العب عشرة مثل ميسي"، بينما تضفي مليكة لمسة البانك راب بطبقتها الصوتية المميزة: "ملكة تخزأك بمقاطع". يأتي مودي العربي بمفردات فنية درامية "مأخرج المشهد ماسك خوانيقو"، فيما يوظف إسلام جواد مصطلحات شديدة الخصوصية من بيئته: "٧ طقات على بدنك/ على بوزك و بوز إللي بذرك حدا فاهم شي على لغتك؟".
ترسم اللغة البصرية للكليب كذلك سردًا قصصيًا، إذ يثبت الكادر الخاص بالرابرز الثلاثة إسلام ومليكة ومودي أمام أحد المقاهي ووراءهم تجمعات من الناس، فيما يتحرك إسلام جواد وسط الأزقة للبحث عن شخص. تركّز هنا الكاميرا إما على ظهره لإضفاء طابع من الغموض والقوة، أو على وجهه حين بهدد هذا الشخص في محل حلاقة. أما مليكة فتظهر في لقطة متوسطة الحجم تضعها في مواجهة المطارَد وجهًا لوجه، مما يخلق إحساسًا بأنها محاصرة، بينما نتابع مودي العربي عبر شاشة تلفاز وهو على قناة إخبارية،. تبقى شخصية ديدين كانون ١٦ غامضةً محركةً للأحداث دون أن تظهر بوضوح، سواء عند سؤاله عن مكان الشخص المطارد، أو من خلال القناع الذي يرتديه في جولة الدراجات النارية المطاردة له. تميل ألوان الكليب نحو تدرّجات الأزرق، وتركز على تسليط الضوء على الطابع الشعبي للمباني القديمة والمقهى المجاور لها، ويهيمن على الكليب العنصر الرجالي، مع ظهور خاطف لعناصر نسائية يحمل في طيّاته إشارات مبطّنة.