هذا الأسبوع يأخذنا في جولة موسيقية تمتد بين مصر وليبيا والخليج، حيث تتقاطع الإيقاعات بين البوم باب والتراب والهيب هوب الخليجي، مع لمسات إندي وتجريبية. تتنوّع المواضيع بين الغضب، البوح الشخصي، والبحث عن الجذور، فيما نتابع حضور أصوات نسائية قوية، وعودة أسماء مخضرمة، وتجارب جديدة تعيد صياغة المشهد العربي بروح صادقة ومباشرة.
بيري - جنازه
تُشعل بيري المشهد بتراك "جنازة" الذي يفيض بالطاقة الغاضبة والسخرية اللاذعة. تسطّر كلماتها على إيقاع تراب داكن من انتاج موني ماينرز، تدمج فيه صورًا حادة مثل "قاعدة وفاردة السكاكين قدامي"، لتخلق مزيجًا من التحدي والقوة. بأسلوبها الخاص، تعلن حضورها كصوت نسائي لا يساوم في الراب المصري في بار "في عصر القوة نادية الجندي"، وتحوّل النص إلى ساحة مواجهة حقيقية.
عيسى بن دردف - اطلانتس
يفتتح عيسى بن دردف ألبومه الجديد "أبيض وأسود" بتراك "أطلانتس"، عودة قوية إلى جذور البوم باب مع روح الكتابة القديمة التي عرف بها. يستحضر التراك مدينة الأساطير الغارقة أطلانتس كرمز لفقدان الحضارة والبحث عن المعنى، فوق بيت كلاسيكي نابض بروح التسعينيات وإيقاعات حادة. يوازن بن دردف بين الصور التاريخية والخيال، ليؤكد مكانته كأحد أبرز الأصوات القادمة من ليبيا في مشهد الهيب هوب بالمنطقة.
داركي ودينهوو وجيبلا - توب يا بحر
يجتمع ثلاثة من أبرز الأسماء في المشهد الخليجي، داركي ودينهوو وجيبلا، في تراك "توب يا بحر"، ليعيدوا إلى الواجهة رمزية البحر في الأغنية الخليجية. يستلهم التراك من الأهزوجة الكويتية الشهيرة "توب توب يا بحر"، التي ارتبطت بتاريخ صيادي اللؤلؤ وذاكرة الخليج البحرية. يدمج دي برودكشن هذا الإرث الصوتي مع إيقاعات الهيب هوب، ليقدّم حوار موسيقي بين الماضي والحاضر.
ما بين - فيلم غنائي
تطرح مابين ألبومها الأول كفيلم موسيقي مترابط، حيث يتنقّل المستمع بين التراكات عبر سرد بصري متكامل على يوتيوب. يحمل الألبوم روح الإندي بجرعة عالية من الصدق والبوح الشخصي، مع لحظات لافتة مثل تراك "أصبح عندي الآن بندقية" الذي يعكس جذورها الفلسطينية. يقدّم العمل تجربة سمعية بصرية تستحق أكثر من استماع، إذ يكشف في كل مرة عن طبقات جديدة من المشاعر والرؤى الفنية. ساهم المنتج كبارة بالانتاج الموسيقي، ليقف الألبوم على التقاطع الفاصل بين الصوت التجريبي وصوت الإندي.
الموند - راجل
يقدّم الموند "راجل" كتراك فريستايل، يركّز فيه على الفلو المباشر والبارّات المكثفة فوق بيت داكن وقوي من إنتاج كين. يمزج التراك بين طاقة التحدي وروح الشارع، حيث يضع الموند صوته بثقة كأحد الأسماء القوية في الراب المصري. يعكس الأسلوب الحاد للكلمات موقفًا صريحًا من القوة والتحمّل، في إصدار يبدو كإعلان عن حضوره الجاد على الساحة.
الجندي - بعيد
يعود الجندي بتراك "بعيد"، حاملاً روح الأولدسكول التي تميز المشهد الليبي، لكن بأسلوب شخصي يعكس عمق التجربة الداخلية. يبني الأغنية على بيت كلاسيكي متين فيما تأتي كلماته كحوار ذاتي عن الغربة والابتعاد، ينسج الجندي صورًا واقعية عن الفقد والحنين بأسلوب صريح. يثبت هذا التراك مكانته كأحد الأصوات الأكثر تميزًا في ليبيا، التي لا تزال تحافظ على هوية الراب الليبي وجذوره.