بعد غيابٍ طويل، افتقده محبّينه بشغفٍ كبير، يستعد النجم السعودي راشد الماجد للعودة إلى خشبة المسرح، مستعيدًا وهج الحضور الحيّ من قلب القاهرة، حيث تحتضن دار الأوبرا المصرية مساء الأربعاء 17 ديسمبر حفلًا غنائيًا يُعدّ من أكثر محطّات عودته ترقّبًا وخصوصية.
ويتواجد راشد الماجد في القاهرة منذ أيام، للإشراف على اللمسات الأخيرة، برفقة فريق عمله، في مقدّمهم الملحن الكويتي مشعل العروج، والموزّع الموسيقي البحريني سيروس، إلى جانب المشرف العام على أعمال الموسيقار طلال خالد أبو منذر. أجواء البروفات، التي تسللت ملامحها إلى مواقع التواصل، عكست حالة من التركيز، ووصفت بكلمة واحدة: "بروفات السندباد".
راشد الماجد في حفل "خاص جدًا"
اختيار دار الأوبرا لم يكن تفصيلًا عابرًا، بل خطوة تحمل دلالات فنية ورمزية، توازي مكانة راشد الماجد ومسيرته. الحفل سيكون "خاص جدًا" وفقًا لما يتم تداوله، إذ سيقام بدعوات محددة من دون طرح بطاقات للبيع، ولن يُنقل تلفزيونيًا.
الحفل سيحمل توقيعًا إخراجيًا لأحمد الدوغجي، وسط تكتم مقصود يواكب حجم الحدث. ورغم عدم صدور تأكيدات مباشرة، فإن الإشارات الذكية التي ظهرت عبر "الستوري" سواء من الدوغجي أو من حسابات روتانا، كانت كافية لإشعال فضول الجمهور، مع عبارات مقتبسة من أغنيات راشد، بدت كأنها رسائل مشفّرة لعودة قريبة طال انتظارها.
وتأتي هذه العودة بعد فترة ابتعد فيها راشد الماجد عن الحفلات، إذ يعود آخر ظهور له على المسرح إلى فبراير 2023 ضمن ليلة "صوت الأرض" في موسم الرياض، تكريمًا للراحل طلال مداح. ورغم حضوره الغنائي المتواصل عبر الإصدارات، ظلّ المسرح غائبًا عن جدول أعماله، ما جعل حفل القاهرة محطة مفصلية في مسيرته الأخيرة.
آخر ألبوم غنائي
يحمل حفل دار الأوبرا طابعًا خاصًا أيضًا لكونه يرتكز على أغنيات ألبومه الأخير "استحالة" الصادر عام 2024، من ألحان الموسيقار الدكتور طلال، وإنتاج روتانا. الألبوم شكّل علامة فارقة في مسيرة راشد، جامعًا نخبة من أبرز الشعراء، ومقدّمًا عملًا متكاملًا من حيث الرؤية الموسيقية والهوية الفنية، ليؤكد مرة جديدة ثبات اختياراته ووفاءه للّحن والكلمة.
بين الغياب والعودة، يبدو راشد الماجد كمن يختار توقيته بعناية، ويترك للموسيقى أن تتكلم عنه. ومن القاهرة، يفتح نافذة جديدة على المسرح بهدوء يليق باسمه، وبثقل فني رافقه على مدى عقود.
راشد الماجد على قوائمنا
يواصل راشد الماجد نشاطه بوتيرة لافتة. فقد طرح مؤخرًا الأغنية الرومانسية "من عرفتك" التي قُدّمت بوصفها "أغنية الشتاء"، ولاقت تفاعلًا واسعًا لما تحمله من عاطفة هادئة ولحن دافئ، ليدخل من خلالها على قائمتي أعلى 50 خليجي وأعلى 50 تيك توك آنذاك. كما قدّم أعمالًا وطنية خاصة باليوم الوطني السعودي، إلى جانب أغنيات عاطفية أخرى عززت حضوره في المشهد الغنائي، رغم ابتعاده عن المسارح.





