حين يُذكر الفن اللبناني في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، لا يمكن أن يغيب اسم سلوى القطريب، الصوت الذي جمع بين الغناء والمسرح والاستعراض ليقدّم تجربة فنية كاملة متكاملة. في ذكرى ميلادها، نعود إلى أبرز المحطات التي صنعت مسيرتها، من الأغنية الخالدة خدني معك إلى مسرحيات غنائية رسّخت حضورها كإحدى أيقونات الفن.
الانطلاقة من المسرح الغنائي
بدأت سلوى رحلتها على خشبة المسرح، حيث التقت بالمخرج روميو لحود الذي آمن بموهبتها وفتح لها الباب لتتألق في أعمال غنائية استعراضية مثل سنكف سنكف وبنت الجبل. من هناك، جاءها لقب “سيدة المسرح”، اعترافاً بقدرتها على تحويل النصوص الغنائية إلى لحظات مسرحية لا تُنسى.
تميّزت القطريب بقدرتها على التنقل بين الغناء والمسرح والاستعراض، وجعلتها هذه الموهبة فنانة متعددة قادرة على أن تترك أثرًا في كل تجربة تخوضها. انطلقت في فترة الثمانينات بأعمال غنائية نالت شهرة واسعة، وقدّمت أغنياتها الشهيرة "وعدوني" و"شو في خلف البحر".
كيف حفظنا أغانيها رغم مرور عقود عليها؟
حمل صوت سلوى القطريب قوة خاصة، فأظهر بفضل طبقاته المتعددة والبحة الدافئة التي ميّزته قدرة على جعل الأغاني تحكي قصصها بشكل مباشر ومليء بالمشاعر، لتترك بصمتها الخاصة في ذاكرة الجمهور. خلّدت أغنية "خدني معك" اسمها في ذاكرة اللبنانيين، وأعادتها لاحقًا عدد من الفنانات، أبرزهن إليسا، لتبقى إرثًا حيًّا يربط الأجيال الجديدة بالماضي.
حافظت عائلتها على إرثها الفني، وأحيت ابنتها ألين لحود بعضًا من أغانيها، وساعدت على إبقاء صوت والدتها حاضرًا في الساحة الفنية اللبنانية. حرصت أيضًا العديد من المغنيات اللبنانيات على إعادة تقديم أعمالها، وكرّمن مسيرتها بإحياء إرثها الفني الغني.
عاشت سلوى القطريب حياة مليئة بالأغاني، وظل صوتها علامة مميزة في تاريخ الموسيقى اللبنانية. شكّلت جسرًا بين الأجيال، وورّثت إرثًا فنيًا أساسيًا في الهوية الموسيقية للأغنية اللبنانية.