مع كل عينة جديدة تصدر عن ألبوم داليا المرتقب، تصبح الرؤية خلف الألبوم الذي سيحمل عنوان ١١:١١ أكثر وضوحًا. تبحث داليا عن إعادة تقديم صوتها بأسلوب جديد ولهجة مختلفة في كل مرة، بحيث استمعنا حتى الآن إلى الإصدار الخليجي مرة عن مليون الذي حمل روح الهيب هوب في طياته عبر تعاون مع دافي. تلتها الأغنية راقصة الإيقاعات باللهجة المصرية حالة نفسية، لتعود داليا اليوم بأغنية عراقية بعنوان تشتاق روحي من إنتاج ورنر ميوزك.
تبتعد الأغنية عن التوزيعات النمطية للأغنية العراقية، لتفتتح بشكل مفاجئ بصوت الديستورشن للجيتار الكهربائي صاخب الأسطر. يستمر التشويش هذا وإن دمج بشكل ثانوي في خلفية اللحن على امتداد الأغنية، ليُخرِج اللحن بأسلوب جريء مختلف. جاءت تشتاق روحي من ألحان علي صابر، الذي منح أغنية البوب العراقية الجديدة أبرز ألحانها في السنوات الأخيرة سواء عبر ما لحنه لمطربين عرب مختلفين مثل رحمة رياض وأحلام وحسين الجسمي وغيرهم، أو فيما غناه هو بنفسه مثل أغنيات معقولة والله يسهلك. يملك علي صابر من الشجن في موسيقاه ما يكفي ليوزعه على ألحان سنوات طويلة قادمة، ونالت داليا في الإصدار الجديد حصتها من هذا الشجن، الذي جاء مدعومًا بشكل إضافي عبر كلمات محمد الجبوري الذي قدم أغنيات باللهجة العراقية لنجوم مثل بلقيس ومحمود التركي من بين أسماء كثيرة أخرى. قدّمت الكلمات داليا بشخصية العاشقة التي لا تدرك سبيلًا للوصول إلى من تحب، ولا تملك سبيلًا للنسيان، لتبقى عالقة ضمن مساحة الألم والشوق والشغف الذي يجعل أي شعور آخر وأي تجربة أخرى تبدو ثانوية: "صار ما يعجبني أي شي إلا وجودك يمي/ شلون راح أقدر أعوفك يلي ما تفارق حلمي/ غلاك ماهان ما بين الأحضان/ لهسه عطرك أنا أشمه وتبكي عيني"، وهي ولا بد شخصية مختلفة عن داليا التي افتتحت مسيرتها بأغنية: "قلبت الطاولة بوجه الحزن وابتسمت أيامي".
يظهر إذًا أن هذه المرحلة من مسيرة داليا تحمل عنوان التجريب، على كافة أصعدة بناء الأغنية، ليبقى صوتها هو حجر الأساس الذي يستند إليه ألبومها الطويل الثالث جريء الاختيارات.