حين ينجح فنان شاب منذ محاولاته الأولى بتقديم أغنية هيت تتجاوز الـ 150 مليون استماع في فترة قياسية، قد ينقلب الموضوع مباشرةً إلى نقمة عوض أن يكون نعمة.
كانت هذه حالة عصام النجار، الذي قدّم في العام 2020 أغنية "حضل أحبك"، التي سرعان ما انفجرت شعبيتها، لتضل اسمه على خارطة الفنانين الشباب الصاعدين في المنطقة، ومهدت الطريق لاهتمام جهات الإنتاج المختلفة بأعماله، وتعاون الفنانين الآخرين معه. لكن محاولات تكرار النجاحات والأرقام قد تضع أي مبدع تحت ضغط هائل، وتؤثر على رؤيته الفنية، خاصة إن كان في البدايات.
لا يعني ذلك أن عصام توقف عن صناعة الأغاني التي تعبر عنه. سمعنا عبر السنوات القليلة الماضية أغاني نالت اهتمام الجمهور مثل "من غيرك انتي" و"أنساكي"، كما قدّم تعاونات مميزة مع أسماء بارزة من مختلف مشاهد العالم العربي مثل إليانا في "حدا غريب" ومحمد رمضان وجيمز في "TMO" ومنال بنشليخة في "وراي". مع ذلك انقطع عصام عن الإصدار طوال عام كامل، ليعود قبل أيام بتراك "زفة".
الإصدار الأول بعد انقطاع.. من مصر
قائمة صناع الأغنية ضمت مشاركات مثيرة للاهتمام. تعاون عصام النجار مع المنتج الموسيقي العالمي O.I.A.M الذي وضع الرؤية الموسيقية للتراك واشترك في كتابة الكلمات مع عصام وأورتيجا وأمير شيكو. وفيما جاءت الكلمات باللهجة المصرية، ومتأثرة بعض الشيء بكلمات أغاني المهرجانات: "لا مفيش في جمالها اتنين/ قمر 14 أهيه/ وأغنيلها يا عيني يا ليل"، يتبعها مقطع سريع خافت بلهجته الأردنية، إلا أن اللازمة الموسيقية تتأثر بالوصلات الموسيقية إلكترونية الصوت للدبكة العصرية في بلاد الشام.
أما فيديو كليب الأغنية فأخرجه أبانوب رمسيس، الاسم الذي صنع خلال الفترة الماضية كليبات شديدة الخصوصية لمروان بابلو وسانت ليفانت وغيرهم، وأصبح الكرت الرابح حين يتعلق الأمر بالجانب البصري، ليقدّم لعصام نجار فيديو، يحيي الـ "زفّة" الشامية من قلب أحياء القاهرة.
حكم أولي
في الأغنية جرعة حيوية عالية، تنتقل مباشرةً إلى المستمع، مع إيقاعات وتفاصيل في تنفيذ الإنتاج الموسيقي تتجاوز حدود المشهد الواحد والتصنيفات الموسيقية المحددة. تذكرنا مباشرةً بتجارب منعشة أحببناها هذا العام مثل "ولا مين" لـ ليجي-سي وزياد ظاظا أو "جنني" لـ إليانا من العام الماصي وغيرها من إصدارات، توجهت لدمج تأثيرات موسيقية مختلفة بانسيابية.
مع ذلك يغالبنا شعور بأن الكلمات أبسط من اللازم، خاصة بالنسبة لأغنية قصيرة نسبيًا، يتخللها مقطع شبه هامس، ولازمة موسيقية مهيمنة. كانت كل العناصر الأخرى لتتفاعل بشكل مثالي، لو أن مقاطع الكلمات كانت أطول، وسمحت لنا بالاستمتاع بغناء أو تنغيم عصام، صاحب الصوت الدافىء.